خاص- هل اقترب الحزب الالهي من إعلان دولته؟- بقلم فؤاد الأسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, June 29, 2024



يجاهر الحزب الالهي، الذي يحتكر السلطة وقرار السلم والحرب في لبنان، بتبعيته المطلقة لايران، وسعيّه الجدي لإقامة الدولة الإسلامية فيه بقيادة الولي الفقيه. وهو نجح بتحقيق جملة انجازات لهذه الغاية أهمها :
-استقطابه لعشرات الالاف من الاتباع والمقاتلين.
-تمدده في مختلف المناطق وقضمه لمساحات شاسعة منها واستتباعه المتزلمين له من مختلف الطوائف ومدّهم بالسلطة والمال والسلاح وتسخيرهم لمشروعه.
-تحويل لبنان إلى ارضٍ محروقة عبر سرقته وإفلاسه وإفراغ سلطاته وضرب إداراته وقطاعاته، علاوة على التنازل للعدو مجاناً عن جزء من حدود وثروات لبنان.
-أقام دولته التي تستوفي كامل عناصر وأركان الدولة.
وليست الاشتباكات مع العدو إلا لتثبيت موقع الميليشيا كطرف وحيد في المعادلة تجاهه كما وإعطاء هذا العدو الذريعة لتدمير ما تبقى من لبنان.
عملياً ان هذه الاشتباكات تضعنا أمام احد الاحتمالين: إما هدفها تعزيز الموقع التفاوضي للميليشيا على قاعدة الامن وجزء من ثرواتنا للعدو مقابل سلطة الميليشيا على كامل لبنان كتكرار لسيناريو الاحتلال السوري في السابق.
وإما سقوط التفاوض بين ايران والغرب وبتنا أمام حرب مصيرية مما سيدفع الميليشيا للّجوء إلى الخطة "ب" عبر الارتداد للداخل، بترسانتها وعديدها وعشرات آلاف المقاتلين الذين قَدِموا من دول مختلفة للقتال في صفوفها، وفرض المزيد من هيمنتها وبطشها، وقد يكون أول الغيث صدامها مع بكركي.
فأياً تكن المعطيات يبقى المسار واحداً هو إعلان الدولة الاسلامية في لبنان، على ان يتولى الدهاء الفارسي تحديد ساعة الصفر لذلك.
المؤسف بالموضوع ان الشارع المقابل في حالة عجز واستسلام كلي ولا يملك أي مشروع او رؤية للمواجهة بظل انقساماته وأنانيات أفرقائه والانتظار المميت لتسوية مجهولة في المدى غير المعلوم.
فألا تستوجب هذه التهديدات الوجودية يقظة ضمير ومسؤولية لنبذ الأنانيات والاتحاد على مشروع وطني ينقذ ما تبقى؟

المحامي فؤاد الأسمر