ناشونال إنترست- لماذا تحتاج أمdركا إلى القنبلة النووية الجديدة؟
شارك هذا الخبر
Monday, June 2, 2025
تمثل القاذفة B61-13 خطوة مهمة نحو تحديث القوات النووية الأمريكية، من خلال الجمع بين القدرات عالية العائد وميزات السلامة المتقدمة. براندون وايتشيرت – ناشونال إنترست
تم الانتهاء من صنع قنبلة الجاذبية النووية B61-13 هذا الشهر، كما أفاد كريستيان د. أور في وقت سابق من هذا الأسبوع. ويمثل هذا تطوراً هاماً في جهود التحديث النووي للولايات المتحدة، ويمثل أول مرة في الذاكرة الحية ينجز فيها البنتاغون أي شيء قبل الموعد المحدد!
وبصفتها أحدث طراز من سلسلة B61 من القنابل النووية الحرارية التي تُطلق من الجو، صُممت B61-13 لاستعادة وتعزيز قوة الردع الأمريكية ضد الأهداف العسكرية المحصنة وواسعة النطاق، مع الاستفادة من ميزات السلامة والأمان والدقة المتقدمة. والانتهاء من صنع هذه القنبلة قبل الموعد المحدد ليس بالأمر الهين، بالنظر إلى المشاكل المتفشية في القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية.
لا تزال سلسلة القنابل النووية الأمريكية B61، التي دخلت الخدمة لأول مرة عام 1968، السلاح الأقدم والأكثر تنوعاً في ترسانة الأسلحة النووية الأمريكية بأكملها. وعلى مدار أكثر من 50 عاماً من الخدمة، تطورت سلسلة B61 عبر 13 نوعاً، ويتضمن كل منها تحسينات في خيارات العائد، وميزات السلامة، وطرق الإطلاق.
لماذا أراد البنتاغون الحصول على القاذفة B61-13؟
برزت قنبلة B61-13 كاستجابة مباشرة للتهديدات الأمنية المتطورة التي تم تحديدها في مراجعة الوضع النووي لعام 2022، والتي أكدت على الحاجة إلى خيارات نووية مرنة لمواجهة الأهداف المحصنة والمدفونة على عمق كبير، مثل منشآت القيادة والتحكم تحت الأرض.
وتم الترخيص بتطوير قنبلة B61-13 في عام 2023، بانتظار موافقة الكونغرس وإقراره. وقد استفاد البرنامج من القدرات الإنتاجية الراسخة لبرنامج تمديد عمر قنبلة B61-12 (LEP)، الذي اكتمل في ديسمبر 2024 بتكلفة تقارب 9 مليارات دولار.
باستخدام الرؤوس الحربية B61-7 الحالية، ودمج تحسينات السلامة والدقة الحديثة من طراز Mod 12، سرّعت الإدارة الوطنية للأمن النووي (NNSA) الإنتاج، حيث أكملت أول وحدة B61-13 في مصنع Pantex في أماريلو، تكساس، قبل الموعد المحدد بنحو عام في 19 مايو من هذا العام.
وقد تحقق هذا الإنجاز السريع، وهو إنجاز غير مسبوق منذ نهاية الحرب الباردة، من خلال تبسيط مراجعات التصميم واستخدام بيانات تصميم B61 التي تراكمت على مدى عقود لتقليل المخاطر. ويتعين على برامج التطوير المستقبلية للبنتاغون دراسة برنامج تطوير B61-13 بعناية ومحاكاة نموذجه فوراً.
قنبلة B61-13 هي قنبلة جاذبية نووية حرارية "محددة النتاج"، مما يعني أنه يمكن معايرة نتاجها التفجيري ليناسب متطلبات المهمة المحددة. ومن المتوقع أن يبلغ أقصى نتاج لقنبلة B61-13 حوالي 360 كيلوطن - أي أقوى بحوالي 25 مرة من القنبلة الذرية "ليتل بوي" التي أُلقيت على هيروشيما عام 1945. وكان للرأس الحربي النووي الأقدم B61-7، الذي يعتمد عليه الرأس الحربي لقنبلة B61-13، نتاج أقصى مماثل.
وتعكس قنبلة B61-13 الأمريكية الجديدة أبعاد قنبلة B61-12، وتتميز بغلاف انسيابي قادر على تحمل الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت، وهي مجهزة بمجموعة ذيل موجه (TKA) تُحسّن الدقة بشكل كبير مقارنة بالإصدارات السابقة غير الموجهة مثل B61-7. وتتضمن مجموعة الذيل الموجهة (TKA)، التي طورتها شركة بوينغ، نظام ملاحة بالقصور الذاتي (INS) وزعانف قابلة للمناورة، مما يوفر قدرة محدودة على الابتعاد ويُمكّن من توجيه ضربات دقيقة.
وتعتبر قنبلة B61-13 سلاح ذو خيار التفجير الكامل (FUFO) ويدعم أوضاع تفجير متعددة: انفجار جوي، وانفجار أرضي وسقوط حر وسقوط حر مُبطأ وسقوط أرضي مُنبطح. وبخلاف B61-11، وهي نسخة متخصصة في اختراق الأرض، فإن B61-13 غير مُحسّنة لاختراق المخابئ العميقة، ولكنها لا تزال قادرة على إصابة أهداف مُحصّنة بفضل عائدها العالي ودقتها المُحسّنة.
وقد تم تصميم هذه القنبلة للاستخدام الحصري من قِبل القاذفات الاستراتيجية، مثل B-2 Spirit وB-21 Raider المرتقبة، وسيتم نشرها من قواعد في الولايات المتحدة القارية.
لماذا تم تصميم القنبلة؟
تم تطويرهذه القنبلة لتزويد الرئيس الأمريكي "بخيارات إضافية ضد أهداف عسكرية محددة أكثر صعوبة وواسعة النطاق"، وفقاً للبنتاغون، إذ تسمح دقتها وقوتها المعززة بتركيز القوى المتفجرة بفعالية أكبر، مما يقلل الحاجة إلى أسلحة أكبر.
ومن المؤسف أننا نعيش في عالم وزمن أصبح فيه تحديث الأسلحة النووية في صدارة نقاشات الأمن القومي. ومع ذلك، فهو شر لا بد منه، حيث يبني أعداء أمريكا بسرعة قدراتهم النووية الخاصة.
في الخلاصة تمثل القنبلة B61-13 خطوة مهمة نحو التحديث الذي تشتد الحاجة إليه للقوات النووية الأمريكية، من خلال الجمع بين القدرات عالية القوة وميزات السلامة المتقدمة، ومن المفترض أن تعزز هذه الأسلحة قوة الردع ضد أعداء أمريكا.