عن حيلة "شمال جنوب الليطاني" - بقلم مارك إليان

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 7, 2025

أسابيع عدّة مرّت على اتّفاق وقف إطلاق النار بين لبنان واسرائيل، وما زلنا نسمع كلاماً سخيفاً حول مسألة "شمال/جنوب نهر الليطاني" فيما يتعلّق بالانسحاب المحتمل لعناصر "حزب الله" شمال هذا النهر. لذلك، لا بدّ من وضع النقاط على الحروف.

اتّفاق وقف إطلاق النار، مع أنّه أصرّ في بعض بنوده على انسحاب قوّات "حزب الله" شمال النهر، كان واضحاً فيما يتعلّق بحصريّة السلاح في يدّ الجيش اللبناني والدولة اللبنانيّة، لا سيّما في مقدّمته. بالتالي، أي كلام أو تصريح حول انسحاب الحزب من جنوب الليطاني، إن أتى على لسان أبواق الممانعة، يلمح في الواقع إلى بقاءه شمال النهر. والسؤال الذي يطرح نفسه هو : لنفترض أنّ سلاح "حزب الله" هدفه حماية لبنان من اسرائيل، ما الفائدة منه إذا أصبح متواجداً على مسافة عشرين أو ثلاثين كيلومتراً من الحدود الجنوبيّة ؟ ناهيك عن أن علّة وجود السّلاح الأصفر سقطت أمام أعين أي لبناني عاقل رأى أو عانى من مأساة "حرب إسناد غزّة".

إضافةً إلى ذلك، لنكن واقعيّين : مقاتلو "حزب الله" هم في الوقت نفسه سكّان القرى الجنوبيّة. فمعظمهم يعيشون حياة مدنيّة موازية لحياتهم العسكريّة. بعضهم تجّار أو مسعفون، والبعض الآخر مزارعون أو حتّى مهندسون. في أذهان المقاتلين كما المناصرين، فإنّ مغادرة القرى الجنوبيّة أمر غير قابل للتطبيق، وهذا ما يجب أن نعترف به جميعاً، خاصّةً أنّه من المستحيل إحصاء جميع أعضاء "حزب الله".

لذا، على لجنة مراقبة وقف اطلاق النار التركيز على السّلاح أكثر من الأفراد الذين يحملونه. فالمطلوب اليوم ليس تجريد جنوب لبنان من سكّانه، بل من سلاحه وترسانته العسكريّة، في جنوب نهر الليطاني كما في شماله.