خاص - السلاح المتفلت : انتصار الهي أم انهزام أخلاقي؟ - بقلم فؤاد الاسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, July 20, 2024

خاص - الكلمة اونلاين

فؤاد الاسمر

يومياً نشهد عملية انتحار جماعية من خلال جملة آفات ولعنات تضربنا أخطرها السلاح المتفلت الذي يوزعه محمور الممانعة على أتباعه وزبائنيته فيستبيح به البلاد ويقتل العباد وينتهك المحرمات.
لقد تحوّل السلاح من "زينة الرجال" وحماية الأرض والعرض إلى "شرٍّ مطلق" غايته حماية مافيات المخدرات والسطو المسلح والعصابات السائبة وترويع الآمنين وسواها من أعمال جرمية.
ناهيك عن عشرات الضحايا الأبرياء الذين يحصدهم يومياً الرصاص العشوائي الآثم والذي يلعلع أزيزه بمناسبة أو دون مناسبة.
علاوة على واقع الأحياء المغلقة، حيث اتخذت كل عصابة أو زمرة نطاقاً جغرافياً خاصاً بها يحميه السلاح غير الشرعي، وتحوّلت هذه الأحياء ساحات لحروب دموية على خلفية تجاذب النفوذ في ما بينها.
كل ذلك يجري بتغطية ودعم من محور النصر الإلهي وتحقيقاً لمشروعه بتدمير الدولة ومؤسساتها وإلغاء كل وجود للسلطات الشرعية على الأرض وجعل المناطق بؤراً أمنية خارجة على القانون واخضاعها لسلطة مسؤولي الحزب الإلهي الذين يتحكمون بها عبر زرع الاتباع فيها ومدّها بالسلاح والحماية الأمنية.
ان السلاح المتفلت هو انتصار الهي للمشروع الايراني على لبنان عبر انهزام القيّم والأخلاق وسائر ركائز ومقومات الدولة فيه وجعله أرضاً محروقة وسائبة تمهيداً لضمّه إلى سلطة الولي الفقيه.
المؤسف والخطير ان هذا المشروع الواضح للعيان يسير قدُماً وبسرعة قياسية دون أي مشروع مقابل إنقاذي أو رادع لدى مجموعات مبعثرة أقصى طموحاتها تولي رميم سلطة خائبة.
فهل من أمل بصحوة وطنية وبانتصار الشرعية اللبنانية ومؤسساتها على إله قوروش وكيف؟