التلغراف- قنبلة داعش الموقوتة تهدد بالفوضى في الشرق الأوسط

  • شارك هذا الخبر
Saturday, February 1, 2025

حذرت صحيفة التلغراف البريطانية من أن "قنبلة داعش الموقوتة" تهدد بالفوضى في الشرق الأوسط، وذلك في تحليل مطول للكاتبة ليز كوكمان، من الحسكة في إقليم شمال وشرق سوريا.

ودخلت ليز إلى مخيم الهول، الذي يضم عائلات مقاتلي تنظيم الدولة، وتحرسه قوات سوريا الديقراطية (قسد) ذات الأغلبية الكردية، وتصف من بداخله بأنهم "أكبر تجمع لبقايا دولة الخلافة الدموية التي حكمها داعش ذات يوم".

ونقلت ليز تحذيرات قوية من أن مخيم الهول وغيره مثل مخيم روج الأصغر في الشمال وسجون أخرى غير معروفة تضم آلاف "الإرهابيين الموالين للتنظيم"، الذي ما زال "متعطشاً للدماء" - على وشك الانهيار.

وقالت إنه منذ سقوط داعش قبل ست سنوات، لم تجد الحكومات الأجنبية حلاً طويل الأجل للمشاكل الأمنية وخطر عودة التنظيم، وذلك رغم وجود مواطنين أجانب ومنهم بريطانيون.

يُعتقد أن حوالي 20 امرأة بريطانية و40 طفلاً و10 رجال كانوا ضمن صفوف داعش - محتجزون هناك.

ويشير تحليل الصحيفة إلى أن المخاوف المتعلقة بعودة التنظيم تزايدت مؤخراً، مع دخول سوريا مرحلة جديدة من "عدم اليقين بعد سقوط بشار الأسد، بالإضافة إلى تحذيرات من هروب "إرهابيي داعش" المحتجزين في شمال شرق سوريا، نتيجة لخفض دونالد ترامب المساعدات الأجنبية الخارجية.

وأشارت إلى أنه بالفعل تم إيقاف التمويل الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية لعدة أيام، مما أدى إلى عدم حضور الحراس المحليين إلى العمل. وقد أعادت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين التمويل لمدة أسبوعين، لكن لا يزال من غير الواضح ما الذي سيحدث بعد انتهاء الإجراء المؤقت.

وقال تشارلز ليستر، مدير برنامج مكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط، "لا يمكن التهاون مع التهديد... هذا هو أكبر عدد من الإرهابيين المسجونين في أي مكان في العالم على الإطلاق.. ويظل داعش مصمماً على شن هجمات هروب جماعية".

ويصف خالد إبراهيم، وهو مسؤول في المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي بحكم الأمر الواقع في شمال شرق سوريا، المنشآت في جميع أنحاء المنطقة بأنها "قنابل موقوتة".

وأشارت الكاتبة إلى أن العديد من البلدان، وخاصة في أوروبا، كانت مترددة في إعادة مواطنيها، لأن بعض قادة أوروبا يعتبرون إعادتهم "انتحاراً سياسياً"، خوفاً من تعزيز التطرف ونقص الأدلة في ساحة المعركة لمحاكمة المشتبه فيهم بالإرهاب.

وهناك تحدٍ آخر يتمثل في تركيا التي تَعتبر قوات قسد حليفة لحزب العمال الكردستاني الانفصالي (PKK)، الذي يشن تمرداً منذ عقود ضد الدولة التركية.

كما أن أنقرة تدعم عدداً من "المتمردين" الذين ساعدوا في الإطاحة بنظام الأسد الاستبدادي، ولديها علاقات مع هيئة تحرير الشام، وهو ما زاد من "النفوذ التركي وتأثيرها على مستقبل سوريا".

على الرغم من نفوذها المتزايد، هدد أعضاء إدارة ترامب القادمة بفرض عقوبات على تركيا بسبب الهجمات في شمال شرق البلاد، قائلين إنها تهدد المهمة الرئيسية المتمثلة في منع عودة داعش.

وختمت الصحيفة تقريرها بأن الوضع الراهن "غير مستقر"، ولا يوجد حل واضح في الأفق. وفي الوقت نفسه، يبقى السؤال - إلى متى يمكن أن تصمد معسكرات السجن، وماذا يحدث إذا انهارت دفاعاتها؟


BBC