خاص- الهندي يكشف الهدف الحقيقي من الخلاف بين ترامب وماسك وتداعياته ...! -داني نادر
شارك هذا الخبر
Tuesday, June 10, 2025
خاص الكلمة اونلاين
داني نادر
في حديث خاص مع الدكتور إيلي الهندي، أضاء على العلاقة المتشابكة بين رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي جمعت بينهما قضايا استراتيجية من جهة، وفرّقتهما خلافات جوهرية من جهة أخرى.
عوامل عدة جمعت ماسك وترامب، بحسب الهندي، منها العداء المشترك لما يُعرف بثقافة "الووك" (Woke Culture) فقد كان ماسك من أبرز المعارضين للخطاب الليبرالي المتفلّت، خصوصًا في ما يتعلق بقضايا الهوية الجندرية والمثلية، وهي مواقف نابعة جزئيًا من تجربة شخصية عاشها مع ابنه المتحوّل جنسيًا، وقد وجد في دعم ترامب وسيلة لمواجهة هذه الثقافة، فشكلت هذه القناعة أرضية سياسية مشتركة بين الطرفين.
وأشار الهندي الى ما عمّق العلاقة بين الرجلين وهو تبنّي ترامب تجربة ماسك في إدارة منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، فقد استطاع ماسك تقليص عدد الموظفين بنسبة 70% دون أن تتأثر المنصة سلبيًا، بل على العكس، ازدادت أرباحها، هذا الإنجاز دفع ترامب إلى محاولة الاستفادة من خبرة ماسك لتطبيق نموذج إداري مماثل في مؤسسات الدولة الأميركية، بهدف تقليل حجم الإنفاق وتعزيز الكفاءة. ورغم الانسجام في بعض الملفات، بدأت الخلافات تطفو على السطح، خصوصًا حول دعم الدولة لصناعة السيارات الكهربائية. فترامب، الذي لم يُظهر حماسة كبيرة لهذا القطاع، اصطدم بمصالح ماسك، الذي يدير مصانع لإنتاج هذه السيارات داخل الولايات المتحدة وخارجها، لا سيما في ألمانيا والصين.
كما تباينت رؤيتهما حول نظام الضرائب، وازدادت الهوة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على المنتجات المستوردة، ما أثّر سلبًا على صادرات تسلا وشركات ماسك الأخرى. ورغم تقليص عدد الموظفين في مؤسسات الدولة الأميركية إلى حوالي 200,000 موظف، لم ينجح هذا الإجراء في تقليص العجز المالي العام. بل على العكس، ارتفع الإنفاق في بنود أخرى، مما أجهض فعليًا أي جدوى اقتصادية للإجراءات التقشفية، وكان ماسك يأمل بتحقيق وفر يصل إلى 2 تريليون دولار، إلا أن النتائج الواقعية لم تتجاوز 175 مليون دولار، ما أثار خيبته واستياءه من السياسات الاقتصادية لترامب. وتابع الهندي، "تراكم هذه الخلافات دفع ماسك إلى الخروج عن صمته، ومهاجمة سياسات ترامب المالية، التي وجد فيها تضاربًا مباشرًا مع مصالحه، كما أثار الحضور المكثّف لماسك وابنه في اجتماعات البيت الأبيض انتقادات داخلية، علمًا أن العقود التي تعطى لموظفين خارج الإدارة لا تتجاوز 130 يومًا، وهي المدة التي أمضاها ماسك في البيت الأبيض قبل أن يخرج من منصبه بشكل مفاجئ، ما اعتُبر رسالة سياسية بحد ذاته.
وأوضح أنه وبحسب شخصية ماسك، من المرجّح أن يتّخذ موقفًا أكثر حدّة في المستقبل، في حين يسعى فريق ترامب إلى تهدئة الأجواء واحتواء الغضب، لكن من الواضح أن ماسك كان عنصرًا محوريًا في نجاح حملة ترامب، سواء من خلال الدعم المعنوي أو التمويل المادي للحزب الجمهوري، ولذلك، يحاول ترامب الحفاظ على هذا الدعم وعدم خسارته بالكامل. مع ذلك، يرجّح الدكتور الهندي أن يستمر ماسك في الابتعاد عن الحزب الجمهوري، وربما يوقف تمويله لبعض الشخصيات التي خالفت توجهاته، خصوصًا فيما يتعلق بالموازنة العامة، هذا الموقف قد ينعكس بشكل مباشر على نتائج الانتخابات النصفية المقبلة.
ورغم ذلك، لا يُتوقع أن يذهب ماسك لدعم الديمقراطيين، نظرًا لخلافاته العميقة معهم، لا سيما في ما يتعلق بقضايا "الووك كولتشر" والإدارة العامة للدولة. خسارة دعم ماسك قد تكون مكلفة للجمهوريين، فخسارة 3 إلى 4 مقاعد فقط في مجلس الشيوخ ستكون كافية لقلب ميزان الأغلبية لصالح الديمقراطيين، مما سيجعل مهمة ترامب في إدارة البلاد خلال السنوات المقبلة أكثر تعقيدًا.