حزب الله يتجاهل خروجه المهين من سوريا!- بقلم معروف الداعوق
شارك هذا الخبر
Monday, January 6, 2025
يتجنب حزب الله الحديث عن سقوط نظام بشار الاسد في سوريا، وتداعياته الدراماتيكية على وجود الحزب الذي اضطر إلى ترك كل قواعده ومراكزه العسكرية والامنية ومواقعه الاقتصادية،التي أنشأها على مدى السنوات العشر الماضية،في مختلف المناطق السورية،تحت حجج وذرائع مختلقة، تبدأ من حماية مقر السيدة زينب في ضاحية دمشق، وتمر بمحاربة الارهاب، وحتى إسرائيل احيانا، ولا تنتهي بحماية النظام البعثي، لان لكل ظرف حجته الجاهزة على الدوام، في حين ان الثابت من تدخله للقتال إلى جانب نظام الاسد، ضد ابناء الشعب السوري المطالبين بالحرية والمشاركة بالسلطة ومقدرات الدولة، يتجاوز الاسباب المعلنة، الى الاهم وهو تأمين تمدد المشروع المذهبي الايراني، من طهران مرورا ببغداد، ودمشق وصولا إلى بيروت، ومن خلاله إحكام السيطرة السياسية والعسكرية والاقتصادية على هذه الدول، ومنها إلى باقي الدول العربية، وتهديد دول الجوار، وابتزازها، وكل ذلك تحت عنوان محاربة إسرائيل.
الحديث عن انهيار النظام البعثي، تطرق اليه الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم وكأنه حدث ثانوي وعابر، وتاثيره سطحي،على الحزب، مقللا من أهمية قطع طريق إمدادات الحزب من ايران عن طريق سوريا، ومعربا عن أمله أن تنتظم العلاقات بين النظام السوري الجديد والدولة اللبنانية في المرحلة المقبلة.
صادف سقوط نظام بشار الاسد، وهروبه المذل الى روسيا،بعد ايام معدودة من تنفيذ وقف اطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل،وهو الاتفاق الذي ترددت معلومات انه يتضمن شروطا ومطالب إسرائيلية متشددة ضد الحزب، وهو ما اعتبره المراقبون بمثابة الضربة الثانية التي يتلقاها الحزب في سوريا وخروجه منها بطريقة مهينة دون أي مقاومة، خلافا لكل ادعاءات الحزب ومبررات وجوده داخل الاراضي السورية.
التقليل من أهمية سقوط نظام الاسد في مواقف قياديي الحزب، وتجاهل تداعياتها السلبية على وضعية الحزب لبنانيا وعربيا،انما يندرج ضمن سياسية الانكار والتكابر التي ينتهجها الحزب في خطابه السياسي، لاظهار بقاء قوته كما كانت عليه خلافا للواقع، لأجل شدّ عصب جمهوره اولا، وضد خصومه السياسيين بالداخل ثانيا،متجاهلا حال الانكسار والهزيمة التي لحقت به، جراء مشاركته بالحرب ضد السوريين وتهجيرهم من مدنهم وقراهم، وهو ما يفعله تماما بعد موافقته على اتفاق وقف اطلاق النار مع إسرائيل ايضاً.