"إسرائيل" تشكك بانتشار الجيش اللبناني جنوباً وتطالب بكشف هويّة أفراده!- بقلم كمال ذبيان

  • شارك هذا الخبر
Saturday, February 1, 2025

يشكك العدو الصهيوني بقدرة الجيش اللبناني على منع وجود "حزب الله" في جنوب الليطاني وتدمير مخازن اسلحته وانفاقه، ويبرر تمديد اتفاق وقف اطلاق النار حتى 18 شباط، وبتأييد اميركي، لانه ليس مطمئناً الى الجيش ولا يثق به، لان في صفوفه ضباطا وجنودا يؤيدون المقاومة، وتحديداً الذين ينتمون الى الطائفة الشيعية، فسوّق عبر صحيفة "التايمز" البريطانية مقالاً لكاتبة اسرائيلية، تزعم فيه ان ضابطاً في الجيش اللبناني يدعى سهيل بهيج حرب، زوّد "حزب الله" بمعلومات منقولة عن لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار، او "لجنة الهدنة"، وهذا ما ترك العدو الاسرائيلي يتريث في الانسحاب الكامل من المناطق التي احتلها بعد وقف الحرب التدميرية على لبنان، وفق ما تنقله تقارير استخبارية صهيونية.



وحاولت اسرائيل تأخير انسحابها، لانها لا ترى بان الجيش اللبناني مؤهل للقيام بمهمة اجتثاث وجود المقاومة في الجنوب، لا سيما في "الشريط الحدودي"، الذي يريده العدو الاسرائيلي ان يعود حزاماً امنياً، كما بعد احتلاله لجنوب الليطاني في آذار 1978، فأتى برائد من الجيش يدعى سعد حداد، واسس له ما سمي "جيش لبنان الحر"، ومنع الجيش اللبناني الذي ارسلته قيادته من الدخول الى المناطق المحتلة التي طلب القرار 425 من جيش الاحتلال الاسرائيلي ان ينسحب فوراً منها، لكنه لم ينفذه واستعاض عن ذلك باحتلال مقنّع عبر "جيش سعد حداد"، وهو ما يحاول تكراره العدو الاسرائيلي بان يزود بمعلومات عن الضباط والجنود الذين اعادوا انتشارهم في المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال الاسرائيلي، التي كان الجيش اللبناني موجوداً فيها، ويتصدى لكل خرق اسرائيلي للسيادة اللبنانية، وهذا ما كان يغضب قادة العدو الاسرائيلي، الذين اغاظهم اعتقال مخابرات الجيش الى احد العملاء حسن ايوب قبل فترة.
ويسعى العدو الاسرائيلي، ان يكبل الجيش في مهمته ودوره، وفق ما تقول مصادر عسكرية، لكن هذا لن يحصل، لان الجيش بُني على عقيدة قتالية، وانه مسلح باوامر واضحة من قيادته، بان يمنع كل محاولة تقدم او خرق للحدود المرسومة بين لبنان وفلسطين المحتلة، وهذا ما فعله، عندما حاولت قوة من الاحتلال الاسرائيلي ازالة الشريط الشائك في عيتا الشعب داخل الاراضي اللبنانية، فكان الجيش بالمرصاد لها ومنعها من ذلك، وطلبت اسرائيل من القوات الدولية اسم الضابط الذي تصدى مع جنوده لجيش الاحتلال، وعلمت القيادة العسكرية الاسرائيلية انه الضابط محمد فرحات الذي اغتالته في اثناء الحرب الاخيرة، وهو يقوم بمهمة في بلدة ياطر.


ولن ينسحب العدو الاسرائيلي من مواقع داخل الاراضي اللبنانية يعتبرها استراتيجية، وتؤمن الامن للمستوطنات الشمالية في فلسطين المحتلة، التي وعد سكانها بالعودة اليها مطلع آذار المقبل، وبهذا يبرر بقاء احتلاله، وابلغ العدو الاسرائيلي الادارة الاميركية السابقة والحالية، بانه يريد ثمناً سياسياً وعسكرياً لانسحابه من لبنان، وهو اقامة سلام معه، او اقله ترتيبات امنية من خارج اتفاقية الهدنة او القرار 1701، وهذا الاقتراح الاسرائيلي، لاقى تأييدا من الرئيس دونالد ترامب الذي سيلتقي رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الاسبوع المقبل في واشنطن، وسيكون موضوع السلام مع لبنان على طاولة البحث، وهذا ما بدأ الترويج له في الادارة الاميركية عبر مساعدي ترامب الذي اعلن عن مواقف لا تساعد على السلام كما ادعى بان طالب بترحيل الفلسطينيين من غزة الى مصر والاردن، وان يقوم العدو الاسرائيلي بضم الضفة الغربية، واسقاط الدولة الفلسطينية الموعودة عنها، وبذلك تكون اسرائيل بدأت تتوسع لتصبح كبرى بعد سنوات وتقود "الشرق الاوسط الجديد".


فانتشار الجيش في جنوب الليطاني ارتاح له الاهالي، الذين ومنذ انتهاء مهلة الـ 60 يوماً في اتفاق وقف اطلاق النار، اندفعوا الى بلداتهم وقراهم، وواكبهم الجيش اللبناني، الذي لم يطمئن العدو الاسرائيلي الى دوره الذي يريده ان يقوم بمنع عودة "حزب الله" الى المناطق التي ينتشر فيها، وهذا ما ظهر في مواكب العودة للمواطنين الذين رفعوا اعلام "حزب الله" وشارات النصر، وواجهوا جنود الاحتلال وآلياته بصدور عارية فسقط منهم شهداء وجرحى، واقاموا فوق منازلهم المدمرة، وهذا ما استدعى من قادة العدو الاسرائيلي، ان يدرسوا ما يحصل، وان "حزب الله" ما زالت له بيئة شعبية حاضنة، بالرغم من العدد الكبير من الشهداء وهم من ابناء البلدات المحررة والمدمرة، فخرج العدو بخلاصة، بان الجيش اللبناني لا يؤتمن له، ولا بدّ من بقاء مواقع له.