"حزب الله" من نزع السلاح لإعادة التسلُّح؟- يقلم معروف الداعوق

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, June 11, 2025


اللواء
مؤشرات لافتة، توحي بأن حزب الله الذي وافق على اتفاق وقف الاعمال العدائية مع اسرائيل وتنفيذ القرار ١٧٠١، ومن ضمنها تسليم سلاحه للجيش اللبناني، حاول تجزئة القرار من جانب واحد، بالادعاء أنه يقتصر على جنوب منطقة نهر الليطاني فقط،ولا يطال بقية المناطق اللبنانية، والاحتفاظ بما تبقَّى من سلاحه المخزّن بشكل سري، بحجة وجوب انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من التلال الخمس التي ماتزال تتمركز فيها بالجنوب حاليا، ووقف اعتداءاتها على مراكزه وقواعده بالداخل اللبناني، قبل مطالبته بتسليم سلاحه، انه ينقلب تدريجاً على موافقته على الاتفاقية المذكورة والالتفاف عليها،بعدما ارفق مواقفه بسلسلة ممارسات وسلوكيات تعزز هذا الاتجاه، واولها الصدام السياسي المتواصل مع الدولة اللبنانية، تارة تحت شعار اتهام الحكومة زوراً، بالتلكؤ في المباشرة بعملية اعادة اعمار المناطق التي دمرتها الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان،خلافا لماتعهدت به في بيانها الوزاري، للتملص من مسؤوليته المباشرة، بالتسبب بهذا الدمار امام جمهوره ومؤيديه،ومحاولته تحميل الدولة اللبنانية هذه المسؤولية زوراً،لتأليب الناس ضدها،كما حصل بالهتافات التي اطلقها مؤيدو الحزب ضد رئيس الحكومة نواف سلام في المدينة الرياضية.

ثانياً، استمرار محاولات تهريب السلاح المتنوع من سوريا الى لبنان، من خلال مهربين محترفين، اكتشف بعضها على الحدود اللبنانية السورية وتمت مصادرتها، وتردد انها مرسلة للحزب من ايران عبر العراق وسوريا، لاعادة تعويض الحزب بعض ما خسره بالعدوان الاسرائيلي وتسليم قواعده ومستودعاته للجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة.

ثالثاً، تصرُّف حزب الله العدائي المتواصل، تحت يافطة ما يسمى زورا تحرك المواطنين، ضد قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، لمنعها من الكشف ومصادرة ما تبقّى من مراكز ومستودعات سلاح الحزب وتجهيزاته العسكرية في هذه المناطق، بالرغم من حساسية هذه الاعتداءات والتصرفات المسيئة للجنوبين ولبنان عموما، والتي تتماهى مع محاولات اسرائيل المتكررة لانهاء مهمات هذه القوات بكل الاساليب الممكنة.

رابعا، محاولات الحزب المراوغة امام خطط الدولة لنزع ما تبقى من سلاحه، وسعيه الدؤوب لاطالة امد تسليم سلاحه،بالرغم من انتفاء اي وظيفة لهذا السلاح ولاسيما عندما كان في قمة جهوزيته وذروة قوته، وفشله الذريع في حماية الحزب وقياداته العسكرية والسياسية، وحتى بنيته العسكرية، واقوى دليل هو استمرار استهداف اسرائيل لعناصره وكوادره ومواقعه، في ظل عجز شامل عن الرد عليها،بأي طريقة كانت.

خامساً، عمليات القصف الاسرائيلي التي استهدفت مواقع محددة للحزب،في اكثر من منطقة مؤخرا، وخصوصا بالضاحية الجنوبية، والتي تردد انها تحتوي على مراكز ومستودعات للاسلحة وتجميع الطائرات المسيّرة.

هذه الوقائع والممارسات تؤشر بوضوح ان رفض حزب الله لنزع سلاحه وتسليمه للدولة اللبنانية، هدفه محاولات حثيثة ومكشوفة لإعادة تسليح الحزب مجددا، وبشكل غير مباشر، في ظل الموانع والاجراءات المستحدثة، ولذلك يرفض علنا كل خطط الدولة لنزع سلاحه حتى اليوم.