خاص - "الخماسية" أقرب لبري من المعارضة؟! - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, July 11, 2024

خاص - الكلمة أونلاين

بولا أسطيح

لم تعمّر طويلا المبادرة التي اطلقتها قوى المعارضة او ما اصطلح على تسميته ب"خارطة الطريق" لانتخاب رئيس. صحيح ان من اطلع على فحواها توقع انها لن تصل الى نتيجة باعتبارها تعيد صياغة افكار وطروحات سابقة اعلنتها هذه القوى في اكثر من مناسبة ولم تتجاوب معها القوى الاخرى، لكنه لا شك لم يتوقع ان تسقط بعد ساعات معدودة لتنضم الى مجموعة من المبادرات والطروحات التي لم تنجح باعادة فتح أبواب الهيئة العامة المقفلة باحكام امام عملية انتخاب رئيس.




ويؤكد المسار الذي سلكته المعارضة مؤخرا، رغم علمها المسبق بأن ما تطرحه غير قادر على تحريك المياه الراكدة، ان الهدف الاساسي والوحيد من تحركها الاخير هو محاولة القاء عنها التهم التي طالتها بالمشاركة بتعطيل عملية الانتخاب من خلال رفض الحوار بالصيغة التي يطرحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري. اذ بدا واضحا لهذه القوى ان قسما كبيرا من الداخل وحتى من جمهورها يستغرب عدم موافقتها على الجلوس على طاولة حوار ايا كان شكلها بمجاراة للفريق الآخر حتى النهاية لتبيان ما اذا كان سيلتزم بتعهداته بالتوجه لجلسة انتخاب بدورات متتالية ام لا.. كذلك فان الضغوط الخارجية التي تمارس عليها لسلوك مسار الحوار تضاعفت ايضا، لذلك ارتأت اقتراح صيغ خاصة بها للحوار لاعادة كرة التعطيل لملعب "الثنائي الشيعي" الذي كانت تعلم تماما انو لن يتجاوب معها.



لكن الرياح لم تجر كما تشتهيهه سفن المعارضة. بحيث بقي من في الداخل يستغرب عدم اعتمادها المثل القائل "الحق الكذاب عباب الدار" على رأيه، فيما لم تؤثر الحركة المُعارضة كثيرا على اللجنة الخماسية الدولية المعنية بالشأن اللبناني. اذ قالت مصادر دبلوماسية ان سفراء الدول الخمس ابلغوا وفد المعارضة الذي التقوه كما سائليهم ان ما تفاهموا عليه ويتمسكون به هو "الحوار كمخرج وحيد متوفر لحل الازمة الرئاسية.. اما شكل هذا الحوار وطريقة انجازه والتفاصيل الاخرى المرتبطة به فمتروكة للبنانيين".
ويُظهر الموقف هذا كأن "الخماسية" باتت اقرب لجو بري بالملف الرئاسي منها لجو المعارضة. باعتبارها لم تتبن مطلب الدعوة الفورية لعقد جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، انما تبنت مسار الحوار ثم الجلسة.




ولا تُخفِ المصادر الدبلوماسية ان "الخماسية" انتقلت بطريقة او بأخرى من موقع المبادر الى موقع المتفرج بعدما نشطت القوى الداخلية على اجتراح المبادرات والحلول لعلمها بأن الدول الخمي باتت منشغلة بملفاتها الداخلية وبملفات دولية باتت اولوية. ففرنسا غارقة في ترجمة نتائج انتخاباتها، والولايات المتحدة الاميركية اقتربت من مرحلة الانعزال استعدادا للانتخابات الرئاسية، اما قطر والسعودية ومصر فاولويتها راهنا ملف الحرب على غزة والدفع بالهدنة قدما. وتضيف المصادر:"لكن ذلك لا يعني ان هذه الدول تركت لبنان لمصيره والا لما كانت قد عقدت اجتماعا مؤخرا في قصر الصنوبر ولما كان الموفدان جان ايف لودريان وآموس هوكستين التقيا في باريس على وجوب الاستمرار بتحييد وفصل ملف الرئاسة عن مسار ومصير الحرب في غزة والجنوب".




وتشير المصادر الى ان "الدور الفرنسي الراهن، عبر لودريان، هو حصرا دور وسيط وبالتالي هو مستعد للعودة في اي لحظة في حال شعر بأن المرحلة تتطلب تواجده في بيروت او في حال طلب المسؤولون في لبنان مساعدته الدفع بالملف الرئاسي قدما".




وبالتالي فانه ومع عودة الكرة الى الملعب اللبناني الغارق في منطق النكايات وحيث الجميع متمركز في اعلى الشجرة ويرفض النزول والتنازل، يبقى مخرج واحد لهذا الاستعصاء الا وهو مجاراة المعارضة "الثنائي الشيعي" بحوار ايا كان شكله ورئيسه شرط ان ينتهي بعد ١٠ ايام كحد اقصى للدعوة لجلسة انتخابية مفتوحة..عندها تكون هذه القوى قد احرجت "الثنائي" حقيقة، فاما ينفذ تعهداته ما يرفع احتمالية انتخاب مرشح ثالث، او يضطر ليصارح المجتمع الدولي صراحة بأنه يرفض فتح ابواب المجلس الا لانتخاب مرشحه رئيسا وعندها تكون المعارضة حقيقة "حسبتها ولعبتها صح"!