خاص - بعد كلام الصمد عن "القرنة السوداء"... ردٌّ ناري من رئيس بلدية بشري! - هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Sunday, July 21, 2024

خاص - الكلمة أونلاين

هند سعادة

كالجمر تحت الرماد، هكذا يمكن وصف ملف القرنة السوداء، فرغم الثّمن الدموي الكبير الذي دفعه أهالي المنطقة بخسارة شابين من آل طوق في هذا النزاع، العام الماضي إلا أنّ الإنقسام بين أهالي قضاءي الضنية وبشري حول هذا الموقع لا يزال سيد الموقف.

هذا الإنقسام، أعاده النائب جهاد الصمد الى الواجهة في زيارة له الى أعالي جرود الضنية، حيث، محاطا بعشائر المنطقة ومفعالياتها، أعاد التذكير بأن "موقع القرنة السوداء طبيعياً وعبر التاريخ هو في قضاء الضنية"، مؤكدا أننا "لا نتحدى أحد". وعن الخلاف الدائر حول المياه، أمل الصمد أن "يسهم إنشاء بركة عطارة في الحلّ".

في المقابل، رأى رئيس بلدية بشري، فريدي كيروز في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين"، أن "على النائب جهاد الصمد بحكم عمله في البرلمان اللبناني أن يكون على اطلاع بالقوانين اللبنانية"، مشيرا الى أن "ملف القرنة السوداء يقبع حاليا عند القاضية العقارية لتحديد وتحرير الحدود".

وقال: "إذا كان الصمد واثقا من موقفه فيما يتعلّق بموقع القرنة السوداء، فلماذا يقدّمون الطعون ويمنعون القاضية العقارية تيريز المقوم من إصدار حكمها".

كيروز عبّر عن "استغرابه من السبب وراء عدم إصدار القاضية العقارية قرارها في هذا الملف حتى الان، علما أن محكمة التمييز كانت قد أصدرت قرارها برفض طلب نقل دعوى النزاع العقاري من أمامها لعلّة "الارتياب المشروع في وجه القاضية".

واعتبر أن "النائب الصمد يقوم من حين الى آخر، بما وصفه بـ "الفولكلور الإعلامي"، مضيفا: "لا نعرف ما هي خلفيات كلامه ولكن نحن في بشري مرجعيتنا الدولة اللبنانية والقضاء وحين يصدر الحكم القضائي يمكننا عندها تحديد موقع القرنة السوداء".

وقال: "في حين قدّمت بلدية بشري ملفها كاملا الى كافة الجهات القضائية المعنية بهذا الملف، لم تقم بلدية بقاعصفرين بتقديم أي مستند بهذا الشأن".

ورأى كيروز أنه "كان الأجدى بالصمد أن يعمل بناءً على موقعه كرجل قانون وليس كرجل عشيرة يطلق كلاما شعبويا من هذا النّوع".

وإذ استنكر كيروز كلام الصمد، توجّه اليه بالقول: "نحن في بشري سقط لنا شهيدان والفاعلون هم "من جماعتك" ولا نزال ننتظر إصدار الأحكام القضائية بهذا الإطار"، مضيفا: "الأسلوب الذي تتبعه من شأنه أن يؤجّج الفتنة بين أهالي منطقة بشري وبقاعصفرين وتتحمّل شخصيا كامل المسؤولية في هذا الإطار".

وتطرّق كيروز الى مسألة "بركة العطارة"، مذكّرا بأن "نائب رئيس حكومة سعد الحريري السابق، غسان حصباني، كان قد أمّن التمويل اللازم الذي تتراوح قيمته بحوالي مليون دولار".

وشدّد على أن "أهالي بشري يأملون إنشاء هذه البركة، وتأمين حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الحالية التمويل اللازم لها ولكن حل إشكالية المياه لا يعني أن القرنة السوداء باتت تعود لمنطقة بقاعصفرين في قضاء الضنية بل هو يقتصر على معالجة أوضاع المزارعين في هذه المنطقة وعدم كسر قرارات وزارة البيئة".

وأكد أن "إنشاء بركة العطارة مطلب لبلدية بشري قبل أن يكون مطلبا للصمد، مجدّدا التأكيد أن "هذا الأمر لا علاقة له بتحديد وتحرير العقارات بين منطقة بشري وإهدن وبقاعصفرين".

وقال: "بالنسبة لنا الحدود واضحة والملفات التي تم تقديمها للقضاء واضحة وضوح الشمس بانتظار صدور قرار القاضية العقارية وفي حال لم يأت القرار بحسب تطلّعاتهم يمكنهم الطعن فيه وهذا الأمر ينطبق علينا أيضا".

وختم، قائلا: "من المفترض الاحتكام الى القانون ولكن إذا فضّل نائب في البرلمان اعتماد أسلوب آخر فـ "على الدنيا السلام".

بانتظار صدور القرار القضائي في هذا الملف، تظل الاولوية لتغليب لغة العقل بين جميع المعنيين بهذا الملف لمنع أي محاولة لإشعال نيران الفتنة بين الأهالي.