خاص- تدابير مكثفة لحزب الله لاستيعاب نقمة أهالي المناطق الحدودية- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, July 18, 2024

خاص - الكلمة أونلاين

بولا أسطيح



باتت قيادة حزب الله على قناعة اكثر من اي وقت مضى الا هدنة تلوح في أفق غزة. الجولة الجديدة من المفاوضات التي انطلقت قبل اسابيع "ستصل حتما، بهمة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى حائط مسدود"، كما يؤكد مصدر مطلع على جو حزب الله، لافتا الى ان "المجازر اليومية التي يرتكبها في القطاع بحجة استهداف قادة "حماس"، والتي يسعى من خلالها لتفخيخ المفاوضات القائمة، دليل لا يقبل الشك بأن لا نية لديه رغم كل الضغوط الداخلية والخارجية التي تمارس عليه لوقف الحرب".

وتشير المصادر الى انه "وبعدما بات واضحا للجميع ان المرشح الرئاسي دونالد ترامب هو من سيتولى حكم الولايات المتحدة الاميركية في المرحلة المقبلة، قرر نتنياهو المضي بحربه حتى عودة الاخير الى البيت الابيض. فتسوية يقودها ترامب لن تشبه بشيء تسوية بايدن الحالية.. اضف ان الاهم هو ان رئيس الوزراء الاسرائيلي لن يعطي الرئيس الاميركي الحالي ورقة وقف الحرب التي يستميت عليها لرفع بعض اسهمه التي اوشكت ان تفقد في السباق الرئاسي الاميركي".


اذا وبناء على ما سبق، يستعد حزب الله ل٦ اشهر اضافية على الاقل من القتال على جبهة الجنوب. وهو تماما كما يحاول اعداد عناصره لحرب استنزاف طويلة، يُدرك ان عليه اولا استيعاب نقمة اهالي المناطق الحدودية الذين غادر معظمهم تلك البلدات والقرى. وتشير المعلومات الى ان الحزب ضاعف ومنذ فترة المبالغ التي تُدفع للمتضررين من الحرب، وهو نقل معظم من كانوا ينزحون الى مدارس او سواها الى شقق مستأجرة يتولى هو دفع ايجارها. اضف انه يؤمن موادا غذائية واساسية لكل هؤلاء الذين تتراوح اعدادهم بين ٩٠ الفا و١٠٠ الف.


وتشير مصادر مطلعة الى ان الحزب ايقن مؤخرا وجوب اعطاء الاولوية لاستيعاب نقمة اهالي المناطق المسيحية والدرزية الحدودية لذلك كثّف مساعدات متنوعة لهؤلاء، لافتة الى انه بما يتعلق باعادة الاعمار فهو ابلغ الجميع انه سيعيد اعمار كل المنازل المدمرة والبنى التحتية في كل القرى والبلدات دون استثناء، بغض النظر عمل ستفعله الدولة في هذا المجال.

وتعتبر المصادر ان "الحزب نجح الى حد كبير من خلال هذه التدابير لاستيعاب النقمة الشعبية التي كانت اكبر في الاشهر الاولى لاندلاع الحرب.. اما اليوم فيمكن القول ان اهالي الجنوب تأقلموا الى حد كبير مع الوضع القائم وسيواصلون التأقلم حتى ولو تواصلت الحرب بشكلها الحالي اشهرا اضافية".


ويبقى الهم الاول لقيادة الحزب راهنا هو تفادي حرب موسعة، فرغم كل التصاريح العلنية عن الاستعدادات لهكذا حرب والجهوزية التامة لها، تبدو هذه القيادة على يقين انها قد تضطر لاستيعاب الكثير من الضربات والصدمات بعد بمحاولة ليكون المشهد بعد اشهر على ما هو راهنا.


اذا هي فاتورة ضخمة من الدماء والاموال يدفعها الحزب نتيجة قراره الانخراط في حرب غزة. لا شك ان طهران تبقى الرافد الاساسي بالمال لكنه يبقى هو الرافد الاساسي بالدماء.