الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات تخريب قبل انسحابه من مواقع في القنيطرة
شارك هذا الخبر
Monday, February 3, 2025
انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مبنيي المحافظة والمحكمة في محافظة القنيطرة جنوب غربي سوريا، ومعظم المناطق التي دخلتها، بعد عمليات توغل وتمركز في موقع «التلول الحمر» في ريف القنيطرة، وسيطرة جزيئة على مدينة البعث، وتثبيت أكثر من 12 نقطة عسكرية عند تلاقي مثلث أرياف درعا والقنيطرة وريف دمشق جنوب سوريا. وفي اتصال عبر خاصية الفيديو، قال مختار بلدة الرفيد في ريف القنيطرة عمر إسماعيل الذي جال بعدسة الكاميرا في المبنيين اللذين انسحب منهما جيش الاحتلال الإسرائيلي، لمعاينة الأوضاع في ريف القنيطرة، لـ «القدس العربي» إن جيش الاحتلال انسحب بشكل كامل من مبنيي المحافظة والمحكمة، كما انسحب بشكل جزئي من بلدة الطرنجة وغيرها، بينما حافظ على مواقعه في كل من جبل الشيخ، وتل أحمر الغربي، وجباتا الخشب، ونقطة عسكرية غرب بلدة الحميدية.
دمار واسع
وعاين مختار البلدة، عبر عدسة الهاتف المحمول دمارا واسعا في مكاتب مبنى المحافظة، وتكسيرا للأثاث، فضلا عن إتلاف منظم للملفات، وإحراق الأجهزة الإلكترونية والحواسيب. يتضح من الصور أن الجيش الإسرائيلي خرب مبنى المحافظة والمحكمة ومعداتها وأحرق الأوراق. كما أحرق سيارات، وكتب عبارات بالعبرية على جدران المباني، وجرف المنطقة المحيطة بمبنى المحكمة ومقر المحافظة قبل انسحابه. وفي حديث للأناضول، قال جاد الله حمود، أحد سكان بلدة خان أرنبة في القنيطرة إن «قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت مقر المحافظة ومبنى المحكمة كنقطة استراتيجية لها». وأوضح أن المزاعم حول وجود قوات إيرانية وعناصر من حزب الله في المنطقة لا أساس لها من الصحة. وذكر أن المحكمة كانت تحتوي على وثائق رسمية لأهالي المنطقة إضافة إلى وثائق لقضايا قديمة. وأشار إلى أن مستوى التخريب في مبنى المحكمة كان كبيرا، وقال إن الوثائق الرسمية تناثرت في الطرقات. وأضاف: «هذا تدمير ممنهج من الاحتلال، لا عجب أن يمارس من قتل الأطفال في غزة مثل هذا الإرهاب والاحتلال في المحكمة ومقر المحافظة». مصدر عسكري قال لـ «القدس العربي» انسحبت القوات الإسرائيلية من مبنى المحافظة والمحكمة في مدينة القنيطرة تاركة وراءها دمارا شاملا طال المعدات والأوراق والأجهزة التي كانت موجودة داخل المبنى، حيث تم إحراقها بالكامل. ومع ذلك، لا تزال القوات الإسرائيلية تتمركز في ثماني نقاط استراتيجية في المنطقة، مما يشير إلى استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في أجزاء من الجولان. ولفت إلى أن جيش الاحتلال انسحب من كامل المواقع التي دخل إليها، باستثناء تل أحمر الغربي جنوب القنيطرة، وسفح جبل الشيخ. وعن المواقع العسكرية التي لم تزل تتمركز فيها قوات الاحتلال، قال المصدر: النقاط العسكرية الإسرائيلية الحالية هي نقطة في قرص النفل تقع شمال غرب بلدة حضر، ونقطة في تلول الحمر تقع شمال شرق بلدة حضر، وموقع عسكري، في المحمية الطبيعية في جباثا الخشب بالقرب من برج الزراعة، وموقع شمال شرق بلدة الحميدية، إضافة إلى نقطة جنوب غرب سد المنطرة (أم العظام) ونقطة في تل أحمرغربي جنوب بلدة كودنة، إضافة إلى جبل الشيخ (جبل الحرمون) ومدينة القنيطرة المهدمة في مبنى العلاقات العامة سابقًا، والذي يُعرف الآن بالبرج التابع للقنيطرة المهدمة. وأضاف: هذه النقاط تم إنشاؤها حديثًا وتتمتع بتحصينات عسكرية قوية، مما يعكس استراتيجية إسرائيلية لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة. يتخوف أهالي المنطقة من أن يكون التوغل الإسرائيلي احتلالا دائما. وحسب مصادر عسكرية في تل أبيب، فإن الجيش الإسرائيلي شرع بتحويل المواقع العسكرية السورية، التي احتلتها الكتيبة 101 من وحدة المظليين، إلى مواقع عسكرية إسرائيلية. كما أكدت تقارير عبرية أن الجيش الإسرائيلي عمل خلال حملاته العسكرية في سوريا، على تأسيس بنية تحتية لوجيستية شاملة، تضم حاويات تحتوي على خدمات مثل الحمامات، والمطابخ، وحتى المكاتب الخاصة بالضباط، كما يتوقع أن يشمل هذا التوسع أعمدة اتصالات. وبدأت التوغلات العسكرية البرية داخل الأراضي السورية منذ أواخر العام 2022، وبلغت ذروتها في اليوم الذي أعقب سقوط النظام في قمة جبل الشيخ والسيطرة عليها. وأدت إلى سيطرة الجيش الإسرائيلي على مساحة تصل إلى 600كم2، بنسبة تصل إلى حوالي 1٪ من مساحة الأراضي السورية، وتتوزع على محافظات ريف دمشق ودرعا والقنيطرة، وتضم قرى وتلالا وموارد طبيعية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي بعد سقوط النظام أنه نفذ أكبر عملية جوية في تاريخه ضد مقدرات الجيش السوري. كما شن مجموعة من الغارات حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» شملت المطارات الحربية وما تحتويه من مستودعات وأسراب طائرات، ومنظومات دفاع جوي ورادارات ومحطات إشارة عسكرية، ومستودعات أسلحة وذخائر، ومراكز أبحاث علمية. كما استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية معامل الدفاع ومبنى البحوث العلمية قرب مدينة السفيرة بريف حلب الشرقي، بهدف تدمير الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة في جميع أنحاء سوريا «صواريخ أرض جو ـ صواريخ أرض أرض ـ الصواريخ البحرية» حسب تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس. وفي السويداء القريبة، طالب متقاعدون عسكريون في السويداء، الحكومة السورية المؤقتة بدمشق، بصرف رواتبهم ومستحقاتهم المالية. وخرج العشرات من المتقاعدين من عناصر الشرطة والجيش والضباط وصف الضباط، في وقفة احتجاجية نظمها بعض العسكريين منهم، أمام مبنى المحافظة في السويداء، جنوبي سوريا. ورفع المحتجون لافتات كتبوا عليها «الرواتب هي حق مشروع وإيقاف صرفها هو سلب للحقوق وجريمة بحق الإنسانية». كما دعا المحتجون الحكومة السورية المؤقتة بإيجاد حلول سريعة، وصرف رواتبهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. ريان معروف مدير شبكة السويداء 24، قال في اتصال مع «القدس العربي» إن المكلف بتسيير شؤون المحافظة، الدكتور مصطفى بكور، اجتمع الإثنين، مع جمع غفير من عناصر الشرطة والجيش والضباط وصف الضباط المتقاعدين، وذلك بعد تظاهرهم أمام مبنى المحافظة للمطالبة بصرف رواتبهم التي توقفت بموجب القرارات الأخيرة. واستمع بكور إلى مطالب المحتجين، مؤكداً أنه سينقلها إلى الجهات المعنية للعمل على إيجاد حلول مناسبة. وقال: كان المتظاهرون قد عبروا عن استيائهم من انقطاع رواتبهم، مشيرين إلى أن هذا الإجراء أثّر سلباً على أوضاعهم المعيشية، وطالبوا بضرورة الإسراع في إيجاد حل.
حملة أمنية
وفي دير الزور، شرقي سوريا، قال مدير إدارة الأمن العام في محافظة دير الزور، إن وحدات الأمن العام نفذت أمس حملة أمنية في مدينة دير الزور استهدفت فلول النظام البائد، بالإضافة إلى بعض الخارجين عن القانون وتجار المخدرات. وقال مدير إدارة الأمن العام في المحافظة دير الزور، إن الحملة أسفرت عن توقيف عدد من الأشخاص، وضبط أسلحة حربية كانت بحوزتهم، حيث سيتم تحويلهم إلى قسم التحقيق، ومن ثم إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، لافتا إلى مواصلة العمليات الأمنية في محافظة دير الزور «لملاحقة المجرمين المتورطين في تعذيب أهلنا» مؤكدا «الضرب بيدٍ من حديد كل من يحاول العبث بأمنهم واستقرارهم». مدير شبكة أخبار «شرق نيوز» المعنية بنقل أخبار المحافظات الشرقية من سوريا، فراس علاوي، قال في اتصال مع «القدس العربي» إن الأمن العام، نفذ صباح الإثنين حملة مداهـمات واسعة في مدينة دير الزور، استهدفت بقايا قوات الأسد. وأسفرت العملية عن اعتقال 31 من أصل 32 هدفاً تم تحديدهم مسبقاً، وتأتي هذه الحملة ضمن الجهود المستمرة لملاحقة خلايا النظام في المنطقة. إنزال في دير الزور تزامنا، اعتقلت قوات التحالف الدولي عبد عواد العاصي خلال عملية إنزال جوي في قرية النملية بريف ديرالزور الشمالي، وهو من أهالي القرية ذاتها. وفي المقابل، تواصل «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) تنفيذ حملات الدهم والاعتقال في مناطق شرقي سوريا، حيث طالت خلال الـ 24 ساعة الفائت عدة أماكن في محافظة الرقة. وحسب شبكة «الخابور» الإخبارية المحلية فإن «قسد» داهمت عدداً من أحياء مدينة الرقة واعتقلت عدداً من الشبان دون معرفة التهم الموجهة إليهم، تزامناً مع سماع إطلاق نار كثيف في أنحاء المدينة. كما اعتقلت شاباً في ريف الحسكة، «ينحدر من قرية الصابرية وذلك بسبب قوله أثناء رفع العلم السوري في مظاهرة للميليشيا إن «هذا العلم كويس». مدير شبكة «الخابور» إبراهيم الحبش قال في تصريح لـ «القدس العربي» إن هذه الحادثة هي الثانية من نوعها، حسب المصدر، إذ سبق وأن رفضت «قسد» الكشف عن مصير الشاب عدي عدنان العلي من أهالي حي غويران والذي تم اعتقاله من قبل الميليشيا مع العشرات من شبان الحي في 12 كانون الأول الماضي بتهمة رفع العلم السوري. وكان وفد من ذوي المعتقلين والشخصيات الاجتماعية قد التقى في وقتٍ سابق، بقياديين من مكتب علاقات «قسد» في الحسكة، وذلك للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين أو الكشف عن مصيرهم، ولكن طلبهم جوبه بالرفض بذريعة ارتباط المعتقلين بتركيا والجيش الوطني.