خاص - بين المفاوضات الأميركية-الإيرانية وزيارة عبّاس... الشرعية اللبنانية تتقدم وأبو ناضر يبشّر! - تقلا صليبا

  • شارك هذا الخبر
Friday, May 9, 2025

خاص "الكلمة أونلاين"

تقلا صليبا

فيما يتساءل كل لبناني اليوم عن مصير سلاح حزب الله، وفيما لاتزال الضربات الاسرائيلية تتوالى، بحجّة تدمير مخزن هنا، وضرب بنية تحتيّة هناك، لا ينسَ المطّلع على الملفّ اللبناني، أن في موازاة سلاح الحزب، يوجد أسلحة أخرى، ربّما تكون أشدّ ضررّا على الصحّة السياسية-الأمنية اللبنانية، وهي الأسلحة بيد الفلسطينيين، داخل المخيّمات وخارجها.

وعن هذا الموضوع، يسأل موقع "الكلمة أونلاين" السياسي والقائد السابق لحزب "القوات اللبنانية"، الدكتور فؤاد أبو ناضر، والذي عاصر الفترة الذهبية للسلاح الفلسطيني في لبنان، كما شهد على تسليم السلاح الميليشيات للدولة اللبنانية بعد مرحلة الحرب الأهلية، وكل ما تخلّلها من دويلات وأسلحة في قلب البلد، ويقول أبو ناضر أن تسليم السلاح الفلسطيني بدأ بالفعل، وبالرغم من تسليط الضوء على داخل المخيّمات، إلا أن البداية كانت حتى قبل وصول العماد جوزيف عون إلى بعبدا، حيث تمّ إخلاء مراكز خارج المخيّمات، تابعة لأحمد جبريل، في قوسايا مثلًا، وجرى سحب السلاح ومصادرته، وخضعت عندها هذه المجموعات المدعومة من نظام الأسد وحزب الله للدولة اللبنانية.


بالتوازي، يتحدّث أبو ناضر عن الزيارة المرتقبة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس إلى لبنان، والتي يُتوقّع أن يكون تسليم السلاح من أدسم مواضيعها، وبالرغم من وجود عدّة جهات فلسطينية "غير خاضعة" لسطة عبّاس، إلا أن التفاهمات ستحصل التدرّج، الواحد تلو الاخر، وصولًا إلى تسليم كامل، وقد ظهر "التعاون" الفلسطيني مع السلطة اللبنانية بأبهى حلله، بعد تسليم "حماس" لمتورّطين بإطلاق الصواريخ من لبنان باتّجاه اسرائيل، والتنصّل منهم واعتبار ما قاموا به عملًا فرديًا وقرارًا صادرًا عن مجموعة غير منضبطة، وهنا يؤكّد أبو ناضر أن هذه "فكرة غير قابلة للتصديق".

يتابع القائد السابق لـ"القوات" بالحديث عن زمن جديد، وتوجّه مختلف للدولة اللبنانية، حيث توجد إرادة حقيقية لـ"يمشي البلد"، ويكون لدى اللبناني دولة حقيقية تحكمه وتعطيه حقوق وواجبات بما يليق ويتلاءم مع الدستور والقوانين، لذلك يرى أبو ناضر أن ما كان سائدًا بالأمس، لم يعد مقبولًا اليوم، والسلاح سيُسلّم، وربما يبدأ بالسلاح الأجنبي، تحديدًا الفلسطيني، ويمتدّ لتسليم فعلي لسلاح حزب الله أيضًا، وتحوّله إلى حزب سياسي بشكل فعلي، ليتمّ التعامل معه على هذا الأساس، ويجزم أن "الحزب" هو فئة لبنانية كباقي الفئات، والتعامل معه – بعد تسليم السلاح – سيكون على هذا الأساس.

يُتابع أبو ناضر حول موضوع "الحزب"، فيرى أن الية التسليم غير واضحة حتى اليوم، وربما تتّضح أكثر مع استكمال المفاوضات الأميركية-الإيرانية، وبالرغم من حديث بعض قادة "الحزب" عن عدم تسليم، إلا أن الواقع يقول غير ذلك، فالجيش وكل القوى الأمنية، من القيادة حتى أصغر جندي، تقوم بعمل جدّي، وقد قدّمت بالفعل شهداء سقطوا خلال مداهمات المخازن التابعة لحزب الله، كما يؤدّون دورًا ممتازًا في تطبيق القرارات الدولية، ولو بطريقة تدريجية، وربما تكون هي الأفضل، لتفادي أي مواجهات.

بالإضافة إلى المخازن والأسلحة، كان للدولة اللبنانية عملًا جبّارًا على صعيد تولّي زمام الأمور في المطار والمرفأ والمعابر، الشرعية منها وغير الشرعية، ما يُثبت استيقاظ "الدولة" من ثباتها، بحسب أبو ناضر، وبالرغم من الانتظار الذي يعيشه لبنان والمنطقة، لكشف ما تخبئه الأحداث المتسارعة، لاسيما مفاوضات ترامب مع إيران، واتّجاه علاقته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يخشى من اتفاق أميركي-إيراني يضعف سطوته وينزله عن تولّي عرش المعادلة الإقليمية، إلا أن أبو ناضر يرى في الأمور إيجابية، ولو كانت مؤجّلة لوقت ليس ببعيد، ويختم حديثه بعبارة ويشدّد: "رايحين على خير".