مصير "اليونيفيل": طموحات إسرائيلية بوصاية مباشرة على لبنان

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, June 10, 2025

منعطف جديد يسلكه لبنان على وقع الضغوط الأميركية- الإسرائيلية، تلويحاً بعدم التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، اليونيفيل. يترافق ذلك مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية، مع التركيز على الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي من الواضح أن تل أبيب تريد نقل الاهتمام العسكري إليها، كما إلى مناطق شمال نهر الليطاني. ولا يمكن الفصل بين نية عدم التجديد لقوات اليونيفيل وبين تركيز العمل في شمال نهر الليطاني.

شروط كثيرة
تظهر الآلية التي يتعاطى فيها الإسرائيليون مع لبنان، أو مع لجنة مراقبة ترتيبات وقف الأعمال العدائية (وقف إطلاق النار) بأن أهدافهم تتجاوز الجانب العسكري أو إزالة ما يسمونه تهديدات حزب الله لمستوطنات الشمال وسكانها، بل هم يركزون على الصورة الجديدة التي يريدون رسمها في المنطقة، وخصوصاً مع لبنان، من خلال فرض شروط أمنية وعسكرية وسياسية حتى. ولذلك كانت إسرائيل تريد التفاوض المباشر، وأرادت سابقاً تشكيل 3 لجان للبحث في كل الملفات، عسكرياً، وحدودياً وحول إطلاق سراح الأسرى.
فحتى الآن، ترفض إسرائيل الانسحاب من النقاط الخمس، على الرغم من كل المساعي التي بذلها لبنان، وعلى الرغم من العمل على صيغة متكاملة من قبل مورغان أروتاغوس، تنص على انسحاب إسرائيل من بعض النقاط، إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، ووقف الضربات ضد الحزب، وإعطاء لبنان مهلة زمنية معينة لتسليم السلاح. لكن إسرائيل ترفض ذلك بشكل كامل، وتصر على مواصلة التصعيد وترفض الانسحاب، وسط معلومات تشير إلى أن أي انسحاب إسرائيلي سيكون خاضعاً للتفاوض على شروط كثيرة أمنياً وعسكرياً.

وصاية..
تتعاطى إسرائيل مع لبنان بذهنية فرض الوصاية. ففي الوقت الذي يتحدث لبنان عن استراتيجية أمن وطني، من ضمنها استراتيجية دفاعية لمعالجة مشكلة السلاح، فإن المعطيات الديبلوماسية تفيد بأن إسرائيل ترفض ذلك، لأنها تعتبر أن حزب الله سيكون جزءاً من هذه الإستراتيجية وقوتها. بينما تل أبيب لا تريد لحزب الله أن يكون متمتعاً بأي دور عسكري أو امني. لذا، فإن الكثير من الشروط الإسرائيلية تتصل بترتيبات أمنية حول الوضع في الجنوب. وهذه الترتيبات قد تشبه بعض ما ورد في اتفاق الهدنة، وبعض ما ورد في اتفاق 17 أيار 1983، مع الإشارة إلى أن كل هذه الشروط التي تتسرب نقلاً عن الإسرائيليين مرفوضة لبنانياً. سياسياً أيضاً، تريد إسرائيل أن تتدخل، من خلال رفض إعطاء حزب الله دوراً واسعاً على المستوى السياسي، والسعي إلى تطويقه من خلال إضعافه، لأنهم يعتبرون انه بعد سنوات سيتمكن من خلال وضعه الشعبي والسياسي أن يعيد بناء قوته.

مصير اليونيفيل
على وقع هذه الضغوط الإسرائيلية، يأتي التلويح بعدم التجديد لقوات الطوارئ الدولية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن لا إسرائيل ولا إدارة ترامب يريدان قوات اليونيفيل، لأنهما يعتبران أن لا لزوم لعمل هذه القوة في جنوب الليطاني، طالما تم تفكيك البنى العسكرية لحزب الله، والتركيز سيكون في شمال النهر. وبما انه لا مجال لتوسيع صلاحيات اليونيفيل واعتماد الفصل السابع، وفي ظل اعتراض الدوريات من قبل "الأهالي"، فإن أميركا تريد منح الصلاحيات للجنة المراقبة، التي بدورها ستعمل على تفعيل دور الجيش اللبناني باتجاه هذه المواقع. بمعنى أن لجنة المراقبة تعمل على توجيه الجيش باتجاه المواقع التي تريد مداهمتها وتفكيكها، بدلاً من توجه اليونيفيل، خصوصاً أن القوات الدولية ليس لديها صلاحية بالعمل في شمال نهر الليطاني.
هنا يبرز خوف من احتمال أن يؤدي ذلك لاحقاً إلى صدام. وقد يكون الهدف هو وضع الجيش اللبناني في مواجهة حزب الله وبيئته. وهو ما يعرفه الأميركيون. وبحسب ما تشير مصادر متابعة، فإن حسم مصير التمديد لليونيفيل من عدمه سيكون مرتبطاً بزيارة سيجريها وفد عسكري اميركي إلى لبنان، لدراسة وضع اليونيفيل والوضع العسكري في الجنوب، وما حققه الجيش اللبناني حتى الآن، وكيف سيتم التعاطي في المرحلة المقبلة.


المدن