خاص- الحزب يطلب مخرجاً لائقاً لـ"التسليم" - بولا أسطيح
شارك هذا الخبر
Sunday, June 15, 2025
خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح
دخلت كل الملفات الاساسية في لبنان حالة من الجمود مع انطلاق الحرب الايرانية- الاسرائيلية التي لا تزال تبدو حتى الساعة مفتوحة على كل الاحتمالات. فنتائجها سترسم الى حد كبير مصير المنطقة ومسارها لعشرات السنوات المقبلة. فالهمّ اللبناني الرسمي والشعبي ينحصر بالاستمرار بتحييد لبنان عن هذا الصراع المباشر، ومواصلة ممارسة كل الضغوط اللازمة على حزب الله لمنعه من جر البلد الى آتون حرب لن تشبه سابقاتها. فالدولة التي كانت غير قادرة حتى على ان تمون على الحزب في اكتوبر 2023 لتجنب الانخراط بحرب غزة، باتت اليوم تبلّغه حصرا بقراراتها من دون اي نقاش برؤيته للوضع وخططه، وهذا ما حصل في الساعات الاولى من انطلاق الهجوم الاسرائيلي على ايران.
حتى الساعة الحزب ملتزم بما أُبلغ به، الا ان ما تخشاه مصادر رسمية هو ان يتغير ذلك في حال توسعت هذه الحرب وطالت وبخاصة في حال انخرطت اميركا مباشرة فيها ما سيؤدي لضرب ايران لقواعد اميركية عسكرية في المنطقة ما يقلب المشهد رأسا على عقب ويُسقط كل الخطوط الحمراء التي لا تزال قائمة اليوم.
الا ان الخشية من تحرك الحزب عسكريا لدعم ايران، ايا كان شكل التطورات في المنطقة، تبدو محدودة. اذ تقول المصادر ان "الحزب بات يعي تماما ان الحصار المفروض عليه يقلّص قدراته الى الحدود الدنيا وبالتالي اي مغامرة له في مواجهة "الكبار" ستكون عواقبها كبيرة جدا عليه وعلى المجتمع الشيعي.. ان لم نقل عواقب وجودية". وتضيف المصادر:"اليوم لم يعد هناك بيئة حاضنة للحزب. حتى بيئته لن تغطي اي حرب دعم واسناد جديدة خاصة وانها تعتبر انه في محنتها في الحرب الاخيرة لم يدعمها ويساندها احد عسكريا وبشكل اساسي ايران. فلا همّ لدى هذه البيئة راهنا الا اعادة الاعمار وتجنب موجة من جديدة من القتل والتهجير والدمار".
وتؤكد المصادر ان "الحزب يعي ذلك تماما، لذلك كل ما كان ولا يزال يطلبه هو مخرج لائق لتسليم سلاحه شمال الليطاني، وهو يرى ان اي مخرج يفترض ان ينطلق بالتعهد باعادة اعمار مناطقه المدمرة. لكنه ورغم كل حركته ومحاولاته لم يحصل على هكذا تعهد سواء عربي كان او دولي، اذ يعتبر المجتمع الدولي ان تسليم السلاح يفترض ان يكون من دون ثمن على ان يتم البحث بأي ملف آخر بعد ذلك". وتضيف المصادر:"هذه هي الرؤية الاميركية- السعودية بشكل اساسي، بمقابل رؤية فرنسية أقل حدة تفضل عدم التعاطي مع المسائل سلة واحدة بحيث انها لا تمانع ربط الاموال والمساعدات بالاصلاحات المالية والادارية لا بتسليم السلاح ايضا لاعتبارها ان ذلك امر سيحصل عاجلا ام آجلا لكنه يحتاج بعض الوقت والتروي". وترى هذه المصادر ان "زيادة الضغط على الحزب وبيئته واستشعارهم المزيد من الهزيمة والانكسار قد يدفعه للعب آخر اوراقه اي التوجه لاقتتال داخلي يدرك انه قادر على حسمه بسهولة لمصلحته ليفرض بعدها شروطه بالسياسة وبشكل جديد للنظام اللبناني، وهو ما يحاول رئيس الجمهورية تجنبه واقناع الاميركيين به".
ويكشف مصدر أمني ان "ما يحصل في منطقة جنوبي الليطاني غير مسبوق لجهة شكل وحجم ما يتم تفكيكه" لافتا ان "ما يتم الاعلان عنه نقطة في بحر ما يتحقق على الارض، اذ ان العمل يومي من قبل الجيش وقوات اليونيفل في مجال الكشف والتفكيك واللجنة الدولية الmechanism تلعب دورا اساسيا في هذا المجال وبالتحديد من خلال تحديد المنشآت التي يفترض تفكيكها".
اذا هي مرحلة المخاض في المنطقة قد وصلت الى مراحل متقدمة جدا.والاكيد ان "طوفان الاقصى" ادّى، من حيث يدري او لا يدري، لتغيير شكل المنطقة بما لا يُناسب من اطلق الطوفان وأعدّ له.. ليبقى السؤال الاساسي: هل يخرج لبنان سالما وبشكله الحالي من هذا البركان؟