خاص- الحاخامات يدخلون المعركة ونتنياهو في الكونغرس مصورًا إسرائيل الضحية ...ضرورة دعم واشنطن لها لتحجيم إيران قبل المؤتمر الدولي للمنطقة - سيمون ابو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, July 23, 2024


يندرج رفض كبار "حاخامات الصهيونية الدينية" لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس من أجل وقف الحرب في غزة، بمثابة تغطية لمضي رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو في حربه، معززًا بدعم المتشددين وبينهم رئيس حزب الصهيونية الدينية وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

رغم أن موقف حاخامات " شاس" يطالب بعملية تبادل لإعادة الأسرى، إلا أن نتنياهو وفّر لذاته لزوم ما لا يلزم، أي دعم فريق من الحاخامات وإن كان ذلك لا يعدّل في قراره بالاستمرار في حربه على حماس، لقتل قياداتها مهما جلب القرار من ضحايا ودمار على فلسطينيي القطاع .
كما أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أعلن إعادة السماح باستخدام المسيرات الحربية في الضفة الغربية .

تأتي هذه المواقف لتؤشّر بوضوح الى أن نتنياهو مستمر في تصعيد الأعمال العسكرية قبيل محطتين وهما:

- توجه وفد إسرائيلي الى قطر لمتابعة المفاوضات حول الهدنة في قطاع غزة، إضافة الى تحضيره نقاط عسكرية لمناقشتها أي أن المفاوضات لن توصل الى حل نتيجة الإستمرار في المعارك...
- توجه نتنياهو الى واشنطن لإلقاء كلمته أمام الكونغرس واجتماعه بالرئيس جو بايدن والمرشح الرئاسي دونالد ترامب ومسؤولين رسميين وسياسيين وحكمًا قادة الجالية اليهودية لاستجلاب غطاء أوسع لحربه...

اذا، قبيل وصوله الولايات المتحدة ألأميركية، ومفاوضات الدوحة، تصاعدت المواقف والخطوات الإسرائلية على غرار حجم الغارة على مدينة الحديدة وكذلك ارتفعت وتيرة تبادل العمليات العسكرية مع حزب الله ...

يذهب نتنياهو الى واشنطن هادفًا تصوير اسرائيل والشعب اليهودي بانهما ضحايا الإرهاب الذي ضرب نيويورك في 11 ايلول من العام 2001، وسيجد الولايات المتحدة الأميركية تفتقد لرئيس للبلاد، يمكن عقد إتفاقيات معه أو تفاهمات إضافة لكون نتنياهو لم يكن يخشى بايدن عندما صنفه حاضرًا ذهنيًا أكثر وكان لا يزال مستمرًا في ترشيحه، فكيف الحال وبايدن بات معزولا في ظل مرحلة إنتخابات رئاسية قد توصل ترامب.

سيجد نتنياهو فرصة للمضي في حربه، ساعيًا لانتزاع دعم أميركي جامع لحربه وتحديثا لإلتزام واشنطن بدعم وحماية دولة إسرائيل كـ "ضحية "من براثن الارهابيين.

لكن غياب المرجعية الأميركية عن دورها، بحيث يتبين بوضوح أنها المرة الأولى التي تبدو فيها الولايات المتحدة الأميركية عاجزة عن وقف إحدى حروب إسرائيل.

لكن حتى الحسم الرئاسي وتولّي الساكن الجديد للبيت الأبيض، مهامه بدا واضحا أن كل من نتنياهو ومحور الممانعة يعمدان الى تعزيز واقعهما الميداني-العسكري على حلبات الشرق الأوسط، تحضيرًا للتسوية التي ستعقد بعد تولّي الرئيس الأميركي المنتخب مسؤولياته.

حتى اذا ما كانت تفاهمات أو مؤتمر دولي لمعالجة حروب المنطقة، يتمكن كل فريق من المحافظة على ما حقّقه من نفوذ أسوة بإيران المتمدّدة بالإقليم والتي سيعمل ترامب على تقليص نفوذها السياسي-العسكري، أو إسرائيل التي تتوقع حتى حينها حسم معركة غزة، وتطهيرالضفة الغربية من حماس من دون انجلاء مصير الحرب الدائرة بين إسرائيل وبين حزب الله واذا كان سيحصل نتنياهو من الولايات المتحدة إجماعًا على توسيعه هذه الحرب الغامضة المصير.