مسيرة مفروشة بالأشواك.. هكذا كسرت سيبال بو شعيا الصورة النمطية للجمال!
شارك هذا الخبر
Thursday, January 23, 2025
على مرّ السنين اختلفت التعريفات التي وضعت لمفهوم "الجمال"، مهما عمد القائمون على مسابقات الجمال الى اسقاط معايير ومقاييس لتحديد هذا المفهوم، إلا أنه يصعب على كل من يتلقاه أو يبصره أن يحقق نفس الانطباع.
هنا تكمن التفاصيل التي لا يمكن لعدسة الكاميرا التقاطها فالجمال بمفهومه لا يمكن اختزاله بالمظهر الخارجي بل يتعدّاه ليكون مربوطًا بالبعد الثقافي والفكري والروحي. سيبال بو شعيا التي حصدت مركز الوصيفة الرابعة لملكة جمال لبنان لعام ٢٠٢٤ آمنت في قرارة نفسها أنها تمتلك في داخلها تميّزا جماليًا يتعدّى البعد الخارجي لم تلتقطه الكاميرا. لذلك لم تشكّل احتفالية مسابقة الجمال النهاية بالنّسبة لها بل البداية.
شعيا التي تعتبر أن الجمال ليس مجرد مظهر خارجي بل هو مزيج من الشخصية سشمل القيم والطموح، أرادت من خلال مشاركتها بمسابقة ملكات الجمال ترك انطباع بأن الجمال الحقيقي يجمع بين الذكاء والثقة بالنفس والإصرار على تحقيق الأحلام. وكانت تريد أن تكون مثالًا على أن المرأة يمكنها أن تجمع بين الجمال الداخلي والخارجي حتى تساهم في بناء مجتمع إيجابي.
ما ميّز شعيا أنها تحدّت الكثيرين وحاولت من خلال نشاطاتها كسر الصورة النمطية التي وضعت لمفهوم الجمال، مستندة على قاعدة أن عناصر الجمال تكتمل فقط عبر التجربة الشخصية لكل سيدة أو فتاة، كما أن الجمال يصبح غنيًا عندما يكون هناك اختلاف وتنوّع بما يشمل الجمال الداخلي وما يختزنه من ثقافة وقيم إنسانية عند كل شخص.
طريق شعيا لم تكن دائما مفروشة بالورود، إذ اعترضتها بعض الأشواك وواجهت تحديات كثيرة وعلى رأسها مقاومة الفكر التقليدي المهيمن على عقول أبناء مجتمعها. وأبرز الأفكار السائدة هي أن "المرأة الجميلة لا تكون ذكية"، وهو ما لا تؤمن به شعيا ومسيرتها خير دليل، هي التي تسلّحت بإيمانها وشغفها حتى تثبت العكس.
"لا يكفي الجمال الخارجي حتى تتمكني من ترك أثر حقيقي ودائم لدى الاشخاص الذين تلتقين بهم". رسالة توجّهها شعيا الى كل فتاة لبنانية تدعوها فيها للإعتناء بجمالها الداخلي بالقدر نفسه الذي توليه لجمالها الداخلي، كما على كل امرأة أن تؤمن بنفسها وتسعى لتطوير قدراتها ومهاراتها التي تشكّل نقطة الانطلاق لتمتلك القوة التي تحتاجها لتكون مستقلة ومميزة في عالم تملؤه النساء الجميلات من الخارج.
وعن التنمّر الذي تعرّضت له، روت شعيا، أن مواجهتها لأساليب التنمر التي كانت تتعرض لها لم يكن بالأمر السهل بل كان شديد الصعوبة خصوصًا أنها كانت تحت أضواء الشهرة حيث كان التركيز غالبا على أدقّ التّفاصيل.
لا تخفي شعيا ضغط نفسي الذي عايشته نتيجة هذه المدايقات إلا أننها مع الوقت تمكّنت من إدراك أن هذه المدايقات لا تعكس بالضرورة حقيقتها بل حقيقة من يقفون خلفها. ومن هنا تعلّمت كيفية مواجهتها بثقة وأدركت أهمية منح اهتمامها للناس التي تدعمها وتؤمن بها.
حوّلت شعيا هذه المدايقات من أدة تدميرية الى وقود لإصرارها لنشر رسالة توعية لكل من تعرّض لمحاولات التنمر ومساعدتهم على التغلّب على كل هذه المدايقات وتحويلها الى سلاح للتّمسّك بأحلامهم وأهدافهم.
شعيا تؤمن أن قيمة الانسان لا تتحدّد من خلال آراء الآخرين بل من خلال إرادته للاستمرار وتحقيق أحلامه.