خاص - علوش يكشف كيف يخترق حزب الله الطائفة السّنية ويتملّك نوابها.. وكلامٌ لافت عن بهاء الحريري! - هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Saturday, July 6, 2024

خاص – الكلمة أونلاين

هند سعادة

على وقع الحرب الدائرة في غزة والجبهة اللبنانية المشتعلة في الجنوب اللبناني، برزت في الأيام الأخيرة تقارير صحفية تسلط الضوء على تغلغل حزب الله في البيئة السنية في ظل كلام عن تقارب سني شيعي على الأرض، فما حقيقة هذه المعلومات، وما هي تداعيات هذا التقارب على المشهد السياسي والساحة السنية؟

في هذا الإطار، شرح النائب السابق، مصطفى علوش لموقع "الكلمة أونلاين"، أن "على مر السنوات الماضية بقي الوجدان السني في لبنان مرتبطًا بفلسطين، حتى أن شعورًا بالخذلان والذنب تولّد لدى البعض تجاه هذه القضية لعدم إعطاء فلسطين حقها على المستوى الوطني أو الديني وغيره".

وأشار الى أن "محاولة حزب الله التغلغل في البيئة السنية وعلى وجه الخصوص في طرابلس والشمال ليست أمرا حديثًا، فعلاقة أهالي الشمال بالحزب اتّسمت بالايجابية الى حين اكتشاف من اغتال الرئيس السابق الشهيد رفيق الحريري، يليه دخول حزب الله الى سوريا حيث شارك بقتل عشرات الالاف من السّنة هناك". وتابع: "بفعل هذه الأحداث بدأ التنافر القاسي يحصل على المستوى المذهبي".

وذكّر بأن "حزب الله عوّض التنافر مع المكوّن السني بتحالفه مع المكون المسيحي وتحديدا الرئيس السابق ميشال عون، وهذا الواقع سمح له بالتّغاضي أو عدم الإكتراث لأي مواجهة مع السّنة في لبنان خلال المرحلة الماضية".

من جهة أخرى، رأى علوش أن "الإشكالية الأهم لدى البيئة السنية اليوم هي غياب القيادة السياسية والبوصلة وبالتالي غياب الدعم المطلوب لهذه البيئة"، معتبرا أن "حزب الله استغلّ هذا الواقع على مدى السنوات الماضية وبدأ يتودّد الى هذه البيئة تحت غطاء المساعدات من جهة وعبر عمليات تجنيد الشّبان في "سراي المقاومة"، وصولا الى عملية طوفان الأقصى في غزة والتي فتحت للحزب بابا جديدا للإيحاء بأنه المدافع الوحيد عن المسلمين بوجه إسرائيل".

لكن، "مفاعيل هذه المحاولة الأخيرة لم تستمر طويلا بل بقيت محصورة بإطار الإعجاب الى حين تبيّن للكثيرين أن حزب الله لا يهدف سوى لمشاغلة إسرائيل ولا نية له بالمواجهة المباشرة معها والأمر نفسه ينطبق على إيران"، بحسب علوش.
وقال: "رغم ذلك بقي البعض الذين لا يملكون الرؤية الواضحة وغير الملمّين بأبعاد ما يحصل يعتبرون أن حزب الله هو الوحيد الذي أطلق الرصاص على العدو الإسرائيلي".

يُضاف الى ذلك، دور الجماعة الإسلامية، والتي "بالرغم من انتشارها الضئيل والمحدود داخل البيئة السّنية على المستوى السياسي، تمكّنت من خلال "البروباغندا" عبر شاشات التلفزة والعمليات العسكرية التي تعلن عن القيام بها في الجنوب من إعادة إحياء الشعور الديني والقومي لدى البعض"، بحسب علوش.

واعتبر أن "الأصوات السّنية الداعمة لحزب الله التي ترتفع حاليا مرتبطة بالقضية الفلسطينية وهي لا تشكل إلا جزءا ضئيلا من البيئة السنية وظهورها مرتبط بغياب الصوت الآخر".

وتعليقا على الأخبار المتداولة عن حماس بعض الشبان السّنة للتسلّح والمشاركة بالحرب الدائرة في غزة، أكد علوش أن "هذا التوجّه ضعيف جدا في الوسط السني"، واضعا إياه "في إطار الحماس المؤقت والمحدود"، مؤكدا "أننا لم نرصد مظاهر مسلّحة واضحة أو تحرّك لافت يدفع باتجاه الإنضواء تحت جناح حزب الله عسكريا، أو أي جماعة مسلّحة سنية أخرى".

وعن المخاوف من هيمنة حزب الله على مراكز القرار في البيئة السنية في ظل غياب القيادة السياسية، أوضح علوش أن "ثلث النواب السّنة في لبنان جاؤوا بدعم من حزب الله"، قائلا: "ثلث النواب السنة تحت باطوا للحزب"، وجزء آخر من النواب السنة ترتبط مصالحهم الأمنية، والسياسية، والتجارية بحزب الله، وبالتالي عمليا ثلثا النواب السنة في لبنان هم تحت سيطرة حزب الله وهذا الأمر من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على واقع السّنة في البلد".

في المقابل، ذكر علوش أن "سيطرة حزب الله على الواقع النيابي السني لا ينعكس بالضرورة على المستوى الشعبي السني، وفي حال انعكس سيكون مؤقتا، فبمجرّد أن يتم إعادة تذكير الناس بهوية من يقف وراء اغتيال الشهيد رفيق الحريري ومن قتل السوريين سيتراجعون عن تأييد الحزب".

علوش أوضح أن "ذاكرة المجتمع قصيرة والعديد من أهل السنة تأثروا بالحملة الدعائية التي أطلقها حزب الله في إعلانه نصرة غزة وأهلها إلا أنهم وبمجرّد انتهاء هذه الحرب سيدركون أن نصرالله لم يتمكن من إنقاذ أي طفل فلسطيني أو توقيف الدمار الهائل، في حين يواصل الحزب محاولاته لتحقيق المكاسب على المستوى السياسي".

وبانتظار انتهاء هذه المشاغلة وخروج بعضهم من تحت تأثير الحرب الدائرة في غزة، أكد علوش أنه "لا يملك أي معطيات أمنية جدّية تشير الى أي "محاولة استغلال للساحة السنية أمنيا في الوقت الحالي".

في المقابل، كشف علوش عن "نغمة جديدة بدأت أوساط حزب الله بالترويج لها وهي الوحدة الإسلامية (السنية – الشيعية) خصوصا وأنهم خسروا الحليف المسيحي".

وفي السياق، ذكر علّوش أن "حتى اللحظة لا يوجد على المستوى العربي أو المحلي السني مشروع مواجه لمشروع حزب الله، وبالتالي الفراغ القائم قد يفتح الباب لرفع قوة الحزب وتمكّنه في البيئة السنية"، لافتا الى أن "تحرّك جزء صغير من المكوّن السني في هذا الإطار، قد يكون أكثر فعالية وقوّة من أصوات الأكثرية المتفرّقة الصامتة اليوم".

وبشأن دور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في ظل غياب القيادة السياسية، ذكر علوش أن "الشارع السني نادرا ما كان يتم ضبطه من قبل دار الإفتاء السنية التي لا قدرة لها أصلا على ضبتهم".

من جهة أخرى، اعتبر علوش أن "من يملك المال يملك السلطة، وبالتالي غياب القدرة على استخدام سلطة المال في الأوساط السنية له تأثير كبير أيضا"، مشيرا الى أنه "يمكن التعويل على دور لمفتي الجمهورية في حال تلقى الدعم المالي المطلوب لعمله".

وقال: "في حين أقلية هم من تأثروا بخطاب الحزب، هناك أكثرية صامتة لم تتبنّ أي توجه معيّن، وهنا تكمن الإشكالية الاساسية".
وشدد على أن "غياب القيادة السنية الفاعلة، يلعب دورا أساسيا في المشهد السياسي"، مشدّدا على أن "على القيادة السنية في حال ظهرت عليها أن تحمل مشروعا واضحا يحظى بالدعم العربي المطلوب بالحد الأدنى".

عن عودة رجل الأعمال بهاء الحريري

وعلى صعيد آخر، علّق علوش على عودة نجل الرئيس السابق الشهيد رفيق الحريري، بهاء الحريري، معتبرا أن "لا تأثير لها على المستوى السياسي في هذا التوقيت الدقيق"، قائلا: "لا يبدو أن عودة بهاء تستند الى مشروع شخصي واضح، أو مشروع عربي إقليمي".
وقال: حتى اللحظة لا أعوّل كثيرا على هذه العودة بانتظار بروز أي تطوّر جديد يُبنى عليه في المستقبل".