المعارضات الشيعية الجديدة : هل تنجح حيث فشل الاخرون؟- بقلم قاسم قصير

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, December 25, 2024

بدات تبرز خلال الايام الاخيرة مجموعات لبنانية جديدة تدعو الى قيام مشروع الدولة ومواجهة المشروع السياسي للثنائي حركة امل وحزب الله ، ورغم ان بعض هذه المجموعات لم تتخذ اسما شيعيا مباشرا فانها تضم وجوها شيعية اعلامية وثقافية ودينية مع وجوه من طوائف ومذاهب اخرى ( سنية ومسيحية) ولكن المضمون الاساسي لمواقف هذه المجموعات يتركز على التاكيد ان لبنان دخل في مرحلة جديدة بعد العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان وسقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد ، وان ذلك ينعكس على الوضع اللبناني ويتطلب خطابا ومشروعا سياسيا جديدة يختلف مع خطاب حزب الله وحركة امل ويركز على قيام مشروع الدولة .

فما هي هذه المجموعات الجديدة ؟ وما هي ابرز مواقفها ؟ وهل ستنجح حيث فشلت مجموعات المعارضة السابقة؟
عن المجموعات الجديدة وابرز مواقفها؟
بداية من هي هذه المجموعات وما هي ابرز مواقفها ؟

المجموعة الاولى اسمها " نحو الانقاذ" وضمت عددا من الاعلاميين والناشطين ومنهم الصحافي محمد بركات والشيخ عباس الجوهري والدكتور هادي مراد والصحافي بشارة خير الله والصحافي قاسم يوسف وتم اطلاق المجموعة في مؤتمر صحفي في نقابة الصحافة يوم الاربعاء الماضي بحضور حشد من الشخصيات السياسية والثقافية والاعلامية ، وركزت المجموعة على الدعوة لقيام الدولة اللبنانية ومراجعة المرحلة الماضية .

المجموعة الثانية وتدعى " المنبر الوطني للانقاذ " وتضم شخصيات فكرية وثقاقية ومنها الدكتور محمد علي مقلد والدكتور علي مراد وشخصيات اخرى وحرصت على ضم شخصية مسيحية من ال طوق من بشري لتاكيد التنوع الطائفي وركزت ايضا على ان لا حل الا بالدولة وتم اطلاق مشروعها في مؤتمر صحفي في نقاية الصحافة .

وتنضم هاتان المجموعتان الى مجموعات ومؤسسات وشخصيات اخرى ناشطة في المجال السياسي والاعلامي والثقافي وابرزها حركة تحرر التي يراسها الدكتور علي خليفة ومجلة شؤون جنوبية برئاسة الصحافي علي الامين ومؤسسة امم للتوثيق والتي اسسها الصحافي لقمان سليم ولقاء سيدة الجبل وكل هذه المؤسسات وغيرها من الشخصيات الاعلامية والدينية والثقافية تركز على نقد مشروع حركة امل وحزب الله وتدعو لقيام مشروع سياسي وثقافي جديد يناقض المشروع الايراني وولاية الفقيه .

طبعا هناك شخصيات اخرى صحافية ودينية وسياسية تنشط في الاتجاه نفسه وكان لها حضور اعلامي طيلة الفترات الماضية وتسعى حاليا لزيادة نشاطاتها وادوارها .
هل تنجح حيث فشل الاخرون ؟
لكن السؤال الاهم : هل ستنجح هذه المجموعات المعارضة الجديدة بعد ان فشلت التجارب السابقة؟

تحاول هذه المجموعات الاستفادة من التطورات السياسية الاخيرة ولا سيما بعد العدوان الاسرائيلي على لبنان وسقوط نظام الرئيس بشار الاسد ، وهي تدعو لمواجهة مشروع الثنائي حركة امل وحزب الله ، وتعتبر ان مشروع حزب الله المقاوم فشل وان دور ايران انتهى وان علينا اقامة مشروع سياسي جديد قائم على فكرة قيام الدولة وتطبيق اتفاق الطائف وانهاء دور المقاومة لانها تتعارض مع دور الدولة .

طبعا العنوان العام لهذه المجموعات وهو الدعوة لقيام الدولة وتطبيق الطائف عنوان جميل وهو مطلوب من جمبع اللبنانيين ، لكن هذه المجموعات تتجاهل فشل الدولة اللبنانية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي واستمرار هذا الاحتلال اليوم رغم اتفاق وقف اطلاق النار وتتجاهل وجود النظام الطائفي منذ اكثر من مائة عام وهو سبب عدم قيام الدولة الحقيقية وتتجاهل ادوار الدول الاخرى في لبنان .

وتعاني هذه المجموعات من الاختلافات فيما بينها وضعف تواصلها مع القواعد الشعبية واعتمادها غلى الخطاب الاعلامي او الثقافي دون اي دور حقيقي لمواجهة مشاكل الناس .

وبانتظار ما ستقوم به هذه المجموعات على الصعيد الشعبي والسياسي وكيفية مواجهة التحديات المختلفة ، يبدو اننا سنشهد المزيد من هذه المجموعات في المرحلة المقبلة ولا سيما على الصعيد الشيعي وكأن المشكلة فقط عند الشيعة ، والجمهور هو من سيحكم على دورها ونشاطاتها مستقبلا.