خاص - عن تهديدات "الحزب" بعد انتهاء مهلة الـ60 يومًا... العميد حمادة يكشف ما ينتظر لبنان! - هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Friday, January 24, 2025

خاص - "الكلمة أونلاين"

هند سعادة

مدة الـ60 يوما نهائية، ولن يكون الرّد بالبيانات، بل على الأرض"، موقف أدلى به المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان قبل أيام من انتهاء مهلة الهدنة المحددة بين لبنان وإسرائيل التي يفترض أن يليها انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية. هذا التصريح ليس الأول من نوعه، فعضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض كان قد حذّر من أنّه "في حال عدم التزام العدو الإسرائيلي بذلك، فإنه سيعني انهياراً لورقة الإجراءات التنفيذية ونسفاً للآلية التي تضمنتها. وهنا يبرز السؤال: هل تلاقي تهديدات مسؤولي حزب الله ترجمة فعلية على أرض الواقع؟ وهل يملك القدرات اللازمة للدخول في مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل؟

العميد الركن المتقاعد والخبير في الشؤون العسكرية، خالد حمادة رأى في حديث خاص لموقع " الكلمة أونلاين" أن "عدم التزام الجيش الاسرائيلي بالمهلة المحدّدة للانسحاب أصبح واقعًا، تزامنا مع التّصريحات المتتالية من مختلف الجهات"، مشيرا الى أن "الجيش الاسرائيلي لا يريد الالتزام بهذه المهلة ولا يزال يمارس كل أنواع الخروقات سواء عن طريق تدمير المنازل أو ما يصفه بتدمير ما تبقى من البنية التحتية لحزب الله".

واعتبر حمادة أنه "بالدرجة الأولى، هناك غياب للدولة اللبنانية عن كل هذا الملف فهي لم تعلن حتى اللحظة ما هي الاجراءات التي ستّتخذها في حال لم يلتزم العدو الاسرائيلي بمهلة، وهذا يعني أنها لا تزال تصر على لعب دور الفريق المشاهد والمراقب حتى بعد توقيع الاتفاق الذي التزمت بتنفيذه".

في المقابل، ذكر حمادة أن "حزب الله حتى الان لا يريد أن ينضبط بما ورد في نص الاتفاق ويصر على أنه قادر على اتّخاذ موقف ما ويتكلم عن مواجهة في وقت يجب أن يساعد الحكومة اللبنانية أولا عبر تسليم سلاحه للدولة اللبنانية يعلن التزامه بتطبيق هذا القرار في شمال وجنوب الليطاني".

وأضاف: "عندها يمكن للحكومة أن تتحرّك وفقا لذلك وتطلب من المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل للانسحاب ولكن عدم قيام الدولة اللبنانية بواجبها واستمرار حزب الله باعتبار نفسه غير معني بتنفيذ القرار في مقابل عدوانية وإصرار الإسرائيلي على خرق الاتفاق سيؤدي حتمًا الى عدم انسحاب الجيش الاسرائيلي وعدم قدرة لبنان على مواجهة هذا الموقف على المستوى الدبلوماسي على الأقل".

وعن تصريحات حزب الله في هذا الشأن، رأى العميد الركن المتقاعد أنها لا تدل على أنه سيذهب الى مواجهة عسكرية، فقد بات معروفًا أن قدرات الحزب البشرية وتلك المتعلّقة بالقيادة والسيطرة والقدرات العسكرية وغيرها دمّرت بشكل كبير".

وأوضح أنه "عندما يتكلّم الحزب عن مواجهة فإن هذا الكلام يمكن وصفه بـ "الدفاع السلبي" بمنعى أنه سيحاول أن يقول للحكومة أنه رغم توقيع القرار إلا أنّ اسرائيل لم تلتزم، لافتا الى أنه من المرجّح أن يلجأ الحزب في بعض القرى التي انسحب منها الجيش الاسرائيلي الى نوع من "التجييش والجمهرة"، علما أنه من غير المعروف ما إذا كان سينجح بذلك أم لا".

وتابع: "يريد الحزب عبر هذه التحرّكات إيصال رسالة أنه حتى لو كان خارج المعركة العسكرية، الا أن هناك مواطنين لبنانيين يتجاوبون مع خطابه، وقد يلجؤون الى تحرّكات اجتجاجية وإصدار مجموعة من التصريحات، ولكن ذلك لن يرقى الى مستوى مواجهة عسكرية لظروف بات الجميع يعرفها".

على صعيد آخر، يتساءل البعض عن ماهية انعكاسات اتفاق وقف الحرب في غزة على لبنان ومدى احتمال ربط موافقة إسرائيل على توقيع الاتفاق بعدم الالتزام بالاتفاق الموقع في لبنان. في هذا الإطار، اعتبر حمادة أن "الربط بين الاتفاقين بهذا الشّكل ليس في مكانه، فإسرائيل ليست بحاجة لدعوة الى عدم الالتزام لاسيما أن في نص قرار وقف إطلاق النار في لبنان، ورد بند يعطيها حرية الحركة إذا ما استشعرت أن هناك خطرًا ما يهدّدها والجيش لم يتحرّك وبالتالي ليست بحاجة للربط بين الاتفاقين".

وقال: "غزة أمامها مسار طويل بانتظار الانتهاء من تطبيق مراحل هذا الاتفاق والرابط الوحيد بين ما يحصل في لبنان وغزة وسوريا هو أن الميليشيات الايرانية تمر بمرحلة انكفاء ولا عودة عن هذه التغيرات فالقراران الأميركي والاقليمي متضامنان لجهة الضغط على الأذرع الإيرانية وتجريدها من سلاحها ومخاطبة إيران بشكل واضح، للتأكيد أن عليها العودة الى داخل حدودها".