خاص - الأطماع التاريخية لسورية بلبنان - المحامي فؤاد الأسمر
شارك هذا الخبر
Saturday, February 15, 2025
خاص - الكلمة أونلاين
المحامي فؤاد الأسمر
يسجل الرئيس كميل نمر شمعون مواقف الخبراء الدوليين في شؤون الشرق الأوسط، الذين التقاهم في منتصف القرن الماضي، وأبدوا مخاوفهم من الأطماع السورية التي ستبقى تلاحق لبنان وتهدد أمنه واستقراره في المستقبل.
ففي الواقع ان سوريا لطالما اعتبرت لبنان جزءًا منها، وقد عمد السوريون، في مناسبات عدة سابقاً، إلى رسم خريطة سوريا ضمنها الأراضي اللبنانية كتابعة لها. كما طالبت سوريا في المنتديات الدولية باستعادة المناطق التي ضُمّت إلى جبل لبنان في العام ١٩٢٠. وقد قابل ذلك معارضة لبنانية كان أهم أعلامها البطريرك الياس الحويك.
خفتت حدّة المطالب السورية بظل الانتداب الفرنسي وخلال الاضطرابات التي عاشتها لفترة من الزمن، لتعود وتنشط مع حكم حافظ الاسد الذي ساهم باشعال الحرب اللبنانية ومن ثم سارع إلى إرسال جيشه في العام ١٩٧٦ واحتلال غالبية الأراضي اللبنانية، وضمّها إلى سلطته الفعلية.
والواقع ان لبنان، تحت سلطة الاسد، كان بمثابة ولاية سورية يحكمها أزلام هذا النظام وتتبع لقراره السياسي والأمني. وقد استمرّت أطماعه وتدخله بالشؤون اللبنانية لحين سقوطه في نهاية العام ٢٠٢٤ حيث عادت لتُطرح من جديد العلاقة الملتبسة بين البلدين وقضيّة المناطق التي تُعتبر مسلوخة عن سوريا، علاوة على الصدامات الحدودية التي تنذر بامتدادها إلى العمق اللبناني وتهديد وحدته.
إن هذه المسألة، البالغة الخطورة على لبنان، من الضروري حلّها، فهل ينجح البلدان بذلك كما وترسيم كامل الحدود نهائياً بينهما وضبطها، أم أنه تنتظرنا مفاجآت خفيّة؟