خاص- هل تنقذ الفيدرالية لبنان وسوريا من التقسيم؟-المحامي فؤاد الأسمر
شارك هذا الخبر
Saturday, February 8, 2025
خاص- الكلمة أونلاين
المحامي فؤاد الأسمر
على إثر سقوط حكم الأسد استفاقت سوريا على مجموعة من الصراعات والعداوات كانت خافتة تحت رماد النظام القمعي الديكتاتوري. أولى الصدامات ابتدأت بين هيئة تحرير الشام بثقلها السني ضدّ الثقل الكردي المتمثل ب "قسد". وبينما يعاني الثقلين المسيحي والعلوي من التقوقع والخوف على الهوية والمصير، باتت السويداء وجبل حوران، في الجنوب السوري، جاهزين لإعلان استقلالية الكونتون الدرزي. وتنذر المعارك الحدودية بين القوات السورية والعشائر الشيعية اللبنانية باصطفافات وتحالفات جديدة عابرة للحدود بين المناطق والمذاهب في لبنان وسوريا واصطدامها ببعضها البعض. مما لا شك فيه أن كرة النار مرشحة للتدحرج والاتساع لتشمل مناطق عديدة لاسيما منها التي تعاني من الأحقاد والعصبيات المختلفة وتلك التي من مصلحة حزب ايران إشعالها تهرباً من موجباته بتسليم سلاحه. كما سيدخل حكماً النازحون، والمناطق المسلوخة عن سوريا، وقضايا الأقليات المهمَّشة والمضطهدة، وسواها من عقد وحسابات قديمة - جديدة، طرفاً في الحروب على أرضية هشّة تؤشر الى التقسيم الحتمي للبلدين. نحن أمام محكّ بالغ الخطورة يفرض علينا لزوماً مواجهته عبر ضبط الحدود وترسيمها، والمسارعة إلى إصلاحات دستورية تحترم التمايز وتحمي الهويات الثقافية المتعددة عبر تبنّي النظام الاتحادي في كل من الدولتين، وصولاً إلى معالجة القضايا العالقة بينهما وعلى رأسها الحدود والنزوح والمطامع التاريخية السورية بلبنان. فهل ينجح كل من لبنان وسوريا بحماية كيانهما عبر إقرار النظام الفيدرالي أم أن التقسيم بات حتمياً؟