بري “شمعون الشيعة”: 40 عاماً نبيهاً! - بقلم جان عزيز
شارك هذا الخبر
Sunday, December 29, 2024
الموعد الثاني لم يتأخّر سنة 1998، ففرض بشار الوريث، أثناء حياة والده، خيار إميل لحّود. كما فرض التمديد له بعد 6 أعوام كما سبق الذكر.
صار جنبلاط في المعارضة الشرسة. وصار الحريري في العالم الآخر. وصار بشّار خارج لبنان شكليّاً. وظلّ نبيه برّي مرشّح الجميع لرئاسة المجلس سنة 2007، سارع فريق سعد الحريري بعد 48 ساعة على شغور الرئاسة، إلى ترشيح ميشال سليمان. تأخّر الانتخاب من آخر أسبوع في تشرين الثاني 2007 حتى آخر أسبوع من أيار 2008. في هذه الفترة عادت الدماء لغة تخاطب وتفاوض. وقعت أحداث مار مخايل، ثمّ كارثة نهر البارد، وصولاً إلى مقتلة 7 أيار، قبل أن يقتنع الجميع بطريق الحلّ والدوحة و”أوّل الغيث قطر”.
تولّى برّي إخراجه بسلوك دستوري بامتياز. حرص رئيس المجلس على تدوينه في محضر جلسة الانتخاب في 25 أيار 2008: شغور الرئاسة يُسقط كلّ المهل. وانتخابُ قائد الجيش دستوري حتماً. ونقطة على سطر الأزمة.
كأس عهد ميشال عون
بعد سليمان عاد قطوع الرئاسة ليقضّ مضجع برّي. ظلّ 30 شهراً كاملة يحاول إقناع شريكه الأكبر، حسن نصرالله، بتجنّب كأس ميشال عون لتجنيب البلد عهد جبران باسيل. شرح للسيّد نظرية انتخاب رئيس لا رئيسين. أسهب في عرض “بدائع” باسيل في السياسة والإدارة والميثاق والوفاق.
لكنّ الوفاء كان حاسماً لدى السيّد. فكانت جلسة 31 تشرين الأوّل 2016. وكانت دورة اقتراع أولى وثانية وثالثة، بحجّة ورقة إضافية لاغية، كأنّها إشارة إلى ورقة “الرئيس الثاني” الظاهر المخفيّ، والمصاهر اللاغي لكلّ رئاسة واتّفاق. وكانت أسماء غريبة في صندوق الاقتراع، حتى ميريام كلينك نالت صوتاً.
نبيه برّي، قيل إنّه “شمعون الشيعة”. وعليه اليوم مهمّة إنقاذ لبنان من سلاطين كثر، ومسؤولية الانتقال من الماضي إلى المستقبل قبل أن تنتهي المهزلة ويُنتخب الجنرال. ولم يلفظ برّي عبارة التقليد النيابي الدستوري: “إنّ الرئاسة تعلن انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية”. بل اكتفى بأن دعاه إلى القسم، وأنْ صحّح له أوّلَ خطأ لغوي في أوّل كلمة منه!!
القطوعات والاستحقاقات حاضرة
تحضر اليوم كلّ تلك الاستحقاقات والقطوعات والعقود في بال نبيه بري وواجبه.
ربّما الظرف أخطر من كلّ ما سبق. خسر السيّد، كما خسره كلّ لبنان، قبل 3 أشهر، وارتاح من بشّار، كما ارتاح منه لبنان وسوريا وأكثر منهما، قبل أسبوعين. فما العمل الآن؟
شريكه الأقدم والأوثق وليد جنبلاط صدَقه القول، كما دائماً. قال له بالكلمة والخطوة، فلنذهب معاً كما دوماً إلى لبنان جديد وإلى سوريا جديدة، من أجل شعبنا وبلدنا وناسنا ومن أجل التاريخ.
وليد، ابن كمال جنبلاط، ووريث دمه المسفوك بأيدي نظام الأسد.
كمال جنبلاط هو من أنقذ لبنان من عهد “السلطان سليم”، بالتفاهم مع كميل شمعون سنة 1952.
نبيه برّي، قيل إنّه “شمعون الشيعة”. وعليه اليوم مهمّة إنقاذ لبنان من سلاطين كثر، ومسؤولية الانتقال من الماضي إلى المستقبل.