المجنسون الفلسطينيون في الجنوب: ما قصّتهم وكيف يصوّتون؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, May 7, 2025

عام 1994 مُنح نحو 20 ألف فلسطيني على الجنسية اللبنانية. وترجع أصول هؤلاء إلى منطقة الحولة، ويسكن معظمهم جنوب لبنان. وإذا كان من الصعب الحديث عن تصويت جماعي وموجّه، إلا أن القاسم المشترك بين جميع من تحدثت إليهم "المدن" من هؤلاء، هو أن الموقف من القضية الفلسطينية يأتي في صدارة تحديد الناخبين المجنّسين خياراتهم الانتخابية، لكن من دون إغفال الحديث عن الخدمات الشخصية والإنمائية، خصوصاً في الانتخابات البلدية الحالية. ويبدو الاختلاف واضحًا في الأداء الانتخابي بين المجنّسين في قضاء صور ونظرائهم في قضاء صيدا؛ إذ يغلب التشاور على مجنسي صور، من دون أن يعني ذلك التزامًا موحدًا، بينما يطغى الخيار الفردي على مجنسي صيدا.

البرج الشمالي والبرغلية
تتألف منطقة الحولة من 19 قرية، موزعة مذهبياً، وتُعد قرية الخالصة أكبرها. يقدر رئيس جمعية نادي الحولة محمود جمعة عدد المجنسين الفلسطينيين في مخيم البرج الشمالي بحوالي 8000 مجنس، وهم يشكلون ثلث السكان "وفي الدورة البلدية الماضية كان من بينهم 1200 ناخب من أصل 4605 المتواجدين على لوائح الشطب في البرج الشمالي. يُضاف إليهم المجنسون في حي صلحة الملاصق للمخيم، حيث تقع مدرسة فلسطين التي تعرضت للاستهداف خلال العدوان الأخير. أما اليوم فقد يبلغ عدد الناخبين في المخيم، ممن ينتخبون في المنطقة حوالي 1500 ناخب. يُضاف إليهم ناخبون يمارسون حقهم الانتخابي في البرغلية أو البازورية أو صور أو صيدا وغيرها".

أضاف عضو المجلس البلدي الحالي أنه في الجولة الماضية "تمثّل المخيم بعضوين في المجلس البلدي، وقد توفي أحدهما قبل سنوات، وهو كامل فياض دحويش، إضافة إلى تمثيل حي صلحة بعضو واحد. وتُعتبر نسبة تمثيل المجنسين في المخيم غير كافية، ونخوض مفاوضات جدية ليصبح تمثيل المخيم أربعة أعضاء، من أصل 15 عضواً، إضافة إلى مختار". أمّا بالنسبة لتوجهات الناخبين فيقول "هناك شعور عام وإجماع بأن الموقف من القضية الفلسطينية هو الأساس. ومع ذلك هناك رأي موازٍ، يقول إنه طالما ذلك يحظى بالتأييد الكامل من المجنسين الفلسطينيين، فلماذا لا يكون هناك نضال اجتماعي لتحقيق ما أمكن من مكاسب خاصة بالمجنسين وسكان المخيم؟ وبكل الأحوال مهما تباينت الآراء، لا يمكن الابتعاد عن خيار المقاومة".

وعمّا قدّمه الممثلون الفلسطينيون لأهالي المخيم يجيب جمعة: "نحن حافظنا على التواصل مع الجوار اللبناني، وهذا مهم على صعيد تمتين العلاقات. وكنا لفترة نعقد لقاءات دورية بين المجلس البلدي وأهالي المخيم بداخله، في محاولة لإيجاد حلول لبعض القضايا الإنمائية، إلا أن فصائل احتجت بذريعة النيل من دورها". ويتابع "رغم الأزمة المالية التي ألمّت بلبنان، وأعاقت الكثير من المشاريع، إلا أننا استطعنا تقديم بعض الخدمات لأهالي المخيم، مثل تعبيد طرقات، صيانة محطات كهرباء، تقديم بعض الخدمات الطبية وغيرها".

ويلفت إلى أنه من بين سكان المخيم هناك 600 ناخب مدرجون على لوائح الشطب التابعة لبلدة البرغلية. وبعد مفاوضات، تم التوافق على لائحة فازت بالتزكية، يكون للمجنسين فيها مختار وعضو مجلس بلدي (البرغلية)، وعضوا مجلس بلدي من المجنسين المقترعين في القاسمية التابعة لها، ليصبح عدد الأعضاء من المجنسين الفلسطينين ثلاثة أعضاء، إضافة إلى مختار واحد.

غير القاطنين في صيدا
الجزء الأكبر من المجنسين الفلسطينيين في صيدا جاء إلى المدينة بعد تدمير مخيم النبطية (1974) ومخيم تل الزعتر (1976). وقد سكنوا بداية مخيم عين الحلوة، و"خان القشلة" ومعمل الصابون في صيدا القديمة. وفي عام 1994، أخلت السلطات اللبنانية الخان والمعمل من المهجرين، وأسكنتهم في مجمّع ببستان اليهودي في مخيم عين الحلوة شيدته الأونروا. يقول محمد الأحمد في حديث لـ "المدن" إنه قبل عشر سنوات، كان يسكن المجمّع حوالي 500 نسمة، نصفهم تقريباً حصل على الجنسية الفلسطينية. ويُشار إلى أن الكثير من أهالي قرى الحولة لم يحصلوا على الجنسية اللبنانية بسبب التأخّر بتقديم طلبات الحصول عليها. ويقدّر الأحمد عدد المجنسين في مخيم عين الحلوة بحوالي ألف شخص.

أما بالنسبة لعدد الناخبين المجنسين الفلسطينيين في صيدا كلها، فيقدّره بنحو 4000 صوت "لكنهم ليسوا جميعاً يسكنون المدينة، فبالإضافة إلى المخيم، هناك من يسكن بيروت، أو وادي الزينة أو شحيم وغيرها. أما سكان مدينة صيدا من المجنسين الفلسطينيين، فهم موزعون بشكل رئيسي، حسب لوائح الشطب، على أحياء السراي والسبيل والوسطاني في مدينة صيدا".

ويرى أنه "لا خلاف حول أن القضية الفلسطينية حاضرة في خيارات الناخبين المجنسين، لذلك تجد جميع المرشحين عند زيارة هؤلاء الناخبين يتحدثون عن تبنيهم للقضية، ويشيدون بالمقاومة الفلسطينية، لكن بما أن الموقف يحظى بإجماع المرشحين في صيدا، فيبقى همّ الناخب الأساسي المنفعة الشخصية المباشرة غالباً، والحصول على الخدمات. والأصوات في الغالب موزعة بين الحريري وسعد والبزري، مع أرجحية نسبية لما تقرره بهية الحريري، الأكثر قدرة على إدارة هذا الملف، لا سيما وأنها عينت منذ سنوات مندوباً دائماً لها لمتابعة حاجات المجنسين. أما في هذه الانتخابات، وبسبب عدم مشاركة الحريري، من المرجح أن تحظى قوى منافسة بحصة أكبر من أصوات المجنسين".

أحمد الحاج علي
المدن