وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة، محمّلا بملفات شائكة أبرزها الحرب على غزة، المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتوتر المتصاعد مع إيران.
وبين ما يريده نتنياهو وما يستطيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقديمه، تبرز خلافات جوهرية قد تعيق تحقيق أي تقدم حقيقي.
رهانات نتنياهو بين التطبيع وإيران
يواجه نتنياهو ضغوطا كبيرة من اليمين المتطرف، الذي يطالب بإنهاء أي جهود للتهدئة والعودة إلى التصعيد في غزة.
وشدد عضو الكنيست إيتمار بن غفير على ضرورة أن يعود نتنياهو "بنصر كامل"، محددا معايير النصر باستئناف العمليات العسكرية ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وحتى تشجيع الهجرة القسرية للفلسطينيين من القطاع.
لكن في المقابل، يسعى نتنياهو لتحقيق إنجاز دبلوماسي يُسهم في بقائه السياسي، وأبرز أوراقه في هذا السياق هي التطبيع مع السعودية.
غير أن العقبة أمامه تكمن في المطالب السعودية، التي وضعت شروطا واضحة تتعلق بالقضية الفلسطينية، ما يصطدم برفض اليمين الإسرائيلي لأي تنازلات للفلسطينيين.
ترامب.. حسابات انتخابية ومواقف متقلبة
أما ترامب، فرغم تحالفه التقليدي مع إسرائيل، إلا أن موقفه الحالي أكثر تعقيدا.
ويرى الباحث في معهد ترومان للسلام روني شاكيد خلال حديثه لسكاي نيوز عربية أن "ترامب الحالي مختلف عن ترامب 2017، فهو يركز الآن على علاقاته مع السعودية بدلا من الانخراط في الصراع بغزة".
ويفسر هذا التوجه بحسب شاكيد لماذا لم يمنح ترامب حتى الآن دعما غير مشروط لنتنياهو في مطالبه.
من جهة أخرى، لا يبدو أن ترامب متحمس لمواجهة مباشرة مع إيران، على عكس رغبة نتنياهو.
فرغم حديثه المتكرر عن "ضرورة كبح نفوذ طهران"، إلا أن خطواته الفعلية تعكس ترددا في الانجرار نحو تصعيد عسكري قد يضر بمصالحه الانتخابية.
تصاعد العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية يعكس نوايا تل أبيب في عرقلة أي تقدم حقيقي نحو وقف إطلاق نار طويل الأمد.
ورغم المساعي الدولية لإحياء المفاوضات، فإن غياب الثقة بين الأطراف يعقّد فرص نجاحها.
ووفق شاكيد فإن "تحقيق شرق أوسط جديد يتطلب إعطاء الأمل للفلسطينيين والإسرائيليين معا"، لكنه يعرب عن تشاؤمه بشأن إمكانية تحقيق ذلك في ظل القيادة الحالية.
ويضيف أن "السلام مع السعودية والإمارات والأردن ومصر لا يكفي لتحقيق الاستقرار، إذ تبقى التحديات قائمة ما لم يتم التعامل مع القضية الفلسطينية بجدية"