خاص - هل يُستبدل بايدن بعد فشله بمرشّح ثانٍ... قراءة لمكاري تحسم الجدل - هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Sunday, June 30, 2024

خاص - الكلمة أونلاين

هند سعادة

لم تكد تمر الدقائق الأولى من المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي جو بايدن ومرشّح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، حتى ظهرت علامات الخسارة على خطاب بايدن الذي أجمع المراقبون على ضعفه. وعلى وقع هذه الخسارة المدوية خرجت أصوات من داخل الحزب الديمقراطي تطالب باستبدال بايدن بمرشّح آخر، فهل هذا الإحتمال قابل للتطبيق وما هي المعوقات التي تقف أمامه؟

بداية، وفي مراجعة تارخية، أوضح الدكتور محسن آميل مكاري، عميد كلية العلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية الكندية - LCU وأستاذ القانون السياسة والعلاقات الدولية في عدد من الجامعات اللبنانية والاوروبية ورئيس المكتب السياسي لـCedars Forum"، أن "المناظرات الانتخابية بين المرشّحين لا تحصل بناء على نص قانوني بل هي تقليد في الديمقراطية الأميركية وتم اعتماده لأول مرة مع الرئيسين السابقين، جون إف كينيدي وريتشارد نيكسون في العام 1960".

مكاري أوضح أن "رغم أن هذه المناظرة ليست الأخيرة الا أنها أظهرت شخصية بايدن ومقاوماته الثابتة والتي لن تتغيّر في أي مناظرة أخرى"، مشيرا الى أن "هذه المناظرة أظهرت جليا أن بايدن لم يعد يتمتّع بالقدرات المطلوبة".

وشرح أن "نجاح المناظرة بالنسبة للمراقبين تعتمد على الثلاثين دقيقة الأولى منها لأن هذا الوقت هو المرحلة التي من شانها أن تضمن جذب الجمهور وإثارة إعجابهم وتأييدهم لأي مرشح وإذا تمكّن الأخير من ذلك يُعتبر أن النجاح قد حالفه"، مؤكدا أن "ذلك لم ينطبق على بايدن بالأمس، فهو لم يستطع النجاح في هذه المهمة بالدقائق الأولى من المناظرة رغم أنه تمكّن من تناول ملفات مهمة ولكن لم يكن قادرا على الإستمرار بالشكل المطلوب".

مناظرة كارثية ومخيفة

وذكر مكاري أن "وفقا للتقارير التي صدرت عن الحزب الديمقراطي، في الدقيقة الثانية عشر للمناظرة، تم الإعتبار أن بايدن بدأ يخسر وكان واضحا بالنسبة لهم أن هناك مشكلة في أدائه، قائلين باللغة الانجليزية: "He is melting down”".

من جهة أخرى، لفت مكاري الى أن "المناظرة حصلت عبر شاشة الـ "CNN"، التي تُعرف بمعارضتها الشديدة لترامب، ومن هنا حاول الصحافيان الذان استضافا المناظرة، مساعدة بايدن بشكل غير مباشر ليتمكن من استلحاق نفسه وتعويض الأخطاء التي اقترفها".

ونقل مكاري عن "أحد كوادر الحزب الديمقراطي وصفه للمناظرة الرئاسية بالكارثية والمخيفة"، مشيرا الى أنه "بات من الواضح ان بايدن على المستوى العقلي لم يعد قادرا على الإستمرار".

وعن إمكانية استبدال بايدن بمرشّح آخر، ذكر أنه "لم يحصل في السابق أن بدّل أي حزب مرشّحه بناء على نتائج مناظرة رئاسية والبديل لا يتم البحث عنه بناء على فشل المرشح في مناظرة"، مشدّدا على "أن الوقت قصير وأشهر قليلة متبقية لانتخاب الرئيس"، مستبعدا "هذا الإحتمال لأن الحزب الديمقراطي وصل الى نقطة اللاعودة".

كامالا هاريس الى الواجهة

في المقابل، أفاد مكاري بأن "الأنظار ستتوجّه الآن الى نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس التي ستلعب دورا مهما في الفترة المقبلة، حيث هناك توجّه للإعتماد عليها في هذه المعركة وبدأت فعلا بلعب هذا الدور لإعادة تصويب المعركة ضد ترامب وتعويض النجاح الذي حققه من هذه المناظرة".

وإذ أكد أن "الحزب الديمقراطي أصبح في وضع دقيق وحرج"، اعتبر مكاري أن "المناظرات اللاحقة المرتقبة سيكون وقتها أقصر وستسبب خسارة أكبر".

ولايات متأرجحة

على صعيد آخر، ذكّر مكاري بأنه في الانتخابات الرئاسية الماضية، شهدت بعض الولايات التي يسيطر عليها الديمقراطيون بشكل عام والتي سميت نتائجها بالمتأرجحة، تقاربا كبيرا في عدد الأصوات بين ترامب وبايدن حيث تمكّن الاخير من الفوز بفارق بسيط جدا وبالتالي هذه الولايات قد تشكّل خطرا على بايدن في الانتخابات الحالية خصوصا بعد المنظارة التي حصلت".

ورأى أن "بعد هذه المنظار، عدد كبير من هؤلاء الناخبين المتأرجحين والتي تشكّل أصواتهم نحو 5 بالمئة من عدد الناخبين سيصوّتون لصالح ترامب هذه المرة"، مضيفا أن "هؤلاء اتخذوا قرارهم بعد هذه المناظرة وهذا الأمر من شأنه أن يؤثر على النتائج النهائية فهم من سيصنعون الفرق ولا يجب أن يستهان بأصوات هذه الفئة".

وأفاد بأن "ترامب أصبح عمليا متقدما، حيث تشير الأرقام الانتخابية الى أنه اقترب من العودة الى البيت الأبيض".

استبدال بايدن ممكن ولكن

وأوضح مكاري أن "تغيير المرشح أمر يمكن أن يحصل وحصل فعلا في السابق الا أن السبب لم يكن الفشل في منظارة انتخابية بل لأسباب أكثر جوهرية مرتبطة بالمرشح وملفت قضائية قد تطاله"، مجدّدا التأكيد أن الوقت لم يعد يسمح بذلك في الانتخابات الرئاسية هذا العام".

وأشار الى أن مجرّد التكلم عن امكانية استبدال بايدن من شأنه أن يؤثر على معنويات الناخبين وهذا الامر بدأ يبرز في الولايات المتأرجحة بحسب ما سبق ذكره، جازما أن "الحزب الديمقراطي بات يعاني من مشكلة داخلية كبيرة".

الى ذلك، اعتبر مكاري أن "المفارقة اللافتة في هذه المعركة حصلت عند منافشة السياسة الخارجية ومن المعروف أن هذه نقطة تعتبر قوة أساسية لدى الحزب الجمهوري والتي تنعكس إيجابا على السياسة الداخلية ولكن ما حصل خلال المناظرة مغاير، إذ بايدن ورغم اخفاقاته نجح في مناقشة الملفات الخارجية أكثر من ترامب".

دور الفريق المرافق لبايدن

وتعليقا على تعويل بعض المراقبين على الفريق المرافق لبايدن من خبراء لتغيير المعادلة، أوضح مكاري أن "الانتخابات الرئاسية ليست مرتبطة بالدرجة الاولى بشخص الرئيس المنشود حصرا بل ترتبط بالمؤسسة الحاكمة المؤلفة من فريق عمل كبير ولكن الصويت يأتي دعما للشخص بالدرجة الاولى وليس المؤسسة الحاكمة وفي حال لم يكن المرشح يمتلك المقومات المطلوبة لا يمكن للمؤسسة أو الادارة التي تدعمه أن توصله الى البيت الابيض".

ولفت الى أن "فكرة المناظرة أتت بالاصل بهدف تسليط الضوء على شخص المرشح والسماح للناخبين بالتعرف اليه والى توجهاته وقناعاته وأسلوبه أي للتعرف على مؤهلاته الشخصية بغض النظر عن المؤسسة الداعمة له وبالتالي التصويت يتم بناء على شخص المرشح وسلوكه".

أصوات الأميركيين من أصول عربية

على صعيد آخر، من المعروف أن "عدم تأييد القضية الفلسطينية ودعم اسرائيل هو قاسم مشترك بين المرشحين بايدن وترامب، فماذا عن أصوات الاميركيين من أصول عربية الداعمين لفلسطين في هذه الحال؟ في هذا الاطار، ذكر مكاري أن "هناك جالية عربية كبيرة في أميركا و حجمها بحوالي ٤.٥ بالمئة من إجمالي عدد الناخبين، إلا أنهم لا يدلون بأصواتهم بالإنتخابات بناء على هدف واحد وهو القضية الفلسطينية التي لم تعد أولوية بالنسبة لهم فهم لديهم هموم ومطالب أخرى يريدون إيصالها تتعلق بتفاصيل حياتهم العملية في أميركا بالاضافة الى شؤون بلادهم الاصل بالدرجة الثانية، في حين من يحملون هذه القضية كمعيار أساسي في خيارهم الانتخابي عددهم يبقى قليلا"، مشيرا الى أن "القضية الفلسطينية استنزفت كل شعوب العالم العربي".

انعكاس وصول ترامب على لبنان

ولكن في حال وصول ترامب الى البيت الأبيض كيف سينعكس ذلك على لبنان بشكل خاص؟

أجاب مكاري، شارحا أن "ترامب بعودته الى البيت الابيض سيعيد التوازن الى قواعد اللعبة مع باقي الدول ما من شأنه أن يغير المعادلة القائمة معها"، مذكرا بأن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمادى في ممارساته خلال ولاية الرئيس بايدن في حين لم يكن يملك هذه الإمكانية في عهد ترامب، وبالتالي عودة الأخير ستعيد ضبط الإيقاع في العلاقات".

ورأى أن "انعكاس وصول ترامب يعتمد بالدرجة الأولى على جهوزية اللبنانيين وقدرتهم على تلقف وصوله الى البيت الأبيض"، خصوصا في ظل ما يتم التداول به حول استلام صهره اللبناني الأصل للملف اللبناني الا أن اللبنانيين للأسف ليسوا جاهزين بعد لذلك"، بسحب قوله.

وختم، مؤكدا أن "وصول ترامب من شأنه أن يغيّر المعادلة ولكن الدور الأهم يقع على اللبنانيين ومدى قدرتهم على الإستفادة من هذا التحول بما يناسب مصلحة بلدهم".