خاص -اي خيارات للحزب للرد على أورتاغوس؟! - - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, February 8, 2025

خاص الكلمة اونلاين

بولا اسطيح

تُدرك قيادة حزب الله تماما الا خيارات كثيرة امامها للرد على تصريحات المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس خارج اطار التحرك الرمزي الذي حصل على طريق المطار كما المواقف المستهجنة والتي ستتوالى في الايام المقبلة. لا استدعاء السفيرة الاميركية للاحتجاج على ما ورد على لسان اورتاغوس وارد، ولا تحميل رئيس الجمهورية اي مسؤولية في هذا المجال مصلحة للحزب الذي آخر ما يريده راهنا الاقرار بأنه اوصل الى قصر بعبدا رئيسا يناقض مشروعه وسيعمل على وضع اسس "لبنان الجديد" الذي لم يتأقلم بعد مع متطلباته.

قد يحاول الحزب تصوير الحشد الذي يسعى ليكون غفيرا جدا في تشييع امين عام الحزب السيد حسن نصرالله بمثابة رد على أورتاغوس، لكن المظاهر شيء والوقائع على الارض شيء آخر تماما. اذ تشير مصادر واسعة الاطلاع الى ان "الحزب يدرك تماما انه فقد قوة ردعه كما اي قوة تخوله خوض معركة جديدة مع اسرائيل، والا لما كان سكت على الاستفزازات الاسرائيلية المتواصلة وليس آخرها عمليات القصف المكثفة التي نفذها الطيران الحربي المعادي شرقا وجنوبا"، قائلة:"حتى الرد الرمزي على هذا التمادي لم يحصل لأن الرسائل التي وصلته واضحة تماما وحاسمة ومفادها ان اي رد وايا كان شكله وحجمه قد يستدعي حملة عسكرية جديدة على الحزب للقضاء على ما تبقى منه مع ما يعنيه ذلك من موجة جديدة من التهجير والدمار لا يمكن لبيئته ان تستوعبها".

ويعول الحزب على المساعي والجهود الدبلوماسية التي يتولاها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون لضمان التزام اسرائيل بمهلة 18 شباط للانسحاب من القرى والبلدات التي لا تزال تحتلها، وهو يدرك ان فشل هذه المساعي قد يؤدي لجره جرا الى حرب جديدة لا يريدها تماما كما لم يكن يريد الحرب الموسعة التي انطلقت في ايلول الماضي. وتعتبر المصادر ان قيادة الحزب تنكب على اخذ العبر من الحسابات الخاطئة السابقة كي لا تكررها. هي تعي ان ثمن السكوت والرضوخ باهظ شعبيا لكن وفي ميزان الربح والخسارة، تدرك ان الخسائر ستكون وجودية في حال اللجوء الى خيارات عسكرية".

بالمحصلة، ان سياسة ضبط النفس كانت وستبقى العنوان الابرز لكيفية تعامل حزب الله مع المرحلة..تماما كما يمارس ضبط النفس بوجه الخروقات المتواصلة لاتفاق وقف النار، سيتبع السياسة نفسها بالتعامل مع الاستفزازات الاميركية التي قد تتصاعد مع مرور الوقت.. هذه السياسة ستنسحب كذلك على تعامله مع قوى الداخل اللبناني.. لان ما ينكب حزب الله على التعامل معه هو الحفاظ على وجوده..لذلك فان كل ما يستلزمه ذلك ومهما كان مرا سيتجرعه راضياً.