خاص - 4 أحداث كبرى خلال أسبوع ترسم ملامح "لبنان الجديد" - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, February 22, 2025

خاص الكلمة أونلاين

بولا أسطيح

تتسارع الاحداث لبنانيا وبشكل غير مسبوق مؤسسة للبنان جديد. فخلال اسبوع واحد شهد البلد اكثر من تطور وحدث يمكن البناء عليه لتبيان مصير ملفات كبرى اعتقد كثيرون ان حلها قد يستلزم سنوات.

الحدث الاول كان المواجهة المباشرة الاولى بين الجيش اللبناني وحزب الله على خلفية اقدام الاخير على اقفال طريق المطار بعد منع طائرتين ايرانيتين من الهبوط فيه وما تلاه من اعتداء على قوات "اليونيفيل". جهود كثيرة بُذلت ولا تزال لاحتواء نتائج هذه المواجهة في ظل دفع أميركي واسرائيلي واضح لقيام الجيش اللبناني بنزع سلاح حزب الله. وهو ما ورد صراحة على لسان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه مؤخرا وزير الخارجية الاميركية ماركو روبيو حين شدد على ضرورة نزع سلاح حزب الله، قائلا إنه يفضل أن يتم ذلك بواسطة الجيش اللبناني.

ويبدو واضحا من خلال اللقاءات التي عقدها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام هذا الاسبوع مع مسؤولين دوليين ان المجتمع الدولي وبالرغم من انفتاحه الكبير على العهد الجديد الا انه لن يتسامح او يتساهل معه بكل ما له علاقة بتطبيق القرارات الدولية والاصلاحات. حتى ان هناك جوا بدأ يتداول دوليا بمساع اسرائيلية، يقول انه لن يكون هناك انسحاب اسرائيلي من المواقع اللبنانية المحتلة حتى نزع سلاح حزب الله شمال وجنوبي الليطاني.

اما التطور الثاني الذي لحظه الأسبوع الفائت ومن المفترض التوقف عنده، فهو رمي امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم كرة اعادة الاعمار في ملعب الدولة المفلسة عمليا وبالتالي التنصل من كل الوعود التي أُطلقت خلال الحرب. وقد أتى رد رئيس الجمهورية غير مباشر، حين قال ان عملية إعادة الإعمار مشروطة بالإصلاحات ومحاربة الفساد، ما يعني ان عودة الناس الى بيوتها باتت في مهب الريح. ولعل ما يؤكد ذلك هو ما تحدث عنه وزير المال ياسين جابر بعد اجتماع شارك فيه هذا الاسبوع ترأسه رئيس مجلس الوزراء نواف سلام مع وفد من البنك الدولي، بحيث تم التداول بدراسة اولية لمشروع اعادة الاعمار تتركز بشكل أساسي على البنى التحتية وإزالة الركام، وهو مشروع يستلزم تمويلا قدره مليار دولار. ما يعني ان المتداول راهنا هو حصرا مشاريع تلحظ ازالة الركام واصلاح البنى التحتية.

ونصل للتطور الثالث البارز جدا. فنجاح الحكومة باسقاط مصطلح "المقاومة" من البيان الوزاري للمرة الاولى منذ سنوات طويلة بغياب اي رد فعل من حزب الله، مؤشر بالغ الاهمية وهو قد يكون خطوة اولى باتجاه معالجة ملف سلاح الحزب بالكامل.

وقد يكون الحدث الرابع المرتبط بامتناع اسرائيل عن الانسحاب من ٥ مواقع لبنانية على الاقل، الحدث الابرز الذي يفترض التوقف عنده بحيث يشكل صفعة كبيرة للبنان الرسمي والعهد الجديد. وفي ظل الخيارات الضيقة وإعلان الرئيس عون ان خيار الحرب لا يُفيد وانو سيتم العمل بالطرق الديبلوماسيّة للتحرير، ستكون الدولة اللبنانية امام امتحان كبير مع تبلور توجه لدى حزب الله للوقوف وراء الدولة راهنا على قاعدة "مجبر اخاك لا بطل".