مُراوحة على كل الجبهات ولا انفراجات... و "لزوم ما لا يلزم"

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, June 3, 2025

الطاغي على المشهد الداخلي، هي المراوحة على كلّ الجبهات؛ فعلى الجبهة العسكرية، مراوحة أمنية محفوفة بالقلق من تدحرجها إلى وقائع ومنزلقات خطيرة، يُنذر بها تفاقم الإعتداءات الإسرائيلية وما يواكبها من تهديدات يطلقها المستويان السياسي والعسكري في إسرائيل ضدّ «حزب الله». وعلى الجبهة السياسية، مراوحة مَرَضية خلف متاريس الإنقسام والخيارات والتوجّهات والتناقضات المتصادمة. وعلى الجبهة الحكومية، مراوحة صاخبة بين النقاط الخلافية والملفات الساخنة، تُبقي الحكومة معلّقة على خط التوتر العالي، على رغم من المحاولات التي تكثفت في الفترة الأخيرة لترميم الجسم الحكومي بعد الشقوق والتصدّعات التي أصابته جرّاء السجالات العالية النبرة بين «حزب الله» ورئيس الحكومة نواف سلام.




لا انفراجات



على أنّ الجامع المشترك بين هذه المراوحات؛ الأمنية والسياسية والحكومية بحسب مقاربة رسمية متشائمة لهذا الوضع، هو أنّ أفقها جميعها، لا يَشي بانفراجات، بل هي مفتوحة على احتمالات مجهولة بالنظر إلى تعقيداتها العميقة.



فعلى الجبهة الجنوبية، وفق هذه المقاربة الرسمية المتشائمة، تُجمِع التقديرات السياسية والعسكرية على أنّها الأخطر في ظلّ التفلّت الإسرائيلي من اتفاق وقف إطلاق النار، وأخطر ما يُحيط بهذا الأمر، ليس فقط ما يبدو أنّه تجاهل متعمّد لمطلب لبنان للدول الراعية لاتفاق وقف النار وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، بإلزام إسرائيل باحترام هذا الاتفاق ووقف عدوانها، بل هي المخاوف، التي بُدِئ يُعبّر عنها بصَوت عالٍ في أوساط سياسية وديبلوماسية، من سيناريوهات حربية أكثر قساوة واتساعاً.





على الجبهة السياسية، انقسام غير قابل للرّدم، وظيفته التوتير والتصعيد. وأمّا على الجبهة الحكومية فجمرٌ كامنٌ تحت رماد الإنفعالات والإحتقانات والمشاعر المتبادلة والملفات الحارقة، وقابل لأن يطفو على السطح في أيّ لحظة، على رغم من الجهود الرئاسية والسياسية التي تُبذل لإطفائه ومنع تثبيت قواعد إشتباك وتوتير بين وقت وآخر داخل الجسم الحكومي.



لزوم ما لا يلزم



وسط هذه الأجواء، يُنتظر وصول نائبة الموفد الأميركي إلى المنطقة مورغان أورتاغوس إلى بيروت، خلال الأيام القليلة المقبلة. واللافت في هذا السياق أنّ الوهج الذي أُعطيَ لهذه الزيارة في الفترة الأخيرة، انخفض بصورة ملحوظة بعد الأخبار الأميركية التي تحدّثت عن قرب مغادرة أورتاغوس موقعها وإسناد ملف لبنان إلى شخصية أميركية بدلاً منها. إذ توقفت مزاريب التبصير والتنجيم عن ضخّ التفسيرات والتحليلات والسيناريوهات.





وفيما ذهبت بعض التقديرات إلى وصف زيارة أورتاغوس المرتقبة بأنّها زيارة وداعية... ولزوم ما لا يلزم، كان لمسؤول رفيع رأي آخر، إذ قال رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «لا أستطيع أن أنفي أو أؤكّد ما إذا كانت أورتاغوس ستبقى في موقعها أو ستُستبدَل، خصوصاً أنّه لم يصدر أي تأكيد رسمي أميركي حول هذا الأمر، وفي أي حال وحتى ولو كان خبر استبدال أورتاغوس صحيحاً، فبمعزل عن الأسباب، فهذا لا يُغيّر شيئاً بالنسبة إلينا، فالأشخاص يتغيّرون، وأمّا سياسة الولايات المتحدة فهي عينها لا تتغيّر بتغيّر الأشخاص».

الجمهورية