لبنان يسير على حبل مشدود فوق "جبل النار" الإسرائيلي - الإيراني

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 19, 2025

عشية دخولِ حرب 13 يونيو، الإسرائيلية - الإيرانية أسبوعَها الثاني، بدا لبنان وكأنه «يرفع رأسَه» من كوةٍ في «مخبأ» محاوِلاً الرؤية بين غبار عاصفة النار من حوله، غير مصدّق أنه حتى الساعة في منأى عن رياحها اللاهبة وعن وليمة الدم والدمار المرشّحة لمزيدٍ من فصولٍ دراماتيكيةٍ في الطريقِ إلى شرقٍ جديد بخريطةِ نفوذٍ انقلبتْ معها الموازين و... الأدوار.

ففي وقت كان المَشهدُ في تل أبيب وطهران وعواصم القرار، مشدوداً إلى ما يَجْري في غرف الأزمات والعمليات وفي المَقرّات المحصّنة، بقي لبنان على «تأثُّر الحد الأدنى» بارتداداتِ «حرب الفيلة» التي تُنْذر بالتمدّد إلى البحار و«جوف الجبال» وسط انتظارٍ ثقيلٍ لمآلات «الموْقعة» الإسرائيلية - الإيرانية وتعاطٍ مع بقاء بلاد الأرز «على الحياد» بإزائه على أنه:

- ليس وليد «مناعة» ذاتية تنبع من قرارٍ للدولة «لا شراكة» فيه مع أحدٍ وينطلق من اعتبارات لبنانية بحت تعكس امتلاك الدولة وحدها قرار الحرب والسلم.

- بل نتيجةً لامتناع «حزب الله» حتى اليوم عن الالتحاق بالحرب، لمقتضياتٍ تتّصل بكيفية إدارة طهران ما بقيَ من أوراقٍ لها في الإقليم، وتحديداً الأذرع والمجموعاتِ التي قامتْ بـ «تخصيبها» على مدى عقود والتي يُعتقد أنه سيتمّ «تفعيل» انخراطِها في المواجهة متى بلغتْ حدّ تهديد النظام الإيراني في ذاته خصوصاً بحال ضغطت واشنطن على زرّ تدمير «أمّ» البرنامج النووي الإيراني ومفتاح التخصيب القابل لتصنيع سلاح نووي، أي قلعة فوردو.

«حزب الله»

وعلى وقع وضْع واشنطن «القنبلة الخارقة» على الطاولة وترقُّب إذا كان وَهْجُها سيحقّق «السلام بالاستسلام غير المشروط» أم أن الولايات المتحدة ستدخل الحربَ لفرْض تدمير النووي الإيراني، بحال لم يُنْتِج البابُ الخلفي للتفاوض الذي بدا أنه أعيد فتْحه أمس ولو مواربةً، لم يكن عابراً اعتبار كتلة نواب «حزب الله» في معرض إدانة «الهجوم العدواني الدموي السافر ضد الجمهورية الإسلامية في إيران» أنّ «قيام الولايات المتحدة بالانخراط العسكري المباشر في الحرب، سيؤدي حكماً إلى تغيير سياق المواجهة كما سيدفع المنطقة برمّتها نحو الانفجار الشامل».

وإذ أكدت الكتلة «أن الحرب العدوانيّة الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلاميّة، ما كانت لتحصل لولا الضوء الأخضر الأميركي، ورهان الصهاينة على جهوزيّة واشنطن لدعمهم»، اعتبرت «أنّ التهديدات المدانة التي يطلقها العدو الصهيوني وأسياده الأميركيون ضدّ شخص المرجع الديني الإمام الخامنئي هي تهديدات عنصريّة حمقاء تمسّ كرامة المكوّن الذي يمثّله هذا المرجع في أنحاء العالم كلّه، كما تدلّل على تشبّع مطلقيها بنزعة البلطجة التي تهدّد فعلا ودائما أمن الشعوب واستقرار الدول».

زيارة برّاك

في هذا الوقت، يَفترض أن يُجْري المبعوثُ الأميركي الخاصّ إلى سورية توماس برّاك - الذي يحلّ مكان مورغان اورتاغوس وعلى الأرجح مرحلياً - محادثات في بيروت مرجّحة اليوم تتناول ملف سلاح «حزب الله» وأين وصل لبنان الرسمي في التزامه سحْبه، مع حضٍّ متوقَّع على تسريع الخطى في هذا الاتجاه، كما في قضية سلاح المخيمات الفلسطينية وتطبيق كامل مندرجات اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل (27 نوفمبر الماضي) والقرار 1701.

وفي رأي أوساط مطلعة، أن ملف سلاح «حزب الله» باتتْ له أهمية مُضاعَفة في ضوء انفجار الحرب الإسرائيلية - الإيرانية والخشية من تحويله صاعقاً ينفجر ببلاد الأرز إذا جرّها الحزبُ لحلقة النار المشتعلة، وهي الخشية نفسها التي تنسحب على أي تراخٍ لبناني بإزاء السماح لمجموعات فلسطينية باستباحة الجنوب وإطلاق ولو «رصاصة» على إسرائيل يمكن أن تكون فاتحةَ موجات تدميرية، وسط اقتناعٍ بأن أي توريط للبنان في الحرب سيكون بلا طائل ولن يغيّر في «المكتوب» لإيران، ولا بطبيعة الحال للحزب بعد سكوت المدافع حيث سيضيق الخناقُ أكثر على ما بقيَ من ترسانته.


الراي الكويتية