خاص - الفرنسيون يحنون الى طرحهم الرئاسي القديم - بولا سطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, September 6, 2024

خاص - "الكلمة أونلاين"

هند سعادة

يشعر الفرنسيون ان من واجبهم تحريك الملف الرئاسي اللبناني كلما استشعروا انه اقترب من الدخول في "كوما". العطلة الصيفية والتي تزامنت مع تدهور امني وعسكري غير مسبوق بعيد اغتيال القائد في حزب الله فؤاد شكر، رسّخت واقع التأزم الرئاسي بعدما تم قذف الملف الى اسفل سُلم الاولويات المحلية كما الاقليمية والدولية. فوُجد من حاول الاستثمار في هذا الواقع للقول بطريقة او بأخرى "من هذا المتفرغ لانتخاب رئيس للبلد لا يُقدم ولا يؤخر ونحن منهمكون بالقتال وبمعركة تحدد مصير المنطقة… انتخبوا مرشحنا او عمركم ما تنتخبوا طالما نحن الحاكمين بأمرنا".

قبل "الصيفية الحامية" ابلغ الفرنسيون من يعنيهم الامر لبنانيا ان عدم انتخاب رئيس قبل شهر آب سيعني قذف الملف اشهرا الى الامام. فمن يجد من الدول الكبرى قليلا من الوقت للتعامل مع الشؤون اللبنانية لن يكرس اي وقت لها مع احتدام الاستحقاقات وعلى رأسها استحقاق الرئاسة الاميركية.

اليوم يبدو الاميركيون غير آبهين على الاطلاق بالرئاسة اللبنانية. فكل ما يعنيهم في المنطقة منع توسع الحرب ومحاولة الوصول لهدنة في غزة قبل انطلاق عملية الاقتراع في نوفمبر المقبل. هم اصلا وصلوا الى قناعة ان لا شيء يمكن ان يتحقق لبنانيا، سواء رئاسيا او بما يتعلق بجبهة الجنوب قبل وقف القتال في فلسطين المحتلة.. وطالما الكلمة هناك لا تزال للميدان وطالما رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يبدو انه سينصاع قريبا سواء للضغوط الداخلية الاسرائيلية او الاميركية، فلا لزوم لجهود تذهب سُدى.
السعوديون من جهتهم، وبالرغم من بعض الاجواء التي تتم اشاعتها، لم يحيدوا قيد انملة عن موقفهم الرمادي المرتبط بالملف اللبناني. هم قرروا ان يكونوا منذ سنوات طرفا متلقيا وغير مبادر في هذا الملف ولا زالوا يتمسكون بسياستهم هذه. فمن هنا كل الجهود المبذولة فرنسيا لحث الرياض على لعب دور ما يدفع بالرئاسة قدما لا يبدو انها ستُثمر قريبا.

ويبقى في اللجنة الخماسية المعنية بالشأن اللبناني، الطرف المصري الذي دخلها منذ البداية طرفا وسيطا غير مؤثر فيها، كما الطرف القطري الذي لا يزال مقتنعا بقدرته على تحقيق خرق ما في لحظة معينة يعتبر انها لم تحن بعد. خرق لن يقبل بأن يُحسب ل"الخماسية" انما اولا للدوحة.

وبالعودة الى الطرف الفرنسي، فكل ما يستطيعه اليوم هو ابقاء الملف الرئاسي حيا، لذلك كان اللقاء الذي جمع الموفد الرئاسي الفرنسي جان أيف لودريان والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والذي خلُص على ما يبدو لعودة اجتماعات "الخماسية" على صعيد السفراء في بيروت.

فبحسب المعلومات لودريان لا يحمل اي طرح جديد يعرضه على القوى الدولية او الداخلية اللبنانية لا بل بالعكس يبدو ان الفرنسيين يحنون لطرحهم الاول القديم القائل بالpackage deal بحيث يتم التفاهم في آن على اسم الرئيس ومشروعه كما على اسم رئيس حكومة ومشروعها اضافة على اسماء من سيتولون مواقع اساسية شاغرة او تُدار بالوكالة وبالتمديد. الا ان الطرح السابق الذي كان يروج لسليمان فرنجية مقابل نواف سلام لم يعد تستطيع باريس تبنيه مجددا بعد كل السهام التي طالتها بسببه. فتراها متمسكة بالتفاهم الذي حصل باطار اللجنة الخماسية لجهة تأييد مرشح ثالث.

وبحسب المعطيات، قد نكون مقبلين على استعادة بعض الزخم الرئاسي سواء عبر "الخماسية" او عبر مجموعة من النواب ابرزهم الخارجين حديثا من كنف "التيار الوطني الحر"، لكن الوصول لخواتيم سعيدة قد يطول طالما لم يعد خافيا على احد ان الملف بات رهينة نتيجة حرب غزة.. حرب توسعت لتشمل الضفة، ما يؤكد ان كل الحركة ستبقى بلا بركة وان كانت ستذكّر الناس بقوى سياسية ومسؤولين سياسيين يفترض ان ادوارهم تتجاوز مجرد مواكبة قرارات حزب الله وتغطيتها.