خاص- "الحزب يُغيّر هويّة الجميزة"…حاصباني: بيوعات غير قانونيّة في الأشرفيّة- كارين القسيس

  • شارك هذا الخبر
Friday, July 19, 2024

karine kassis

خاص- الكلمة أونلاين

كارين القسيس


تطفو قضيّة بيع المسيحيين لأراضيهم مرّة جديدة على الساحة المسيحيّة في مناطق عدّة، قبل أن تُعاود الظهور إلى الواجهة مجدداً في بلدة الأشرفيّة، مع ما يُرافق ذلك من خطر وجودي يُهدّد بقاءهم.

يبدو أنّ مشكلة تراجع وجود المسيحيين في لبنان نسبةً للفئات الأخرى، لم تعد المشكلة الوحيدة، ولا يتحمّل مسؤوليتها الفريق الآخر، فبحسب أوساط مراقبة، هذه المعضلة تقع في خانة التراجع المسيحي بالتمسّك بأرضه كما كان سابقاً، لأسباب عدّة منها الماديّة اذ كانوا يعدونهم بمبالغ تفوق قيمة العقار بكثير، المعنوية بسبب الوضع السياسي المذري الذي وصل إليه لبنان، وحتّى التهديد الذي تعرض له البعض ليوافق على البيع، ولكن الأوساط ذاتها تؤكد أنّ الوضع المسيحي يتحملّه ثلاثة مجتمعين، الشعب الذي يقبل البيع، الكنيسة الغائبة والأحزاب التي لا تُطالب، لذلك خطاب المظلوميّة المسيحيّة لم يعد ينفع وجلد الذات والعويل وصرير الأسنان ليس الحلّ.

في هذا السياق، أكّدت مصادر وزاريّة قوّاتيّة، أنّ الأراضي يتم شراؤها بالأموال النقديّة أو بواسطة "شيك" مصرفي، وهذا يطرح علامات استفهام عدّة، ومن أبرزها، " إقفال الدوائر العقاريّة في مناطق محددة "، وتساءلت المصادر عن الجهة التي لديها حق الوصول إلى هذه الأموال النقديّة وخصوصاً في هذه الظروف الصعبة وكيفية تصريف أعمالها في لبنان في ظلّ إستحالة إيداع أموالها في المصارف المحليّة والخارجيّة.

وشدّدت المصادر على أنّ هذه فئة معينّة تعمل في أفريقيا وإيراداتها تأتي من التهريب وبيع الكابتغون، إضافةً إلى بيع المجوهرات وتحديداً الألماس، لافتةً إلى أنّ عمليات تبييض الأموال بدأت في أميركا الجنوبيّة وتوجّهت نحو الولايات المتحدّة من خلال بيع السيارات، وصولاً إلى لبنان وفرنسا.

وأشارت إلى أنّ هذه المعلومات ليست محليّة، إنّما دوليّة وأُنشئ لها تقارير عالميّة عدّة تكشف مدى خطورتها، لذلك يجب على لبنان الإستفادة منها ليستطيع أن يقرأ ويفسّر الوقائع كما هي.

واعتبرت المصادر ذاتها، أنّ الهجمة على هذه المناطق، تطرح علامات استفهام أيضاً حول نيتهم المبطنة لتغيير الديمغرافية، مضيفةً، "هناك بعض المواطنين يتصرفون بطريقة عفوية، ولكن الجهات التي تقوم بتجشيعهم وتحفيزهم على الشراء لديها خطّة، ولم يخفيها أمين عام حزب الله، السيّد حسن نصرالله، عندما قال "كسروان وجبيل بدنا نردها إلنا"، واليوم بعدما غزا الحزب شوارع بيروت مثل الروشة، ينوي تغيير هويّة شوارع الجميزة والأشرفيّة والمتن وكسروان، لذلك هذه الهجمة ليست بريئة.

وختمت المصادر، " عندما تفتح أبوابها الدوائر العقاريّة سيتبين أنّ هناك العديد من المالكين بأسماء مستعارة ومؤقتة بحكم وكالات بيع ليُعاد نقل الملكية للمالك الأصلي".

وفي سياق متّصل، أوضح عضو تكتّل الجمهوريّة القوّية، النائب غسّان حاصباني لموقعنا، أنّ المشكلة الأساسيّة تكمن في حالة الغموض التي تسيطر على الدوائر العقاريّة، مشيراً إلى عدم القدرة على الوصول لأرقام تكشف بدقة عملية البيوعات.

وكشف أنّ من بين هذه البيوعات عمليات غير قانونيّة لغير اللبنانيين، إضافةً إلى أنّها
يمكن أن تكون تخطت النسب المسموح بها لتملّك الأجانب.

واعتبر حاصباني، أنّ كلّ هذه المخالفات تندرج في خانة "الخلل في إدارة الدولة" مشدداً على أنّه يمكن لهذا التقصير أن يكون متعمّداً أو من قبل الادارة، وهذا في كلّ الأحوال خطير لأنّه إما تقصير أو مقصود ، ومهما كان السبب، النتيجة واحدة وهو الخطر المحدق بالبائع والشاري، وتُساهم بتغييرات في الملكية بشكل غامض قد يؤثر على مستقبل المناطق الديموغرافي.

وذكّر أنّ بعد كارثة الرابع من آب، تقدّم تكتّل الجمهوريّة القوّية بقانون يمنع البيوعات في الأشرفية لفترة عامين، وبالتالي انتهت صلاحيته بعد أن خيّم الاستقرار، وبعض المالكين يريدون تفعيل الحركة الإقتصاديّة والعقاريّة في المنطقة، ممّا ساهم بالبيوعات التي حصلت بدون تسجيل أو تعهدات.

وختم النائب القوّاتي قائلاً، "حذرنا مراراً من هذا الخطر، وتحدثنا مع المالكين وحاولنا إيجاد بدائل الحلول لمشاكلهم الماليّة لكي لا يضطروا أن يبيعوا عقاراتهم، فأقدمنا على التواصل مع المغتربين الذين ينتمون إلى هذه المنطقة لعلّهم يساندونهم ويكون لهم الأفضليّة في الشراء وبالتالي يستثمرون في مناطقهم للحفاظ على إرثها وهوّيتها.



karine kassis