خاص- 4 عوامل تجعل الحزب غير معني بالرد على 800 خرق اسرائيلي!- بولا أسطيح
شارك هذا الخبر
Saturday, December 28, 2024
خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح
يقف حزب الله المتفرج راهنا على اكثر من 800 خرق لاتفاق وقف النار منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في السابع والعشرين من الشهر الماضي، بين مطرقة "الاستفزازات الاسرائيلية" وسندان ضربات قاتلة تلقاها منذ ايلول الماضي جعلته غير قادر على النهوض مجددا للمواجهة لعلمه بأنها قد تكون الاخيرة وتعطي حجة لاسرائيل للقضاء على ما تبقى من قياداته وقدراته.
وان كان نواب ووزارء الحزب يربطون موقف القيادة الحالي بالتزامها باتفاق وقف النار واعطاء فرصة للسلطات الرسمية للقيام بواجباتها، الا ان حقيقة الامر هو ان من وجه ما قال انها رسالة تحذيرية في مطلع كانون الاول الحالي ردا على ما يقل عن 10 خروقات للاتفاق، ما كان ليواظب على ضبط النفس لو كان حقيقة قادرا على فرض معادلات جديدة على العدو.
وتنحصر محاولات الحزب راهنا لتبرير ما يحصل، على رمي كرة المسؤولية في ملعب الحكومة والجيش اللبناني فيتحدث احد نوابه عن "فشل رسمي ذريع بمواجهة الخروقات" فيما يعتبر احد وزرائه الظرف مؤات تماما لتشغيل اسطوانة ان ما يحصل يؤكد وجوب التمسك بخيار المقاومة وكأن هذا الخيار لم يجرنا لتوقيع اتفاق اقل ما يُقال عنه انه كان اتفاق استسلام بعد حرب تدميرية قضت على كل قيادات الصف الاول في الحزب وتركته يصارع واقعا لم يعتقد ليوم انه قد يعايشه.
ويمكن الحديث راهنا عن ٤ عوامل رئيسية تُجبر الحزب على التزام صفوف المتفرجين على "التمادي الاسرائيلي الفاضح" لاتفاق وقف النار متكئا على الارجح على تفاهم غير معلن مع الاميركيين على "حرية الحركة" داخل لبنان، وهو ما كان قد عبّر عنه صراحة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في الاطلالة الاخيرة قبل وقف الحرب وما اصر المفاوض اللبناني على نفيه.
وبالعودة الى العوامل ال٤ التي تجعل حزب الله غير مستعد لاي تصعيد جديد مع اسرائيل، يمكن الحديث اولا عن الصفعة السورية التي تلقاها وادت لقطع طريق امداده البري الوحيد من طهران، فهو وفي ظل الواقع الحالي والحصار المفروض عليه بحرا وجوا يعي ان خوض اي حرب جديدة قد تعني نهايته باعتبار ان قدراته وإمكاناته وان كان لا تزال كبيرة نسبيا الا انها ستنتهي خلال اسابيع او شهر بعدما بات واضحا ان تل ابيب قررت خوض معركة حياة او موت تستشرس فيها حتى النهاية.
اما العامل الثاني فمرتبط بوضعيته الحزبية الداخلية باعتباره وبعد فقدان العدد الاكبر من قيادييه الاساسيين لا يزال يعمل على ملء فراغات كثيرة فيما يواصل تحقيقاته لتبيان مستوى الخروقات التي تعرض لها لمعالجتها.
ونصل للعامل الثالث الموثر جدا على اي قرار قد يتخذه الحزب الا وهو عدم استعداد بيئته لجولة جديدة من التهجير والدمار خاصة وان المؤشرات الراهنة لا توحي اصلا بقدرة الحزب على اعادة اعمار ما تهدم. وتعتبر هذه البيئة ان الحرب المعنوية التي تخوضها بوجهها اسرائيل راهنا أقل كلفة من تجدد الحرب العسكرية.
ويبقى العامل الرابع المرتبط بالقرار الايراني في هذا المجال. فطهران التي لم تكن اصلا تريد جولة اولى من الحرب في لبنان لا تحبذ لا شك اليوم جولة ثانية وبخاصة بعد الخسارة الكبرى التي منيت بها في سوريا وهي تحاول راهنا استيعاب الخسائر وتفادي وصول الكأس المر اليها والى اراضيها بعدما بات واضحا ان الكأس وصل بعد حزب الله وسوريا الى الحوثيين.
بالمحصلة، لا يُحسد حزب الله على الوضع الذي وصل اليه، تماما كما لا تُحسد الدولة اللبنانية على الاحراج الذي تتعرض له بسبب الفجور والاستعلاء الاسرائيلي والتلكؤ الدولي في ردع تل أبيب، ما يجعل تاريخ ٢٦ كانون الثاني المقبل وهو التاريخ الذي تنتهي معه مهلة الستين يوما لاتمام الانسحاب الاسرائيلي من القرى والبلدات اللبنانية، مفصليا باعتباره يرسم ملامح المرحلة المقبلة التي لا يبدو انها ستكون وردية!