هل برّد "بري" الأجواء بين الحزب و"سلام" أم سخّنها؟- خاص إيمان شويخ

  • شارك هذا الخبر
Monday, June 2, 2025

خاص الكلمة اونلاين


إيمان شويخ

للمرة الأولى منذ اتفاق الطائف، تبدو الحكومة متمايزة أو مختلفة إلى حد العدائية عن مواقف حزب الله، خاصة فيما يتعلق بالموافقة على وجود "مقاومة" في البيان الوزاري أو حتى على الأرض. فقد أسقطت حكومة نواف سلام البند المتعلق بـ«المقاومة» من بيانها الوزاري، خلافًا لما درجت عليه مضامين البيانات الوزارية للحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ عام 2000 (تاريخ الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وبروز دور «حزب الله»). هذا البند الذي أدى إلى حصرية قرار السلم والحرب بيد حزب الله على مدى 25 عامًا، تم نقله اليوم إلى يد الدولة اللبنانية، وهذا ما أكّده خطاب القسم لرئيس الجمهورية، جوزيف عون.

صحيح أن حزب الله وافق ضمنيًا على ما تضمنه البيان الوزاري من خلال مشاركته في الحكومة عبر وزيريه "الصحة"، راكان ناصر الدين، و"العمل"، محمد حيدر، إلا أنه بدأ يتمرد على ما جاء في البيان الوزاري عبر سلسلة تصريحات لقيادييه ونوابه، فقد زعموا أن اليد التي ستمتد إلى السلاح ستقطع، أو أنه لا يوجد ما يسلمه الحزب قبل أن تقوم الدولة بتطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار التي تضمن أساسًا حصرية السلاح بيد الدولة وفق القرار ١٧٠١، ولكن الانفجار حدث بين الحكومة والحزب بعد التصريحات النارية التي أطلقها سلام و تجنبه ذكر "المقاومة" في عيد التحرير الخامس والعشرين للجنوب، بقوله أيضاً إن تصدير الثورة الإيرانية إلى المنطقة قد انتهى، ورفضه لثنائية السلاح، ورد «حزب الله» على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، الذي اكتفى بالقول في ختام اجتماعه برئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، إنه يحافظ على ما تبقى من ود بينهما.

مصادر حكومية أشارت في حديثٍ لموقع الكلمة أونلاين إلى أن الرئيس سلام لم يفتعل مشكلة مع حزب الله و هو يعلن عما يلتزم به هو و الحكومة إنطلاقًا مما ورد في البيان الوزاري و هو حصر السلاح بيد الدولة و هو لم يقل شيئًا جديدًا بل يلتزم بهذه المواقف و الثوابت التي تسعى الحكومة إلى تطبيقها، و يشير المصدر إلى أنه من غير المعروف السبب الذي دفع "حزب الله" إلى هذا التصعيد و افتعال المشكلة، ربما يعود الأمر إلى استشعار الحزب جدية في مقاربة موضوع السلاح الفلسطيني و سحب السلاح الفلسطيني، و بالتالي اعتبر الحزب أن المسألة ستتطور على صعيد استمرار استكمال الجيش لمسار حصر السلاح بيد الدولة، و هذا ما دفع الحزب إلى التصعيد أكثر.

من جهة أخرى، بعد الفراغ في الساحة السنية الذي تركه غياب الرئيس السابق سعد الحريري، وعدم قدرة المكونات السياسية السنية على خلق زعامة مماثلة، يُطرح تساؤل حول ما إذا كان هدف سلام هو تولي مقاليد هذه الزعامة، خاصة أنه جاء إلى الحكومة بتأييد سعودي كبير. ومع ذلك، يؤكد المصدر أن ما يقوم به سلام لا يرتبط بحسابات سياسية أو مسألة الزعامة، مشيرًا إلى عدم وجود مؤشرات على أن حزب الله سينزل إلى الشارع لإسقاط الحكومة.

أما الأخ الأكبر الرئيس نبيه بري، الذي تولى قيادة المكون الشيعي بعد اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، فقد علق على الخلاف بطريقته الطريفة، قائلاً لسلام، "بتبرّد منبرّد، بتسخّن منسخّن". وعشية وصول وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى لبنان، عُقد لقاء بين سلام وبري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بدأ جافًا ثم عادت الأمور لطبيعتها، حيث تم طرح ملفات هامة، أبرزها موضوع إعادة الإعمار والعلاقة مع حزب الله، والتي يبدو أن لبري رغبةً في ترميمها.

وأشار سلام إلى أنه يترك باب الود مفتوحًا مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، محمد رعد، ويؤكد أن أبواب السراي ومنزله مفتوحة له، كما أكد أن بري يتفهم موقفه الذي يعكس التزام الحكومة بما ورد في البيان الوزاري. كما قال سلام أن بعض زوار الرئيس بري نقلوا كلامًا مجتزأً حول ما قاله في موضوع السلام، مشيرًا إلى أن كل ماقلته حين سألت عن السلام قلت طبعًا نحن أكيد مع السلام و أكررها الآن لكن مع السلام المبني على مبادرة السلام العربية و التي تقوم على حل الدولتين و أن تنشأ دولة فلسطين و عاصمتها القدس و بما يضمن عودة اللاجئين إلى ديارهم حسب القرار الدولي 194 و هذا ما نلتزم به و أنا لا يمكنني أن أغير إسم هذه المبادرة التي تقوم على السلام.


وفيما يتعلق بملف الإعمار في الجنوب، قال سلام إنه ملتزم بهذا الموضوع منذ اليوم الأول الذي حصلت فيه الحكومة على الثقة، وأكد أنه يسعى لجمع الدعم اللازم لإعادة الإعمار من خلال البنك الدولي والجهات المانحة.

و عليه و في ظل الكباش السياسي الحاصل في الساحة السياسية الداخلية، يعيش البلاد على فوهة بركان يخشى أن تنفجر في أي وقت في ظل التوتر الحاصل أيضًا بين وزير الخارجية يوسف رجي و عدد من نواب الحزب الذين ردوا عليه احتجاجًا على قوله بأن الشعب اللبناني لم يعد يريد هذه الخشبية الثلاثية في إشارة إلى تمسك أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم بثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة»، كل ذلك وسط الاحتلال الإسرائيلي المتواصل للنقاط الخمس في لبنان و استمرار مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية على أهداف تقول إسرائيل إنها لحزب الله، فهل ينقضي هذا العام بتنظيف البلاد من أي سلاح أو سلطة خارج الدولة أو يترك لبنان الفرصة التي أعطيت إليه من المجتمع الدولي و يعود إلى عصر الدويلات.