القاضي منصور يُعيد فتح ملف قتل باسكال سليمان- بقلم روجيه أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, June 3, 2025

في تطوّر قضائي وأمني بارز، أعيد فتح أحد أكثر الملفات صدمةً في لبنان، حيث تسلّمت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني من السلطات السورية، المطلوب أحمد نون المتهم الرئيسي بجريمة قتل منسّق "القوات اللبنانية" في جبيل، باسكال سليمان. هذه الخطوة الأمنية النوعية تنقل القضية من مرحلة المراوحة إلى لحظة المواجهة القضائية، خصوصا أن نون لا يُعد مجرّد متهم، بل رأس شبكة إجرامية عابرة للحدود ومتورطة في سرقة سيارات، وترويج مخدرات، وخطف مقابل فدية مالية، ضمن نشاط إجرامي منظّم، شمل المجتمع اللبناني على مدى سنوات.

أحمد نون، وهو من أخطر المطلوبين للأجهزة الأمنية، قاد عصابة كانت تنفّذ عمليات سرقة سيارات من مختلف المناطق اللبنانية إلى الداخل السوري، ويُشتبه في تورطه في أكثر من جريمة ذات طابع عنفي، وكان لفترة طويلة متواريا عن الأنظار. وعملية استرداده إلى لبنان جاءت بعد جهود قضائية وأمنية حثيثة، بدأها قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور، الذي سطّر مذكرة استرداد ضده عبر النيابة العامة التمييزية، ومن خلالها إلى الإنتربول.

القاضي منصور كان قد قضى عاما كاملا في تحقيقات دقيقة مع أربعة موقوفين من أفراد العصابة، الذين أوقفتهم مديرية المخابرات بعيد تنفيذ جريمة القتل. الموقوفون الأربعة، ومعظمهم من الجنسية السورية، كانوا قد كشفوا خلال التحقيق أن الجريمة ارتُكبت بقصد السرقة، وأن سليمان قتل بعد مقاومته الخاطفين. وقد نُقلت جثته إلى الداخل السوري، فيما تم تهريب سيارته.

ومع تسلّم الرأس المدبّر أحمد نون، يُتوقع أن يعيد القاضي منصور فتح التحقيق من جديد، بعد أن كانت مراحله السابقة قد اكتملت تقريبا مع الموقوفين الأربعة. الجديد أن المواجهات القضائية باتت قاب قوسين، إذ سيخضع نون للاستجواب أمام القضاء المختص، وسيتواجه مع شركائه الأربعة في جلسات قضائية مفصلية، قد تكشف المزيد من خفايا الشبكة وخيوطها الممتدة.

مصادر أمنية أكدت أن التحقيقات الأولية مع نون تجري حاليا لدى مديرية المخابرات تحت إشراف النيابة العامة، على أن يُحال إلى قاضي التحقيق الأول في غضون الساعات الأربع والعشرين المقبلة.

وإذا كان القضاء اللبناني ممثلًا بالقاضي نقولا منصور، قد أثبت منذ البداية جدّية في ملاحقة الملف، فإن الأنظار الآن شاخصة نحو ما ستُفضي إليه التحقيقات الموسعة مع نون، خصوصا مع احتمال كشف أسماء متورطة جديدة، وربما علاقات محلية سهّلت له تنفيذ عملياته وتنقلاته.


جريمة قتل باسكال سليمان لم تكن مجرد حادثة فردية، بل هي نتيجة مباشرة لفوضى أمنية استثمرتها عصابات منظمة تسرح وتمرح بين الحدود، وتستغلّ الثُغر لتبني شبكاتها. ولا شك أن القضاء اللبناني اليوم أمام امتحان جديد، لإثبات أنه قادر على ملاحقة الجناة حتى الرمق الأخير، مهما تأخر الوقت أو تعقّدت الخيوط.


هذا الملف الذي لم يُطوَ بعد، سيبقى مفتوحا على احتمالات كثيرة وأسماء كبيرة…