خاص- بـ"عنجهيّته" ترامب ينتقم من نتانياهو ويحجّمه... وينتزع منه "صفارة" السنوار .. سيمون أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Saturday, July 20, 2024

خاص- الكلمة أونلاين

سيمون أبو فاضل

دخل لاعب قوي إلى ساحة الحروب الدائرة في ملاعب الكرة الارضية، وهو المرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب، بعد نجاته من محاولة اغتيال حسمت وصوله المحتم إلى البيت الابيض.
أطلق رئيس حركة حماس في غزة يحيي السنوار صفارة انطلاق المعركة الوجودية مع اسرائيل، إثر عملية طوفان الأقصى، وقابلها رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو بحرب شرسة واسعة مدمرة للقطاع الفلسطيني، بهدف القضاء على حركة حماس وتصفية قياداتها .

بعد أشهر من الدمار والضحايا والدماء دفعها أبناء القطاع، انتزع نتانياهو الصفارة من السنوار، وأضحت مع نتانياهو الذي لم يطلق بعد إشارة وقف الحرب، حيث بات هو اللاعب المحوري في هذه المواجهة بين إسرائيل والممانعة التي تصعد نوعية عملياتها العسكرية على إسرائيل..

فالكلام عن هدنة بمراحل تنفيذية على ثلاث مراحل لن تحصل، والرئيس الاميركي جو بايدن الذي يدعم إسرائيل وأمنها ولكنه ضد نتانياهو شكلياً، سيتراجع وإدارته "الضائعة" أكثر عن متابعة ملف الحرب القائمة بين إسرائيل وايران بالواسطة عبر أذرعها. وهو عندما كان في واقع أفضل سياسياً قبيل ارتفاع أسهم ترامب وتراجع واقع بايدن الذهني، كان نتانياهو يواجهه ولا يلبي طلباته، فكيف والحال بات مختلفا عمّا قبل عملية اغتيال ترامب ومفاعيلها .

السنوار الذي هدف لإطاحة التطبيع، وإزالة إسرائيل، واستعادة السجناء وفرض شروطه عليها بعد عملية طوفان الأقصى، بات يطالب من أنفاق غزة بهدنة مع إسرائيل ووقف إطلاق النار، ومساعدات إنسانية وطبية لشعبه المكلوم ...

أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي دخل الحرب في اليوم التالي لعملية 7 اكتوبر، يربط وقف عمليات الحزب العسكرية التي تصاعدت وتيرتها مؤخراً، بوقف حرب غزة، أي وفق توقيت نتانياهو الذي يعلن وقيادات إسرائيلية، أن الحرب مستمرة لإنجاز أهداف ممكن تحقيقها، أم لا، ولها صلة بنتيجة الحرب أو التسوية في غزة ...

إيران لن تدخل الحرب مباشرة، وهي حددت سقف مشاركتها اللفظية بدفاعها عن الممانعة والشعب الفلسطيني ودعمها للمقاومين" في غزة ، وفق قاعدة لكل موقف ثمن، مع ارتفاع عامل القلق لديها من عودة ترامب واعتماد قرارات عانت منها سابقاً، وهي في الوقت ذاته تشكل غرفة عمليات لإدارة أذرعها الحوثية والعراقية، بحيث تدوزن عملياتها أو ترفع من وتيرتها على غرار ضرب مسيرة يمنية، عمق تل ابيب، في خطوة مستغربة قبيل انتقال نتانياهو إلى واشنطن ..

فإذا كان الهدف لاستثمار هذا العمل الذي طال تل ابيب من قبل إيران، بمثابة ضغط من واشنطن على رئيس حكومة إسرائيل، فإن الإدارة الأميركية الحالية ليست في واقع يمكنها من ضبط أو تحذير نتانياهو من مغبة تنامي العمليات ضده في المنطقة، بما يهدد بحرب شاملة لا تريدها واشنطن، بل في المقابل سيستجلب نتانياهو عليها دعماً، رسمياً - سياسياُ - شعبياً أميركياً، خلال زيارته الولايات المتحدة الاميركية والقاء كلمته في الكونغرس الذي سيصف فيها عملية 7 تشرين ، بانها استنساخ لعملية 11 أيلول، ومن "الجماعة الإرهابية العقائدية ذاتها المطلوب إزالتها .."

وإن كان بايدن، بواقعه وميله لعدم توسيع الصراع في المنطقة، شهد عهده الهجوم الإسرائيلي على الحديدة اليمنية، "في عمل إسرائيلي خالص"، فكيف سيكون الحال مستقبلاً إذا تكامل نتنياهو مع ترامب..!

إذاً، نتانياهو الذي تحول اللاعب الأساسي في هذه المعركة، في ضوء انكفاء روسيا لاعتبار رئيسها فلاديمير بوتين، وفق مصدر على تواصل مع مسؤولين في موسكو، أن حماس هي الوجه الآخر للمجموعات الإرهابية التي أقدمت على عمليات إجرامية في روسيا، ناهيك عن تلاقي إسرائيلي - روسي على ملفات عدة ذات مصلحة مشتركة، ولذلك تجري المفاوضات بين منظمة فتح وحماس في الصين وليس روسيا، التي تحفظت على الانغماس في هذه الحرب وتشعباتها .

وفي حين يبدو نتانياهو اللاعب الوحيد الذي يملك القرار دون تقديره ربما إلى أين ستصل الأمور، ولاسيما إذا ما توسعت الحرب مع حزب الله، فإن ترامب دخل ساحة الحرب قبل وقته، طالباً من حماس أن تعيد الأسرى الإسرائيليين قبيل انتخابه، لأنه لن يتسامح يومها عندما يدخل البيت الأبيض.

كلام ترامب حوله منذ الآن شريكاً لنتانياهو، وبعد انتخابه حكماً رئيساً للولايات المتحدة الأميركية وسيكون اللاعب الأساسي في الساحات كافة، لكن عندها سيقودان لعبة مشتركة، فهو ليس بايدن الذي كان يتجه نحو مسايرة إيران والممانعة، بل ان سوابق ترامب فيما خص إيران، وإطاحته للاتفاق النووي معها واغتياله قاسم سليماني واضحة، مع ما يرافق الأمر من تهديدات، ستدفع حكماً إلى إطالة مدى المعارك بين الممانعة و إسرائيل، سواء في غزة أم مع لبنان، أو اجتياح الضفة وتطهيرها من حماس كما تعلن إسرائيل.

ومع وصول ترامب المرتقب إلى البيت الأبيض، سيكون اللاعب المشاغب كرئيس لأقوى دولة، وإن كان يعد بإيقافة الحروب، لعدم استنزاف بلاده مادياً، ولأنه أيضاً رئيس قوي وقادر على منعها، وداعم لإسرائيل بكل إمكانياته، ومؤيد للتطبيع معها، ثم إن محافظته على علاقات بلاده بالدول العربية والخليجية التي زارها صهره جاريد كوشنير حتى بعيد خسارته المعركة الرئاسية الأخيرة في العام 2018، والتي عانى بعضها من ممارسات إيران تجاهها أمر يهمه جداً لأكثر من سبب، والتي قد لا يلتقي مع بعضها حيال إحياء الخلاف مع طهران مجدداً، بعد تجربة موجعة زمن الرئيس السابق باراك أوباما وأيضاً زمن بايدن ..

سيشكل ترامب ونتانياهو ثنائياً متناسقاً لترجمة سياسة مواجهة إيران وفي الوقت ذاته ستظهر عنجهية ترامب واضحة في تحجيمه لحليفه نتانياهو وانتقامه منه بعدما غدر به في الانتخابات الماضية ولم يدعمه وذهب إلى حد وصفه بالخائن كما الجبان لأنه تهرب من عملية اغتيال سليماني..

كما سيسعى ترامب لتأمين حماية قوية ومستدامة لإسرائيل، ومحاولته طي ملف خلافات الشرق الأوسط، للتوجه نحو مواجهة الصين وتمددها التجاري وانفلاشها الاقتصادي، بالتوازي مع إيجاد حل للحرب الروسية - الأوكرانية التي تكبد بلاده مصاريف باهظة ..