خاص- هل تلقى الحزب ضمانات إسرائيلية بعدم حصول اعتداء في يوم تشييع "السيد"؟- إيمان شويخ
شارك هذا الخبر
Saturday, February 22, 2025
خاص- الكلمة أونلاين
إيمان شويخ
تتجه الأنظار إلى الحدث التاريخي بالنسبة للشيعة عموماً وحزب الله خصوصاً، المتمثل بتشييع الأمين العام السابق لحزب الله، السيد حسن نصر الله، يوم الأحد الثالث والعشرين من شباط/فبراير. يُذكر أن السيد نصر الله استشهد بغارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية قبل حوالي خمسة أشهر، مما أحدث صدمة لجمهوره الذي لم يصدق غالبية منه الخبر، بينما بقي كثيرون يعتقدون أن السيد نصر الله سيظهر بعد انتهاء الحرب ويفاجئ الجميع. وقد زاد من هذه المعتقدات الشعبية الكبيرة التي حظي بها نصر الله لدى جمهور الثنائي الشيعي عموماً، ومحور الممانعة في دول إيران والعراق واليمن وغيرها، إلى حد اعتباره الإمام المهدي المنتظر من قبل البعض، فيما اعتبر جمهور المحور خليفته، السيد هاشم صفي الدين، الذي كان رئيسًا للمجلس التنفيذي لحزب الله، رفيقًا لنصر الله في درب المقاومة والشهادة.
هذه المعتقدات تؤثر على تفكير جمهور حزب الله باستثناء قلة قليلة، لكن الواقع يشير إلى أن الثالث والعشرين من شباط 2025 هو موعد تشييع السيد حسن نصر الله وخليفته السيد هاشم صفي الدين، الذي اغتيل بعده بأيام. يحمل هذا الحدث رمزية كبرى بعد الانتكاسات التي حلت بحزب الله، بدءًا من تفجيرات البيجر التي كسرت قواعد الاشتباك، واغتيال السيد نصر الله، وصولاً إلى حرب شاملة مع إسرائيل هي الأكبر من حيث الخسائر البشرية والمادية في تاريخ لبنان. "إنا على العهد" هو الشعار الذي اختاره حزب الله لهذا اليوم للتعبير عن تجديد البيعة لحزب الله ومقاومته، والتي يعارضها فئة من الشيعة، وغالبية القوى المسيحية وبعض السنة.
مصادر مقربة من حزب الله تحدثت لموقع الكلمة أونلاين، معتبرة أن التشييع هو تأكيد على خيار المقاومة وتحديدًا في وقت حساس شهدت فيه المنطقة تغيرات كبيرة. و اعتبرت المصادر أن هذه المناسبة استفتاء شعبي ضد الرهانات على أن "المقاومة" تراجعت، مما يدفع جمهور حزب الله إلى الإصرار على المشاركة في يوم التشييع، واعتبار المناسبة رسالة ذات أبعاد سياسية وشعبية.
تحيط بهذا اليوم مخاوف عديدة، إذ تشير المصادر إلى أن إسرائيل لا تريد لهذا اليوم النجاح بسبب التحدي الذي سيشكله على سرديتها بأن الدعم الشعبي لحزب الله تراجع. و تتوقع المصادر أن تتجنب إسرائيل الاعتداء خلال التشييع لتفادي تداعيات كبيرة، مع أخذ الاحتياطات الأمنية القصوى من قبل حزب الله والأجهزة الأمنية اللبنانية. فهل تلقى حزب الله ضمانات من خلال القنوات الأمريكية أو الفرنسية، خصوصًا بعد تصريح السيناتور الأمريكي روني جاكسون خلال زيارته لرئيس الجمهورية جوزيف عون بتمنياته لمرور المناسبة دون مخاطر أمنية.
ويعتبر المصدر أن الحرب النفسية الدائرة تهدف لإضعاف وهج المناسبة، عبر تحذيرات الإدارة الأمريكية من خلال سفارتها في لبنان لشخصيات سياسة بعدم المشاركة. غير أن الأعداد المرتقبة للمشاركين من المتوقع أن تفوق المليون شخص، مع وفود تأتي إلى لبنان من الداخل والخارج، مما يعكس شعبية "المقاومة" وشخصية السيد حسن نصر الله حسب المصدر.
إذًا، هو اختبار للحزب، فهل سيعيد جزءًا من صورته لدى جمهوره؟ وهل سيجيب على تساؤلات مناصريه بشأن سوء التقدير الذي أدى لاستشهاد من يعتبرونه إمامًا لهم؟!