المطران مطر من فرنسا: "المشكلة الأساسيّة هي الحقد تجاه الآخر"

  • شارك هذا الخبر
Sunday, November 24, 2024

كتب الناشط السياسي "مارك إليان" عبر حسابه على منصة "اكس":

هذا ما قلته لرئيس أساقفة بيروت للموارنة السّابق المطران بولس مطر :

بمناسبة الذكرى ال٨١ لعيد الاستقلال، شرّفنا سيادة المطران بولس مطر بحضوره في كاتدرائيّة سيّدة لبنان في العاصمة الفرنسيّة باريس، حيث ألقى محاضرة بعنوان : "في خضم الحرب : الكنيسة المارونيّة حارسة تاريخ لبنان ومستقبله"، وذلك بحضور أعضاء السّلك الدبلوماسي اللبناني ورجال الدين والمغتربين.

بدأ الأسقف مطر محاضرته مع ولادة الكنيسة المارونيّة، ثمّ تحدّث عن العلاقة بين الموارنة ومختلف الحضارات والجماعات التي مرّت على جبل لبنان : البيزنطيّين، العرب، الصليبيّين، المماليك، العثمانيّين، وصولاً إلى الفرنسيّين وإعلان دولة لبنان الكبير عام ١٩٢٠.

في طبيعة الحال، كانت مسألة العيش المشترك في صلب حديث المطران. فتطرّق إلى علاقة الموارنة بالكموّنات الأخرى في جبل لبنان ثمّ لبنان الكبير، مضيفاً أنّ هذا الاحتكاك كان إيجابيًّا في كثير من الأحيان، ونادراً ما كان سلبيًّا. أمّا اليوم، بالنسبة لسيادته، المشكلة الأساسيّة هي الحقد تجاه الآخر (إضافةً إلى السلاح غير الشرعي). والحلّ، بالنسبة للأسقف الذي ساهم بشكل مباشر في تحقيق "مصالحة الجبل" عام ٢٠٠١، يكمن في تكثيف مثل هذه المبادرات.

بعد أن اختتم سيادته كلامه بملاحظة إيجابيّة بشأن مستقبل لبنان، فُتح المجال للحضور لطرح الأسئلة. فجائت مداخلتي على الشّكل التالي :

« شكراً سيادة المطران على هذه المحاضرة. أودّ أن أعلّق على موقفين اتّخذتهما الكنيسة المارونيّة خلال تاريخها المعاصر، وهو تاريخ مشرّف للغاية :
-أوّلاً، المطالبة بدولة "لبنان الكبير". لا شكّ أنّ الكنيسة بنت مطالبها على أحداث مهمّة وكارثيّة مثل مجاعة جبل لبنان (١٩١٥) وغيرها. بالنسبة لي، الخطأ هنا لم يكن في ضمّ مناطق يسكنها أفراد من غير الطائفة المارونيّة، بل في محاولة دمج جماعات ذات تطلّعات وطنيّة مختلفة آنذاك. سواء أحببنا ذلك أم لا، أصبح "لبنان الكبير" واقعاً اليوم، وعلينا أن نتأقلم مع هذا الواقع. أنا على الصعيد الشخصي مع "لبنان ال ١٠٤٥٢ كلم" ومع العيش المشترك، لكن بطريقة مختلفة.
-الخطأ الثاني يكمن في دستور ١٩٢٦، وهو دستور لا يتماشى مع واقع مجتمعنا المركّب. لقد أسّس هذا الدستور نظاماً مركزيًّا أحاديًّا لم يحلّ أبداً مسألة العيش المشترك بين اللبنانيّين، بل سمح لكلّ مكوّن بأن يحكم المكوّنات الأخرى بمجرّد وضع يده على الدولة المركزيّة. اعتمدنا دائماً على توازن مصطنع لضمان الاستقرار، وما زلنا. كلّما تمّ التشكيك في هذا التوازن، دخلنا في دوّامة العنف، وما زلنا.
سيّدنا، كلنا نريد العيش المشترك اليوم، لكن الكراهية التي تحدّثتَ عنها في المحاضرة لا يمكن محوها فقط من خلال الفولكلور والشكليّات. ألا تعتقد أنّ حان الوقت للبحث معاً في صيغة جديدة تعترف بالتعدّديّة وتديرها ؟ شكراً. »

كان للأسقف تحفّظات معيّنة، لكن سؤالي لم يزعجه. بدا منفتحاً على جميع الآراء ودعا الشّباب الحاضرين إلى التفكير معاً من أجل مستقبل لبنان.

في الختام، أترك لكم التعليق على ما قاله المونسنيور عصام أبي خليل الذي كان حاضراً بين الجمهور : « سيّدنا، كنّا دايماً نحسّ إنّو الكنيسة المارونيّة بتسبق مجتمعها، بس اليوم كأنّ عم نحسّ إنّو مجتمعها سابقها. »

مارك إليان، ٢٣/١١/٢٠٢٤