صدر عن رئيس حزب حراس الأرز حركة القومية اللبنانية اتيان صقر البيان التالي :
تابعنا بقلقٍ وأسفٍ شديدين ما شهدته مؤخرًا محافظة السويداء في سوريا من اشتباكات طائفية دامية، أسفرت عن سقوط عددٍ كبيرٍ من الضحايا، وخلّفت جروحًا عميقة في النفوس. مشهدٌ يعيد إلى الأذهان ما حصل قبل أسابيع في الساحل السوري، ويشير إلى نمطٍ متصاعد من الاضطراب الأهلي الذي قد يمتد ويهدّد الاستقرار في سوريا والمنطقة عمومًا.
إنّ هذه الاضطرابات لا يمكن عزلها عن محيطها الجغرافي، لا سيما لبنان، الذي تجمعه بسوريا روابط جغرافية وسياسية متداخلة. ومن هذا المنطلق، فإنّ اللبنانيين يشعرون بقلقٍ مضاعف لأسبابٍ عدة، نذكر منها اثنين: 1. ما يجري على حدودنا الشمالية الشرقية ينعكس حتمًا على الداخل اللبناني، استنادًا إلى المثل الشعبي: “إذا جارك بخير، فأنت بخير”، خصوصًا أن لبنان يمرّ اليوم بظروفٍ مصيرية نتيجة الحرب الإسرائيلية – الإيرانية الدائرة على أرضه. 2. اللبنانيون، الذين خبروا طويلاً ويلات الحروب وتداعياتها المؤلمة، ينظرون بريبة إلى احتمال تمدّد هذه الأحداث إلى الداخل اللبناني، مما قد يفتح الباب، لا سمح الله، أمام موجاتٍ من الفوضى والفتن لا تُحمد عقباها، خاصةً في ظل وجود بؤر توتر عديدة في مجتمعنا قابلة للاشتعال في أي لحظة.
إنّ تجدُّد الاضطرابات الطائفية في مناطق مختلفة من سوريا يُضعف صورة النظام الحديث العهد، ويقوّض فرص إعادة الانفتاح العربي عليه، كما يُعيق مساعي رفع العقوبات الغربية والانخراط مجددًا في المنظومة الإقليمية والدولية.
نقول هذا الكلام حرصًا منا على نجاح هذا النظام، الذي وقفنا إلى جانبه في أحلك ساعات صراعه مع النظام “الأسدي” البائد، طالبين منه أن يبذل كل جهدٍ، بحكمةٍ وحنكة، لاحتواء هذه الفتنة، واستيعاب الأزمة، وإعادة الأمن والسلام إلى ربوع بلاده وشعبه.