في زمنٍ تتنازع فيه الأقطاب السياسية على النفوذ والمقاعد، تقف السيدة ميريام سكاف شامخة، ثابتة، لا تُهادن ولا تُساوم.
هي رئيسة الكتلة الشعبية، ابنة زحلة، ووريثة بيت سياسي ما اعتاد أن يركع. تسعى القوى كافة إلى استقطابها، إلى جرّها إلى لوائحهم، لا حبًا بها بل طمعًا برصيدها، وبرمزية بيت "سكاف" الذي لم ينكسر رغم كل العواصف.
لكنهم لا يقاتلونها فقط كزعيمة، بل كامرأة. يحاربونها لأنهم يخافون من أن تُثبت أن القيادة ليست حكرًا على الرجال، وأن البيت السياسي يمكن أن تقوده امرأة بكفاءة وحزم.
يتناتشون على اقتناص هذا البيت، كما يتناتش الذئب فريسته، ظانّين أن صمتها ضعف، وأن كرامتها قابلة للبيع. لكنهم نسوا أن زحلة امرأة، وأن الكرامة مؤنث، والحكمة مؤنث، والرؤية مؤنث...
وهل من رؤية أوضح من عين الأم؟ وهل من كرامة أرفع من موقف الأخت؟
وهل من حكمة أصفى من صوت الابنة؟
يا شباب زحلة، يا رجالها وشاباتها، من له أمٌ تحنو عليه، وأخت تشدُّ أزره، وابنة ترسم أحلامه، لا يجوز أن يصمت حين تُهاجَم امرأة فقط لأنها تجرأت على القيادة.
ادعموا ميريام سكاف لأنها لا تمثل نفسها فقط، بل تمثل كل زحلة، كل امرأة، كل حلم مقموع، وكل صوت مستبعَد.
قال السيد المسيح في الإنجيل:
"افعلوا بالناس ما تحبون أن يفعلوه بكم" (متى 7:12) — فهل نحب أن يُقصى أحباؤنا فقط لأنهم نساء؟