خلف الحبتور: لنأخذ العبر من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم
شارك هذا الخبر
Saturday, January 18, 2025
كتب رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور على منصة "اكس":
وصلني فيديو للسيد محمد العبار يتحدث فيه عن الاجتماعات ويصفها بأنها مضيعة للوقت. قد يكون الفيديو مقتطعاً من سياق أوسع يشرح فكرته، لكن تصريح كهذا فاجأني، إذ يناقض أسس الإدارة الناجحة والمنطق العملي. الاجتماعات كمبدأ ليست عبئاً كما يصورها، بل هي العمود الفقري لأي تخطيط وتنفيذ ناجح، إلا إذا كانت تُدار بطريقة عشوائية أو تُستغل لأحاديث جانبية، وهنا يكون العيب فيمن يدير الاجتماع، وليس في الاجتماع نفسه.
رسول الله ﷺ حثّنا على الشورى، وجاء في القرآن الكريم: "وأمرهم شورى بينهم". هذا المبدأ ليس فقط قاعدة دينية، بل هو نظام يضمن اتخاذ قرارات سليمة تعتمد على التعاون والحكمة الجماعية.
في شركتي، أبدأ يومي مع كبار المدراء قبل الساعة 7:30 صباحاً باجتماع مختصر، لا يتجاوز 30 دقيقة، نناقش فيه المستجدات، نتفق على الخطوات القادمة، ونحدد المسؤوليات. مثل هذه الاجتماعات هي التي تضمن سير العمل بانضباط وكفاءة.
ولنأخذ أمثلة من تاريخنا المحلي: #الشيخ_زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، أسس مجلس التخطيط في أبوظبي، حيث كانت الاجتماعات أداة لوضع خطط استراتيجية غيرت وجه الإمارة. و #الشيخ_راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، كان يجتمع مع رجال البلاد والتجار أكثر من مرّة يومياً وذلك لرسم رؤية دبي المستقبلية، التي أصبحت اليوم واقعاً نفتخر به.
المشكلة ليست في الاجتماعات، بل في طريقة إدارتها. إذا نُظمت بفعالية ووضوح أهداف، فإنها تصبح أداة حيوية لتوزيع المهام، توحيد الرؤى، وتحقيق النجاح. القول بأن الاجتماعات غير مفيدة يعني تجاهل هذه الأدوار المهمة التي تلعبها في تطوير الدول والمؤسسات.
إذا كان الهدف من هذه التصريحات إثارة الجدل، فمن الأفضل أن تكون مبنية على رؤية متوازنة. الاجتماعات ليست مضيعة للوقت، بل هي منصة لتوحيد الجهود وتحقيق الأهداف إذا أُديرت بكفاءة.