خاص- التقاطع على بزشكيان ...تحت سقف " القائد " ...و التفاهمات على اذرعها مع واشنطن غير الاتفاق معها ..؟ -- بقلم سيمون ابو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Monday, July 8, 2024

خاص- الكلمة اونلاين
سيمون أبو فاضل


ليست الجمهورية الاسلامية الايرانية ، على شاكلة الولايات المتحدة الاميركية ،بحيث يشكل وصول فريق حزبي الى السلطة سيطرته على قرارات البلاد ورسم سياسة خاصة به ..
تقاطعت في ايران قناعة فريق سياسي غير محافظ مع توجه معارض لدى شريحة شعبية واسعة ، على قاعدة الانفتاح على دول المنطقة وكذلك الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية ، من ضمن فريق سياسي على سبيل المثال المفاوض الصلب والقدير وزير الخارجية السابق محمد ظريف الذي يصنف شريكا في الانتصار بفوز الرئيس الاصلاحي مسعود بزشكيان ، حيث اختبر العقل الغربي والاميركي ونهج الحياة المختلف عما تعيشه ايران ، فدعم بزشكيان في معركته الرئاسية في اتجاه الانفتاح ..
ثم ان الازمة الاقتصادية مع المناخ الامني واسلوب القمع والقتل الذي اعتمد مع المتظاهرين المطالبين بادنى الحقوق ،لم يعد بالامكان تقبله من قبل شريحة شعبية واسعة تقاطعت عن غير تنسيق مع سياسيين اصلاحيين ولديهم تأثيرهم ، لانتخاب الرئيس بزشكيان .

العارفون بتركيبة وخصوصية ايران ، يغالطون الذين يعتبرن بأن فوز الرئيس الاصلاحي بزشكيان هو انتصار على التركيبة القائمة ، اذ لا شك بأن الذي حصل لم يكن نتيجة " قبة باط" من قبل قائد الثورة السيد علي خامنئي ، ولا هو تشجيع منه ، وان كان ابقاء بزشكيان من ضمن المرشحين الرئاسيين اتى نتيجة قرار من المرجعية العليا اي الخامنئي ، فلا شك بان الجمهورية الاسلامية باتت في حاجة لممارسة الانفتاح وتخفيف العقوبات عنها ، ونسج واقع سياسي اقليمي وغربي جديد تحت سقف القائد .
الا ان اي سلوك جديد لايران لن يكون من نتاج الرئيس الاصلاحي ، في ظل وجود قائد الثورة خامنئي و الحرس الثوري ،بل ان مصدر القرارات والايحاءات سيكون المرجعية الدينية ،التي واكبت تحرك الرئيس السابق ابراهيم رئيسي حتى السقوط الغامض لطائرته ..
كما ان الرهان على تطورات ايجابية سريعة في العلاقة الايرانية -الاميركية في وقت قصير ، هو امر ليس بدقيق ، والامال عن تحول دراماتيكي لن يتحقق ، اذ ثمة وقت لتشكيل فريق العمل الرئاسي والتفاهم على استراتيجية ايران مع كل من الخامنئي والحرس الثوري ، وهو من الصعب ان يحصل مع الرئيس الاميركي جو بايدن المرتقب ان يستبدله الحزب خلال مؤتمره المركزي في شهر اب المقبل ، سيما ان لايران تجربة مع الادارة الاميركية بعد ان نسف الرئيس السابق دونالد ترامب الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه مع الرئيس السابق باراك اوباما ،ولذلك لن تقدم طهران على تفاهمات غير ثابتة في المرحلة الاميركية الانتقالية والغامضة .

لا تنكر المصادر الواسعة الاطلاع ،بان ثمة توجها لعدم توسيع الحرب في المنطقة ،لان واشنطن تخشى ان تصبح المعابر البحرية وقواعدها تحت نار اذرع ايران وتستدرج عندها الى حرب واسعة قد تطال ايران ، ثم ان اسرائيل قلقة من قدرات الطاقة الصاروخية التي يمتلكها حزب الله وقدراته التدميرية قبل تعطيلها اذا ما تمكنت سريعا من ذلك ، فيما حزب الله قلق من التفوق الامني والاستخباراتي والتكنولوجي الاسرائيلي ، ولا يعرف مدى قدراته في حرب مباشرة اذا ما وقعت .
اي ان المساعي الحالية هي فقط ،لدوزنة العمليات العسكرية في المنطقة و هي نتيجة مصالح مشتركة ولا سيما ،من قبل ايران وحزب الله ، حيث ان دخول اسرائيل وحزب الله في معركة مباشرة ، امر ليس لصالح حزب الله ولا ترغب طهران ان تخسر ورقة متعددة الابعاد على تخوم اسرائيل ومن ثم على شاطئ البحر الابيض المتوسط بعد ان طالت تهديداته جزيرة قبرص .
لكن حرب غزة ، هي امر مختلف كليا ، ولم يخفي مسؤول ايراني رفيع قوله ،منذ ايام بأن ايادي ايران مكبلة ، وبات التسليم بسقوط غزة امر حاصل حكما ، وان الكلام عن اسابيع للتوصل لوقف اطلاق النار ، ستتضمن "تحولا كبيرا " ناتج عما سيقوله رئيس الحكومة الاسرائلية بنيامين نتانياهو في الكونغرس الاميركي ، وفي لقاءاته بحيث سرّب الاعلام الاسرائيلي ، بان نتانياهو سيطلب الدعم العسكري والسياسي والزمني،للقضاء على حماس لان عملية طوفان الاقصى شبيهة بعملية ١١ ايلول التي نفذتها القاعدة ، والمنظمتين يحملان عقيدة ارهابية موحدة .
لذلك فان الذعر من اتفاق ايراني اميركي على حساب اخصام الممانعة ليس قريب المنال ، وكذلك صفقة على رؤوس الاذرع الممانعة بعيدة المنال ، اذ لن تخاطر ايران بتنازل مع الادارة الحالية ،ليعود ويرفضه ترامب ،لانه لو تم استبدال بايدن فان ترامب سيبقى متقدما ،ولا تريد ايران ان تخسر اوراقها كما في السابق .

وفي خطوة لافتة اتت رسالة الاحتجاج التي وجهها سفير ايران الدائم في الامم المتحدة ضد الجامعة العربية مسجلا اعتراضا عليها ، كمحك اولي للرئيس مسعود بزشكيان الذي كان اعلن عن رغبته بالانفتاح على الدول العربية وتعزيز العلاقات ، اذ بعد يومين من انتخاب بزشكيان اعترضت ايران على البيان الاخير لجامعة الدول العربية ، لاعتبارها ان جزر ابو موسى ،وطنب الكبرى والصغرى تخضع لدولة الامارات المتحدة ،وان تسمية الخليج العربي هو امر خاطئ والصحيح تسميته الخليج الفارسي ، وفي ذلك لغم امام الرئيس الاصلاحي الذي امامه طريق طويل .