خاص- ٧ تموز - يوم توّحشت بندقية الاخوة وسقط المسيحيون ولبنان- بقلم فؤاد الأسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, July 6, 2024

اندلعت الحرب في العام ١٩٧٥ بين فريق، بثقله المسيحي، قاتَلَ دفاعاً عن نهائية الكيان اللبناني وعن هويته التعددية وقيّمه المقدسة بمواجهة فريق نادى بمشروع القدس تمرّ بجونيه.

نجح المسيحيون آنذاك بالثبات والمقاومة بفعل توحيد الصف والرؤية تحت قيادة الجبهة اللبنانية التي ضمّت صفوة رجالات ونخب المجتمع.

في ٧ تموز ١٩٨٠، ورغم اتخاذ القرار بتوحيد جميع القوى المقاتلة ضمن القوات اللبنانية كذراع عسكرية تابعة للجبهة اللبنانية، توحشت أطماع البعض بالسلطة وجنحوا لذبح أشقائهم بحجة "توحيد البندقية".

ان هذا الجرح الأليم الذي لم يندمل بعد، يوجب علينا لزوماً التوقف عنده لاستخلاص العبر وتصويب المسار.

فرغم صليب المجازر الثقيل، تعالى الرئيس كميل نمر شمعون على الجراح وسامح هذه المعصية، حماية لقدسية "الأهم" أي "القضية" من غريزة الثأر التي لن تفضي إلا لمزيد من الدم والتشرذم والضياع.

المفارقة غير البريئة هي انه بذلك التاريخ كان الحرس الثوري الإيراني يعد العدة لإقامة دولته في لبنان.


ألغت مجازر ٧ تموز وتداعياتها دور الجبهة اللبنانية وحكمائها، وأطلقت في الشارع المسيحي نهج القتل والتصفيات الذاتية واسْتِباحَة المحرمات من أجل السلطة، وجرّت المسيحيين الى الانتحار، فسقطوا باللعنة وتاهوا.

منذ ذلك الوقت، وعلى خط موازٍ، سلك مشروع تغيير ثقافة هذه الأرض وهويتها طريقه للتنفيذ.

واليوم يبكي المسيحيون ارثهم ولبنان الذي لطالما اعتبروا أنفسهم مؤتمنين عليه وعلى قيّمه، متذرعين بوجود مؤامرة كونية تستهدفه وتستهدفهم، متجاهلين عن خبث وغباء بأنهم هم ابطال هذه المؤامرة.

ومن المفارقات الخطيرة أيضاً أن كبير المستشارين العسكريين الذي رسم وخطط لمجزرة ٧ تموز نجده راهناً السند المسيحي القوي والحليف الأهم لمشروع الولي الفقيه وأجندته، مما يقودنا إلى الكثير من التساؤلات وإعادة قراءة الأحداث.


ألم يحن الوقت لإرساء مصالحة حقيقية والعودة إلى فكر ومدرسة الرئيس كميل نمر شمعون والتوحد بعد طول توحش حول القضية الأهم؟