خاص- هجوم حادّ من محفوض: المعارضة تغرّد خارج الواقع السياسي!- عامر خضر آغا

  • شارك هذا الخبر
Sunday, July 14, 2024

خاص- الكلمة أونلاين

عامر خضر آغا

ناهضت القوى المعارضة في المجلس النيابي بعد الانتخابات أي محاولة للحوار حول انتخاب رئيس الجمهورية لاعتبارات جوهرية أهمها أنَّ انتخاب رئيس للجمهورية يشترط فقط جلسات نيابية متتالية.

فشلت القوى المناوئة لمحور الممانعة والمحايدة في بلورة آلية توافقية بناءة تعيد للنظام السياسي حركيته بدءًا من انتخاب رئيس للجمهورية، فيما بقي الجمود في الممارسة السياسية هو سيد الموقف مع ما واجه به حزب الله كل المبادرات التي طرحت سابقًا بتمسكه بترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، فمفهوم الحوار لدى الحزب لا زال محصورًا في ما سيقدمه فرنجية من مناصب للقوى المعارضة، في ظل استمرار النزاع على اسماء لرئاسة الجمهورية وفرض فيتو على أسماء أخرى.

عُرقلت مبادرات عدة لانتخاب رئيس للجمهورية محليًا، كان أبرزها مبادرة كتلة الاعتدال الوطني والتي رفضت "القوات اللبنانية" العمل بها وأصرت آنذاك على فكرة تداعي النواب لا رؤساء الكتل، وعلى عدم توجيه دعوات رسمية وعلى عدم وجود رئيس للجلسة. كما ورفضها الثنائي الشيعي متمسكًا بمشاركة رؤساء الكتل فقط على طاولة حوار لها رئيس يديرها. الامر الذي أدى أيضًا إلى عرقلة مبادرة اللجنة الخماسية نظرا للمعوقات ذاتها غير المتفق على تذويبها في الواقت الحالي.

حاولت الكتل النيابية المعارضة في اجتماعها الأخير، إخراج الاستحقاق الرئاسي من دوامة التعطيل، بمبادرة لم ترقَ إلى الواقعية المعهودة لديها فلم تضع فيها أي ديناميات جديدة لحلحلة ازمة الشغور في الرئاسة، وإنما لتأكيد المؤكد فقد أقرت اقتراحان، تمثل الأول بتشاور النواب على اسم لرئيس الجمهورية خلال المدة الدستورية المحددة، والذهاب لانتخاب رئيس للجمهورية في البرلمان. أما الاقتراح الثاني فهو دعوة رئيس مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية لجلسات مفتوحة.

وهي مبادرة دائمًا ما كان يرفضها الثنائي الشيعي في المجلس النيابي متمثلاً برئيسه الذي بات يمتلك مفاتيح أبواب المجلس في غياب أي قوة ملموسة تلزمه عقد الجلسات.

هذا ما دفع اللجنة الخماسية إلى الابتعاد عن التدخل في الملف الرئاسي، بانتظار معطيات دولية جذرية تؤثر بدورها على سيرورة انتخاب رئيس للجمهورية وهو ما أشار اليه رئيس حزب "حركة التغيير" ايلي محفوض لموقع "الكلمة اونلاين" ، قائلاً:"إنَّ نواب المعارضة باتوا يغردون خارج الواقع السياسي اللبناني، فطالما أن كل فريق يقف وراء متراسه، لن يستطيع أحد أن يتقدم خطوة للأمام في هذا الاستحقاق، والنواب يقومون بتضييع الوقت وهم على علم أن موضوع رئاسة الجمهورية لم يعد ضمن نطاق الـ128 نائباً، ومهما حاولوا وبادروا واجترحوا من حلول، فإن الحل لم يعد داخل الأراضي اللبنانية ، وكل الاستحقاقات الدستوربة مرتبطة بأحداث المنطقة والعالم، وبالتالي أصبح موضوع رئاسة الجمهورية أولوية ومهم، لكن لا يمكن أن نتكلم عنه من دون سلة إنقاذ ، فإذا أتى الرئيس في هذا الوقت فسيكون رئيساً لإدارة الأزمة وليس رئيساً لاجتراح حلول للأزمات المتراكمة في لبنان".

ويضيف أنه "في حال تم تأمين النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية، فلن يتم انتخاب رئيس الجمهورية، وهناك من يملك مفاتيح البرلمان يستطيع اغلاقه ومنع النواب من الانتخاب، والمشكلة لا تكمن في المبادرات ولا في تقريب وجهات النظر، انما في هوية رئيس الجمهورية ولأي جمهورية، والأولويات التي يريد تطبيقها، فإذا كان سيأتمر بأمر من أوصلوه لرئاسة الجمهورية، فالفراغ أفضل".

وبحسب محفوض، فإن "انتخاب رئيس الجمهورية حر سيد قراراه بيده وفي هذه اللحظة غير ممكن. والمبادرات الدولية في الاستحقاق الرئاسي كانت فقط لتهدئة الوضع الداخلي في لبنان تجنبًا للانفلات الكلي ويعلمون في قرارة نفسهم أنه لم يحن بعد وقت انتاج رئيس للجمهورية".