توقيع «سقوط الحصن» لكلوفيس الشويفاتي الأبطال الحقيقيون لا يتقاعدون

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 19, 2025


في أمسية طبعتها مشاعر الوفاء والذاكرة الوطنية، استضاف الصالون الأدبي والثقافي في كازينو لبنان حفل توقيع كتاب "من الوزارة الى السفارة" «سقوط الحصن» مرحلة معركة 13 تشرين الأول 1990 وما قبلها وما بعدها للكاتب والصحافي كلوفيس الشويفاتي، بحضور شخصيات سياسية وعسكرية وروحية وإعلامية وجمهور واسع من المهتمين بتاريخ لبنان المعاصر. وجاء الحفل تحت عنوان «الأبطال الحقيقيون لا يتقاعدون»، تقديراً لمن حملوا وجع الوطن ولم يتراجعوا عن خدمته.
افتتحت الإعلامية أمل الحاضر الحفل وقدمت فقراته بروح تجمع المهنية بالوجدانية. ثم رحبت الإعلامية رانا وهبي، ممثلة الصالون الأدبي والثقافي في كازينو لبنان بالحضور، مشددة على دور الصالون في تشجيع الأعمال الأدبية والثقافية، وفي احتضانه لحفل توقيع هذا الكتاب الذي يوثّق الذاكرة الوطنية.
ألقى العميد الدكتور خليل الحلو كلمة مؤثرة عن «واجب الذاكرة»، مشيدًا بما يقوم به الشويفاتي الذي وثّق مرحلة حساسة من تاريخ لبنان وأعاد إحياء أحداث ووقائع وبطولات كادت تُنسى.
في كلمته، طرح الإعلامي وليد عبود سلسلة تساؤلات عميقة حول أسباب ما جرى بين عامي 1988 و1990، ومن يتحمل مسؤولية تداعيات تلك المرحلة، وهل كان بالإمكان تفاديها، ومن يُحاسب على ما حصل. واعتبر عبود أن كتاب «سقوط الحصن» هو متابعة لكتاب الشويفاتي السابق «رصاصة الرحمة»، موثقين معًا تلك المرحلة المأساوية بأسلوب موضوعي يترك للقارئ استخلاص العبر.
الإعلامي يزبك وهبة استعاد تجربته كصحافي في إذاعة «صوت لبنان» يوم 13 تشرين الأول 1990، متوقفًا عند تفاصيل عاشها في ذلك النهار وما حمله من محطات مؤلمة، داعياً إلى قراءة كتاب الشويفاتي، وأشار إلى زمالته القديمة مع الكاتب، سواء في الجامعة أو في المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBCI).
من جهته، تحدث اللواء الركن جورج شريم عن تجربته كمقاتل وضابط في فوج المغاوير خلال تلك المرحلة، ودوره في قيادة الهجوم المضاد الذي استعاد المواقع في سوق الغرب بعد هجوم آب 1989.
وفي لحظة تكريمية مؤثرة، تم تقديم دروع تقدير إلى: العميد الركن ناريغ إبراهيميان، الذي فقد قدمه في انفجار لغم لكنه تابع قتاله وخدمته بشجاعة، والمؤهل أول شربل داغر، الذي فقد ساقيه في سوق الغرب لكنه واصل مسيرته مناضلاً؛ والمعاون جرجس أبو سمرا، الناجي الوحيد من مجزرة ضهر الوحش ليبقى شاهداً للحقيقة والتاريخ بعدما أعدم السوريون رفاقه أمام عينيه.
واختتم الكاتب الشويفاتي بكلمة وجدانية حيا فيها الأبطال المجهولين مؤكداً أن ما كُتب بالدم لا يُمحى، معتبراً أن الكلمة تبقى جسراً بين الذاكرة الوطنية والأجيال، قبل أن يوقّع نسخ الكتاب للحاضرين.