هل لبنان بمنأى عن مخطَّط تهجير الفلسطينيين؟- بقلم معروف الداعوق
شارك هذا الخبر
Saturday, February 1, 2025
أثارت مواقف ومخططات الرئيس الاميركي دونالد ترامب المتكررة بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزّة، الى مصر والاردن، بحجة «تأمين حياة لائقة لهم بعيدا عن الحروب المتواصلة والدمار»، مخاوف ومحاذير من ان يطال لبنان جانبا من هذا المخطط، انطلاقا من الحدود الجنوبية، التي سبق وأن كانت معبراً، لاكثر من موجة نزوح فلسطيني، منذ نكبة عام ٤٨، والتي ما تزال المخيمات الفلسطينية على الاراضي اللبنانية، شاهدا عليها وتداعياتها ما تزال مستمرة حتى اليوم.
ولكن من وجهة نظر ديبلوماسي سابق، فإن الظروف الحالية، تختلف عن الظروف التي سادت ابان موجات التهجير الفلسطيني السابقة، لأن طرح هذا المخطط في الوقت الحاضر، مايزال محصورا بتهجير فلسطيني قطاع غزّة، الى مصر والاردن، ولبنان خارج هذا المخطط الخطير، الذي مايزال ضمن التداول السياسي، ولم يوضع موضع التنفيذ العملي، بالرغم من خطورة اثارته في الوقت الحاضر، بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، ونتائجها وتداعياتها السلبية على اوضاع الفلسطينيين في القطاع، وعلى إسرائيل والمنطقة.
ويشير المصدر إلى ان رد فعل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الرافض للموافقة على هذا المخطط، الذي يهدد الأمن والاستقرار في مصر، ويستهدف القضية الفلسطينية، وموقف الاردن الرافض أيضا، وكافة الاطراف الفلسطينية، وتمسك الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة بارضه، والثبات فيها، بالرغم من الاعتداءات والقصف الجوي الإسرائيلي بمختلف انواع الاسلحة التدميرية، شكلت عائقا قويا امام تنفيذ هذا المخطط الجهنمي، ولكنها لم تسقطه نهائيا بعد.
ويعتبر المصدر انه لا بد من انتظار بعض الوقت، لاستكشاف مدى جديّة طرح هذا المخطط، وما إذا كان الاستمرار في تسويقه، يسير قدما الى الامام، في ضوء المواقف الرافضة عربيا وخارجيا، ام ان طرحه من قبل الرئيس الاميركي ترامب،كان مجرد موقف سياسي محدود لاسترضاء اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية، واليمين الإسرائيلي المتطرف، عشية الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الاميركي ترامب.
ويستبعد المصدر ان يتأثر لبنان بهذا المخطط، أو أن يشمل التهجير الفلسطيني الذي يتم التداول فيه، في حال حدوثه اراضيه، لأنه خارج اطاره المعلن حاليا، ولرفض الشعب اللبناني المطلق، بكافة مكوناته، التجاوب وفتح حدوده، أمام اي محاولة لتهجير اي فلسطيني من ارضه، حفاظا على القضية الفلسطينية، وابعاد اي تداعيات او مخاطر على لبنان واللبنانيين.