قرار مبدئي لـ "التيّار الأزرق" بالمشاركة في الانتخابات النيابيّة- بقلم كمال ذبيان

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, June 11, 2025

ما زالت الطائفة السنية تبحث عن مرجعية سياسية لها، بعد تعليق «تيار المستقبل» برئاسة سعد الحريري عمله السياسي منذ العام 2022، حيث لم يشارك في الانتخابات النيابية. وقد جرت محاولات لعودة «الحريرية السياسية» الى الساحة السياسية، فكان الصد والمنع يأتيها من السعودية، التي ومنذ تسلم ولي العهد فيها الامير محمد بن سلمان، بدأت العلاقة بينه وبين سعد الحريري تسوء، لا سيما بعد استدعائه الى الرياض في 4 تشرين الثاني 2017، والطلب منه تقديم استقالته من رئاسة الحكومة، ففعل واذاع بيان الاستقالة منها ، الا ان تدخلا خارجيا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اعاد الحريري عن استقالته، لكن العلاقة مع القيادة السعودية لم تتقدم، واعطي فرصة لانهاء «النفوذ الايراني» في لبنان وتعطيل دور حلفائه فيه، لا سيما حزب الله الذي كان يتمسك ببقاء الحريري في رئاسة الحكومة.


فبعد نحو خمس سنوات من اقصاء الحريري نفسه عن العمل السياسي، حيث ترك الساحة للآخرين، ثبت انه الاقوى سنيا، وهذا ادى الى ان يفوز في الانتخابات من كان بعضهم في حضن بيت الحريري، وفق ما تقول مصادر في «تيار المستقبل»، الذي اكد ان «المستقبل» ما زال حاضرا شعبيا وسياسيا، وما زالت هيكليته التنظيمية قائمة، وحاضنته الشعبية موجودة، وان تأثرت بسبب شح المال وتوقفه في بعض الاحيان، وتقلص الخدمات التربوية والصحية والاجتماعية، واقفال مؤسسات كتلفزيون «المستقبل» وجريدة «المستقبل» وغيرهما.



«فالمستقبليون» الذين لم يترشحوا في الانتخابات البلدية والاختيارية، ظهر لهم حضور ومشاركة في المدن الرئيسية كبيروت وصيدا وطرابلس وعكار الخ... وهذا ما شجعهم على التحضير للانتخابات النيابية المقبلة في عام 2026، تقول مصادر «المستقبل»، التي تكشف انه سيسبق هذه الانتخابات عقد مؤتمر للتيار واعادة تأهيله وتنظيمه وهيكليته، واصدار تقرير سياسي يرسم عمله السياسي وتحالفاته، كما في اجراء نقد ذاتي لمسيرة بدأت منذ نهاية سبعينات القرن الماضي مع الشهيد الرئيس رفيق الحريري، في اطار مبادرات سياسية فردية، وفي كثير من الاحيان منسقة مع السعودية، التي منها خرج «اتفاق الطائف» لحل الازمة اللبنانية، ووقف الحرب الاهلية، والذي استند الى «الاتفاق الثلاثي» وحوارات مؤتمري لوزان وجنيف، اضافة الى مبادرات عربية ودولية.

فقرار المشاركة في الانتخابات النيابية اتخذ في المبدأ، لانه وخلال عام قد تحصل تطورات سياسية وعسكرية وامنية وحروب، في ظل اوضاع معقدة في المنطقة وترسم لها خرائط، تقول المصادر، التي ترى انه لا يمكن «ادارة الظهر» بعد الآن لمناصري التيار، الذين يطالبونه بالعودة الى العمل السياسي، الذي كان سعد الحريري سيعلن عنه في احياء الذكرى الاخيرة لاستشهاد والده، لكنه ارجأ ذلك، وكلف عمته بهية الحريري ان تتولى هي الاتصالات السياسية، وكان اول عمل قامت به، المشاركة غير المباشرة في الانتخابات البلدية بدعم لوائح، جاءت نتائجها ايجابية لا سيما في صيدا.




وبدأت تظهر لافتات في بعض المناطق مقدمة من جهات او افراد، تدعو سعد الحريري للعودة، وان عام 2026 ينتظره في الانتخابات النيابية، التي سيعود اليها «تيار المستقبل» تحت اي ظرف داخلي او خارجي، وان «الحريرية السياسية» التي كان مربط خيلها في السعودية، ومنه انطلقت ونشأت، لن تنتظر طويلًا، وبات لديها معطياتها.