الموقف الفلسطيني من سحب سلاح المخيمات.. اليوم؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, June 11, 2025

كشفت مصادر فلسطينية لـ"نداء الوطن" أن الجهود التي بُذلت من أجل عقد لقاء فلسطيني جامع تكللت بالنجاح، حيث من المتوقع أن تعقد هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان اجتماعاً جامعاً عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم الأربعاء في سفارة دولة فلسطين في بيروت، من أجل مناقشة أوضاع المخيمات وعمل وكالة الأونروا وفقاً للدعوة التي وُجّهت إلى المشاركين.

غير أن المصادر نفسها، جزمت أن يكون ملف سحب سلاح المخيمات بنداً رئيسياً في سلم جدول أعمال الاجتماع من أجل الاتفاق على موقف فلسطيني موحد تجاهه، وسط توجه واضح بإعلان التعاون والتنسيق مع الجانب اللبناني، ولكن ضمن مقاربة شاملة لا تحصر التعاطي مع الوجود الفلسطيني بالرؤية الأمنية فقط، وإنما بإقرار الحقوق المدنية والاجتماعية والإنسانية، وعلى قاعدة العيش بكرامة والتمسك بحق العودة ورفض التوطين.

وجدّدت المصادر تأكيدها أن لا مهل نهائية حول بدء التنفيذ بسحب السلاح والمقرر مطلع الأسبوع القادم في 16 حزيران الجاري، وإنما ستكون مرهونة بالتفاهمات الفلسطينية – اللبنانية بعدما تبين أن العملية متشعبة ومعقدة وتحتاج إلى توافق مشترك على كل التفاصيل من ألفها إلى يائها، خاصة لجهة الآلية التي ستتبع لحفظ الأمن والاستقرار في المخيمات بعد سحب سلاحها.

وتعتبر منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج – أي في كل أماكن تواجد اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، وتشكل "هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان إطاراً جامعاً لكل القوى الفلسطينية وقد تأسست عام 2018 بمساعٍ من رئيس مجلس النواب نبيه بري، بهدف استثناء الساحة اللبنانية من تداعيات الخلافات الفلسطينية وتنظيمها على الأقل.

ويشارك في الهيئة مسؤولون عن فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" بما فيها حركة "فتح"، و"تحالف القوى الفلسطينية" بما فيها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، و"القوى الإسلامية" بما فيها "عصبة الأنصار الإسلامية" و"الحركة الإسلامية المجاهدة" وحركة "أنصار الله"، وهي المعنية برعاية شؤون اللاجئين السياسية والأمنية والخدماتية في المخيمات ومعالجة مشاكلها وقضاياها الساخنة.

وتمثل "الهيئة" نفسها الجانب الفلسطيني في لجنة "الحوار اللبناني – الفلسطيني" التي يرأسها اليوم السفير رامز دمشقية، والتي تأسست في 13 تشرين الأول 2005 بموجب القرار رقم 89/2005 الصادر عن مجلس الوزراء برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وترأسها السفير خليل مكاوي. وقد حدد البند الأول من مهمتها بمعالجة المسائل الحياتية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية والأمنية داخل المخيمات وللفلسطينيين المقيمين في لبنان بالتعاون مع وكالة "الأونروا".

زيارة الأحمد

توازياً مع الاجتماع، وما إذا كانت الفصائل والقوى الفلسطينية ستعلن موقفها النهائي، فإن الأوساط السياسية تترقب باهتمام زيارة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد إلى بيروت على رأس وفد رسمي عسكري وأمني لاستكمال مناقشاته حول الملف والحصول على الأجوبة التي تركها لدى الجهات اللبنانية لدى زيارته الأخيرة.

ورجّحت مصادر فلسطينية لــ"نداء الوطن" أن تتطلب عملية سحب السلاح المزيد من الوقت والمشاورات معاً، إذ لم يتم حتى الآن أي إجراء ملموس على أرض الواقع في المخيمات التي ستنطلق العملية منها في بيروت وهي: شاتيلا، برج البراجنة ومار الياس، لجهة الإحصائية وكيفية التسليم وسواها.

وأعادت المصادر نفسها التأكيد أن ذلك لا يعني التراجع عن قرار سحب السلاح في إطار خطة دولية لبسط سيادتها وسلطتها على كامل الأراضي اللبنانية وحصرية السلاح بيدها، ولكن التنفيذ وتحديد ساعة الصفر سيبقى مرهوناً بالتفاهمات الفلسطينية – اللبنانية والتعاطي مع الملف بكثير من الحذر والمسؤولية معاً على قاعدة عدم سحبه بالقوة أو الصدام أو الدخول إلى المخيمات عنوة.

محمد دهشة
نداء الوطن