ردت هيئة قضاء البترون في التيار الوطني الحر، على “تصريحات نائب البترون غياث يزبك حول الوضع في سوريا والمفقودين، اعتبرت الهيئة أن كلمة رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، أصابت يزبك في الصميم، ما دفعه إلى الإدلاء بتصريح عشوائي مليء بالأكاذيب والمغالطات”.
وأوضحت الهيئة أنه “لو كان لدى يزبك ذاكرة جيدة أو استعلم من قياداته، لكان علم أن حرب الجبل حدثت في أيلول 1983، وأن انسحاب سمير جعجع التكتيكي من بحمدون أدى إلى تهجير كبير. في تلك الفترة، كان الرئيس أمين الجميل قائدًا أعلى للقوات المسلحة، وكان العماد إبراهيم طنوس قائدًا للجيش، والتلكؤ في دخول المعركة كان منهما، بينما كان العقيد ميشال عون واللواء الثامن هما من حميا جبهة سوق الغرب بعد سقوط القرى والبلدات، في وقت كان فيه البعض يفكر في نقل القصر الجمهوري من بعبدا، معتبرًا أن سوق الغرب قد سقطت عسكريًا”.
كما أكدت أن “العماد ميشال عون في عام 1988 كان متمسكًا بالجمهورية وليس برئاستها، ولو كان غير ذلك لما رفض عرضًا من المرحوم رفيق الحريري بنقل موافقة سوريا على انتخابه رئيسًا”.
وفيما يخص تصريحات يزبك عن المفقودين، تذكرت الهيئة يزبك بمواقف التيار الوطني الحر في عام 1990، حين تظاهروا على معابر الحرب في مختلف الجبهات رفضًا للاحتلال ودعماً لسيادة لبنان، في وقت كانت قوات يزبك تطلق النار على المتظاهرين العزل في نهر الموت.
وفيما يتعلق بتعليقه على قضية المفقودين، أرفقت الهيئة له بفيديو حديث لرئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع عن زيارة سوريا وقضية بربر عيسى الخوري، الذي لم يطالب جعجع إلا به، “ليعظ يزبك ويسكت، وذلك من باب الرحمة بالشباب وحرصًا على أن تكون ذاكرته مبنية على الحقيقة وليس الأكاذيب والتشوهات”.
وكان قد صدر عن النائب في تكتل الجمهورية القوية غياث يزبك، بيان جاء فيه: “في العام 1984، فرض السوري ميشال عون قائداً للجيش تحت تهديد تدمير ما تبقى من الجيش والدولة، ومنذ ذلك الحين بدأت نوايا مشغليه تتضح من خلال أفعاله. فقد تخلف عن مساعدة المقاومة اللبنانية في الحفاظ على مواقعها في الجبل، مما أدى إلى التهجير الكبير”.
وأضاف البيان، “في العام 1988، تسلم رئاسة الحكومة الانتقالية في لحظة تخلٍّ عن المسؤولية، وحوّلها إلى حكومة انقلابية دائمة، وأرسل رسائل استعطاف إلى حافظ الأسد طالباً قبوله رئيساً للجمهورية مقابل تقديم رأس القوات على طبق من فضة. فشن هجومه الأول على القوات عسكرياً، وعندما فشل، دمر قدرات الجيش وأضعف القوات”.
وتابع، “إن ننسى لا ننسى كيف أرسل رفّوله إلى خطوط التماس مستجدياً السلاح والدعم من أبناء موسى الصدر وأبناء كمال جنبلاط وأبناء أنطون سعادة، عبر إيلي حبيقة، لدحر القوات. وعندما فشل في تحقيق أهدافه، أعلن حرب التحرير ضد القوات بـ30 مدفعاً، التي نفذت ذخائرها بعد أيام، لكنه دمر المنطقة الشرقية الحرة وارتكب المجازر، وفي 13 تشرين 1990، فر إلى فرنسا تاركاً لبنان مكسور الظهر”.
واتهم البيان التيار الوطني الحر بتوجيه الاتهامات الزائفة ضد القوات اللبنانية، مذكراً بأن سمير جعجع، أثناء زيارة تعزية لسوريا، لم يطالب بالمعتقلين السوريين كما يفعل التيار، الذي لم يقدم أي خطوة فعلية لتحريرهم خلال سنوات تحالفه مع السوريين، كما اتهم التيار بالتواطؤ مع حزب الله من خلال التحالفات التي قام بها مع الحزب والنظام السوري، واعتبر أن عون كان جزءاً من مشروع ضرب القوات والقوى السيادية.
كما تطرق البيان إلى كيفية إعادة استيراد عون من منفاه في فرنسا في ظل شروط معينة، حيث لعب على عواطف المسيحيين وتحول إلى حصان طروادة في السلطة، مستغلاً ذلك لضرب القوات والتأثير في الاستحقاقات الرئاسية والحكومية، وأكد أن “عون وحلفاءه أوقعوا لبنان في الخراب، الإفلاس، النزوح، والموت، عبر سياساتهم الفاشلة”.
واختتم البيان بنقد شديد للتيار الوطني الحر ورئيسه، مشيراً إلى تخبطهم بسبب تهاوي رهاناتهم الفاشلة على حزب الله ونظام الأسد، وداعياً إلى الصمت والخجل بعد فشل هذه الرهانات، وتحذيرهم من استجلاب المزيد من المخاطر الخارجية على لبنان.